فنان الرسم على السيراميك.. أبهر العالم

كتب - علاء الدين ظاهر

الرسم على السيراميك فن يحتاج لمهارة كبيرة خاصة أن الوسط الذى يتم عليه هذا الفن وهو السيراميك ناعم الملمس ويحتاج لدقة شديدة فى التعامل معه، ويعد الفنان محمد هاشم أحد كبار الفنانين فى هذا المجال، وحكايته كشفها لنا مصطفى كامل الباحث الأثرى والمتخصص فى تسجيل الحرف التراثية.
يمتلك محمد هاشم مرسما تمتزج فيه الزخارف النباتية والهندسية بجمال المعمار حيث قال إن هذا الفن مصرى خالص، وتشتهر به قرية تونس فى الفيوم وقد قامت دول أخرى باقتباسه عندهم وتطويره والحفاظ عليه، ثم نسبوه لأنفسهم رغم أنه فن مصري.
وتابع: تعلمت هذا الفن على يد الحاج أحمد صابر الذى كان يسكن رحمه الله بمنطقة درب اللبانة، وذلك قبل 30 عامًا، وكان وقتها سن الحاج صابر قد تعدى المائة سنة، جلست معه كثيرًا واستمعت منه لقصص كثيرة عن هذا الفن، وإنجازاته فيه بداية منذ عام 1917م، ومنها عمل تركيبات مدفن هدى شعراوي، كما حصل على شهادة تقدير من انجلترا، وله أعمال كثيرة  فى المتحف الاسلامى بتوقيعه «الحاج أحمد صابر».
ويكمل الفنان محمد هاشم:أكتب اسمى على كل قطعة بطريقة الطغراء كتوقيعات الصناع قديمًا، وهناك طريقتان لهذا الفن، الأولي«الأوفر جليز» وهى أن تأتى ببلاطة من السيراميك عادية بيضاء وتضع عليها التصميم وتلونها باللون الأسود ثم تضع عليها الألوان، والثانية«الاندر جليز»وهى المرسوم تحت الطلاء.
وتابع: وهنا تأتى بالخامة التى تعمل عليها خالية من طبقة الجليز، ثم تضع التصميم المناسب وتحدده بالأسود وتضع عليه الألوان، ثم تأتى بالجليز وتضيفه عليه من الأعلى فيأخذ اللون الأبيض،  ثم تبدأ عملية الرص فى الفرن لمدة معينة،  وبعد ذلك تخرج القطعة الفنية بين يديك.
وكشف أنه زار مدينة إزنيق«ازنيك» التركية قبل عدة سنوات، حيث تعتبر قلعة كبيرة لهذا الفن، وشاهد فيها على الطبيعة كيف يمارسونه، واكتشف أنهم يعملون بنفس طريقته التى علمها له الحاج صابر رحمه الله منذ سنوات، ونفذ أمامهم عدة نماذج وأشكال بدقة وكان الأتراك منبهرين بها.
وأشار إلى أن هناك قرى سياحية مصرية كثيرة نفذت بها أعمالى من سنة 1992 م، ومنها الجونة وشرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، كما قمت بعمل معرضين فى دبي، كما أنه شارك بفنه فى أعمال ترميم وصيانة الجامع الأزرق الأثرى، والذى يعد من آيات المنشآت التاريخية فى هذا الفن.