الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الغورى» سلطان سيئ الحظ..حلت عليه لعنة «مسجده الحرام»

«الغورى» سلطان سيئ الحظ..حلت عليه لعنة «مسجده الحرام»
«الغورى» سلطان سيئ الحظ..حلت عليه لعنة «مسجده الحرام»




كتب - علاء الدين ظاهر

مشاهد درامية كثيرة تلك التى ملأت قصة حياة السلطان الغورى، والتى جعلته كما يرى الباحث الأثرى سامح الزهار الأسوأ حظاً، وربما يكون السبب هو لعنة «مسجده الحرام»،وهو اللقب الذى أطلقه أهل القاهرة على مسجده ومدرسته «المسجد الحرام»، وذلك سخرية من الغورى وليس إجلالاً للبنيان.
وتابع الزهار كاشفا الغموض عن ذلك بقوله:لقد استغل السلطان الغورى سلطته فى الحصول على المواد اللازمة لبناء المسجد بثمن بخس، كما خرب الكثير من العمائر والمنشآت القائمة حينها للاستيلاء على ما بها من رخام وأخشاب وفسيفساء.
وقال: السلطان الغورى هو الملك الأشرف أبو النصر قانصوه من بيردى الشركسى الجنس، ولد فى حدود سنة 850هـ - 1446م، وهو السلطان الرابع والعشرون من سلاطين المماليك الشراكسة،وكان عمره 60 عاماً عندما تولى منصب السلطنة،وكان مملوكاً للسلطان قايتباى وقد أعتقه لذكائه وشجاعته وعينيه فى جملة مماليكه بوظيفة الجمدارية،وترقى حتى أصبح كاشفاً للوجه القبلى سنة 886هـ، ثم أميرا سنة 789هـ،وبدأ يلمع نجمه فى الصعود وصار من الأمراء الذين بيدهم الحل والعقد كما خرج فى بعض الحملات الى حلب.
وتابع:من سوء حظ الغورى أن تجمعت فى حكمه جميع مفاسد ومساوئ العصر المملوكى على مدى عشرات السنين كل أسباب الضعف والتدهور والانحلال، من إغراق فى اللهو والترف وتدبير للفتن والمؤامرات ورغبة فى تحقيق الأطماع غير المشروعة وبعد عن رعاية المصلحة العامة، فاستفحلت الضائقة الاقتصادية وعجز السلطان عن سداد متطلبات المماليك وانتشر التذمر بينهم وهددوا بالعصيان، وكثر نهبهم للأموال وعدوانهم على التجار واستنزفوا أموال الناس.
وأضاف: يذكر ابن إياس أن الغورى ضرب نقوداً تخسر فى المعاملة الثلث، الأمر الذى أدى الى تعطل الأسواق عن البيع والشراء، وكان نصف الفضة ينكشف فى ليلته ويصير من جملة الفلوس الحمراء، اذ كانوا يخلطون الذهب والفضة بالنحاس كما ذكر ابن إياس، وبذلك استطاع الغورى أن يحقق أمنيته، فجمع ما يريد من المال الذى أنفقه فى شراء مماليكه وإقامة المنشآت المعمارية التى كتبت له صفحة خالدة فى مجال العمارة الإسلامية والتى لايزال الكثير منها قائماً فى القاهرة حتى اليوم.