الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.طارق توفيق مدير المتحف الكبير لـ«روزاليوسف»: أعظم ملك فى التاريخ يصل إلى مثواه الأخير

د.طارق توفيق مدير المتحف الكبير لـ«روزاليوسف»: أعظم ملك فى التاريخ يصل إلى مثواه الأخير
د.طارق توفيق مدير المتحف الكبير لـ«روزاليوسف»: أعظم ملك فى التاريخ يصل إلى مثواه الأخير




حوار وتصوير - علاء الدين ظاهر

كشف د.طارق سيد توفيق المشرف العام على المتحف المصرى الكبير آخر مستجدات العمل بالمتحف، خاصة مع اقتراب موعد نقل تمثال رمسيس الثانى من موقعه فى أرض المشروع إلى داخل المتحف فى البهو العظيم، وذلك فى 25 يناير الحالى، وذلك فى موكب يليق به كملك.
مشيرا فى حواره مع «روزاليوسف» إلى أن التمثال سيكون ضمن الافتتاح الجزئى للمتحف، الذى سيكون فى النصف الثانى من العام الحالى 2018، وقد يمتد ذلك ليكون الميعاد فى نهاية العام، حيث تكون جميع الأبنية والمنشآت المعمارية ومعظم الساحات الخارجية انتهت تماما، لتتبقى التشطيبات وتجهيز القاعات التاريخية وبطاقات العرض المتحفى.

 
وقال إن هذا سيستغرق وقتا، لأننا نتحدث عن 50000 قطعة منها 25000 قطعة لم تعرض من قبل، وحتى يتم وضع نصوص علمية مناسبة لتلك القطع الجديدة فى البطاقات سيستغرق هذا وقتا، خاصة أن المتحف يتم بأيد مصرية وسيكون واجهة أمام العالم كله.

50000 قطعة
وأشار إلى أن المتحف إجمالا يضم 15 قاعة، ويمتاز بأنها مفتوحة على بعضها بما يضفى رونقا ومهابة على المتحف ومعروضاته، وسيضم 50000 قطعة فى العرض الدائم، منها 5000 قطعة تمثل كل مجموعة الملك توت عنخ أمون، و45000 قطعة آثار فى القاعات التاريخية الأخرى، فى حين ستكون هناك 50000 قطعة أخرى فى المخازن الرئيسية للمتحف، وهذه ستكون للدراسة العلمية والعرض فى المعارضة المتغيرة، وكل ما وصل المتحف حتى الآن من القطع المخصصة للعرض المتحفى.
وأوضح أنه تولى مسئولية الإشراف على المتحف فى أغسطس 2014 وكان بالمتحف 12000 قطعة، وخلال 3 سنوات وصل التحف أكثر من 30000 قطعة أخرى، وحاليا لدينا 42000 قطعة، لافتا إلى أن الافتتاح الجزئى سيشمل الساحات الخارجية أمام المدخل والبهو الذى سننقل إليه تمثال رمسيس الثانى 25 يناير الجاري، والدرج العظيم الذى يضم 87 تمثالا ملكيا ضخما وعناصر ومنشآت معمارية ضخمة، وقاعتى الملك توت عنخ أمون، اللتين ستعرض فيهما لأول مرة آثاره كاملة وعددها 5 آلاف قطعة.
وعن آخر ما تم فى القاعتين، قال: تم تجليد الجدران وحاليا يتم العمل فى الأرضيات والتوصيلات الكهروميكانيكية، حيث إن القاعتين مساحتهما 7 آلاف متر تعرض فيها الـ5000 قطعة، ووصل منها للمتحف حتى الآن 4300 قطعة، والقطع الأخرى المتبقية موجودة فى المتحف المصرى بالتحرير ومتحف الأقصر، وخلال الأشهر القليلة القادمة سيتم نقلها، على أن تكون آخر قطعة يتم نقلها قناع توت عنخ أمون الذهبي، وذلك حتى لا يغيب عن نظر الزائرين لفترة طويلة.

سيناريو توت
وأشار إلى أنه حتى الآن تم ترميم 3700 قطعة من آثار توت لدينا، وأصبحت جاهزة للعرض تماما، حيث إن العمل يسير على قدم وساق فى مركز الترميم بالمتحف، وذلك لإعداد وتجهيز باقى القطع لتكون جاهزة للعرض فى موعد الافتتاح الجزئى، حيث إن سيناريو عرض توت عنخ أمون سيكون مختلفا عما كان سابقا، لأنه لا يركز على القطع منفردة بل يضعها فى سياق فكرة تتضمن داخلها عدة موضوعات.
وكشف أن سيناريو توت يتضمن الجنازة الملكية وفكرة إعادة البعث والإحياء، والحلى وأدوات الزينة عند الملك الذهبي، وما كان يستخدمه فى حياته اليومية من ملابس وغيرها، بحيث تحكى القطع المعروضة قصصا جديدة عن توت عنخ أمون، بما سينقل الزائر فى رحلة عبر 3500 عام حتى عصر الأسرة 18 التى ينتمى لها الملك، وذلك لنرى كيف كان يعيش ويأكل الناس حينها وما كانوا يلبسونه ويأكلونه، وكيف كانت عجلاته الحربية والأثاث فى عصره، وكل هذه النقاط ستعطى مظهرا جديدا ومختلفا لتوت عنخ أمون.

مليار جنيه
 وعن التغيرات التى حدثت فى تكاليف إنشاء المتحف، قال إن التخيل الأول لتكلفته فى 2002 كان 600 مليون دولار، والمشروع تم التعاقد عليه مع المقاول العام فى 2012 بقيمة 800 مليون دولار، ومع التطورات التى مرت بها مصر وارتفاع الأسعار فى الأسواق العالمية بصفة عامة وخاصة سعر المواد والخدمات وتعويم العملة المصرية، كل هذا أدى لزيادة كبيرة فى أسعار الخامات والخدمات.
وتابع: ومع ذلك وبمساعدة كوادر متميزة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أمكن ترشيد الإنفاق حتى يظل المشروع حاليا بتكلفة تبلغ مليار دولار، وهو مبلغ منافس جدا على المستوى العالمى لمثل هذا المشروع الضخم, خاصة إذا ما قورن مثلا بمتحف اللوفر فى أبو ظبي، والذى تكلف أضعاف قيمة المتحف الكبير، رغم أنه يصل حجمه لقاعة واحدة من 15 قاعة فى المتحف المصرى الكبير، ولو نجحنا فى الانتهاء منه بمبلغ المليار دولار سيكون هذا إنجازا رائعا.
واستطرد: الإنشاءات بدأت فى 2012، وهنا تجب الإشادة بتخطيط مشروع المتحف، والذى تضمن أن يقام مبنى مركز ترميم وصيانة الآثار أولا فى 2010، وذلك ليتعامل مع الآثار التى تصل للمتحف أولا بأول، حتى يجعلها جاهزة بما يجريه لها من صيانة وترميم، لذلك كانت معامل الترميم مرحلة مستقلة عن مبنى المتحف، وكان هذا تفكيرا صائبا لبدء ترميم أى آثار يتم نقلها، لذا فإن الـ 42 ألف أثر الموجودين حاليا فى المتحف بأمان تام، ويتم ترميمها أعلى مستوى، وتخزن بحرفية ومهنية فى درجة حرارة مثالية تبلغ 22 درجة، حيث إن مركز ترميم الآثار به 5 مخازن مقسمة حسب نوع ومادة الأثر.

تنمية واستثمار
وعن التنمية والاستثمار فى المتحف، قال لنا: التنمية بدأت بالفعل بتطوير الطرق المحيطة بالمتحف، خاصة امتداد طريق مصر الإسكندرية الصحراوى والذى قبل مارس القادم سيصبح 4 حارات من الجانبين، كذلك الطريق الدائرى، وهذا كله من شأنه أن يوجد سيولة فى المرور عند زيارة المتحف من الأتوبيسات والأفواج السياحية، كما أن مشروع المتحف أدى لارتفاع قيمة العقارات فى المنطقة.
وتابع: عند بدء توافد الزوار متوقع أن تصل أعدادهم من 8 إلى10 آلاف زائر يوميا، وهؤلاء يحتاجون لمطاعم ومحال هدايا وخدمات، وهذا سيعود بالنفع على أهالى المنطقة، كما أن المطورين العقاريين يضعون فى حسبانهم ومخططاتهم إنشاء فنادق جديدة تخدم السياحة، وبدأ هذا بالفعل حيث يتم حاليا تجديد جميع الفنادق الواقعة فى محيط المحيطة، وذلك تمهيدا للتدفق السياحى المتوقع، خاصة أن مطار اسفنكس القريب سيؤدى الى انتعاشة فى ذلك.
وفيما يتعلق بالمتحف من الداخل، قال توفيق إنه يضم 28 محلا تجاريا متنوعا، بجانب 10 مطاعم مختلفة لخدمة الزائرين، كذلك هناك مركز كبير للمؤتمرات يسع حوالى 1000 مشارك فى أى مؤتمر، والمركز فى موقع متميز ضمن مشروع المتحف، ومجهز بأحدث الوسائل وهذه ميزة تنافسية كبيرة، لأنه يشجع المشاركين فى المؤتمرات على زيارة المتحف، مما سيعمل بالتأكيد على زيادة إيرادات ودخل المتحف، وهناك لجان تعمل حاليا على دراسة تسعير التذاكر وتحديد قيمتها، وذلك بما يتناسب مع قيمة المتحف وزواره، حيث إننا مع عرض مجموعة آثار توت عنخ أمون كاملة وهو نجم المتحف، نتوقع ما بين 4 - 5 ملايين زائر فى السنة.
وعن القروض على المتحف، قال إن هناك قرضين من اليابان بقيمة 750 مليون دولار بشروط ميسرة، والقرض الأول قيمته 300 مليون دولار، وهذا كدنا أن ننتهى من صرفه لنبدأ بعدها فى عملية تسديده، أما القرض الثانى فتبلغ قيمته 450 مليون دولار، وهذا ضمن عقده أننا سنبدأ فى تسديده بعد 27 عاما من التوقيع عليه، وجار العمل على ذلك.