الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القس هانى ظريف يقدم تفسيراً عربياً لسفرى التكوين والخروج

القس هانى ظريف يقدم تفسيراً  عربياً لسفرى التكوين والخروج
القس هانى ظريف يقدم تفسيراً عربياً لسفرى التكوين والخروج





فى بادرة عربية رائعة قدم القس هانى ظريف كتابين مهمين فى تفسير سفرى التكوين والخروج  متخطيًا بذلك عقدة التفسير الأجنبى للكتاب المقدس وهو التفسير المنتشر بين المسيحيين لذلك لابد الاشادة بجهد القس هانى ومجهوده الضخم  .
يقول هانى فى مقدمة كتابه التفسيرى لسفر التكوين أؤمنُ بالكتابِ المُقدَّس وبعصمتهِ وبِسلطانهِ وبقدرتهِ على إحداثِ تغييرٍ فى حياةِ كُلِ من يتواضع أمامه ويتعلَّم منه، فهو بالحقِ كلام الله كما أخبرَنا الرسول بولس حينما أوصى تلميذه تيموثاوس قائلًا: «كُلُّ الكتاب هو مُوحى بِهِ من الله، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِى فِى الْبِرِّ” «تيموثاوس الثانيّة 3: 16»، وسجَّلَ الرسولُ بطرس لنا قناعته بفاعليته وتأثيره فأوصانا: «وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيّة، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِى تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِى مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِى قُلُوبِكُمْ» (بطرس الثانيّة 1: 19).
ونظرًا لقيمةِ الكتاب وتأثيرهُ فهوالكتاب الذى حقَّق دائماً أعلى المبيعات، وتُرجِمَ إلى كُلِّ اللغات تقريبًا، وعلى الرغم من وجود آلاف النسخ القديمة «المخطوطات» أكثر من أى كتابٍ آخر على مدى التاريخ الإنسانيّ، إلا أن هُناك مَن يتجاهل قانونيته، وترجماته، وتأثيره فى حياةِ الملايين من الناسِ!
حاول الكثير من العلماءِ والفلاسفة والمتشككين والمُلحدين والمتعصبين زعزعةَ الإيمان بالكتاب المُقدَّس من خلال نقدهم الجائر له، لكن فى كل مرّة كان الكتاب المُقدَّس بعهديْه يقفُ صامدًا ضدَّ كل هذه المحاولات، وكان يخرج فى النهاية مُنتصرًا، ولكن لا بُدَّ أن نذكُر أيضًا أنه كان هُناك من اقتنعوا وآمنوا ودافعوا عن الكتاب منذ القرون الأولى للمسيحيّة، واستخدم الله أبطالًا فى الإيمان ليعلنوا كلمة الله فى قوتها ومجدها وعُمقها وتأثيرها مثل: أغناطيوس (115 م)، أوريجانوس (185) غيرهما، مرورًا بحركة الإصلاح العُظمى فى العصورِ الوسطى والتى استخدم فيها الله رجالًا عظماء، مثل مارتن لوثر وجون كالفن، اللذين واجها السلطة الدينيّة التى كانت قد حادت عن الصواب وقادت الشعب فى غياهِبِ الظلامِ نتيجة عدم اعتبار الكتاب المُقدَّس، لكن جاء هؤلاء المصلحون العظام ليُنادوا بأهميّة كلمة الله، ونادوا بخمسة مبادئ غيَّرت مجرى تاريخ الكنيسة ونقلت الكنيسة مِن عصرِ حُكم البابوات والظلام إلى عصرِ النهضة وإعلاء الحق الإلهى كما هو مُعلن فى كلمة الله.  وكانت هذه المبادئ هى:
1- بالكتاب المقدَّس وحدِّهِ
2- بالنِّعمَةِ و حدَّهّا
3- بالإيمانِ وحدِّهِ
4- بالمسِيحِ وحدِّهِ
5- المجدِ الله وحدِّهِ
ثم تطوَّع آخرون فى العصرِ الحديث وحتَّى هذا العصر الذى نعيشُ فيه لمقاومةِ الكِتاب المُقدَّس والتشكيكِ بما جاء فيه وبمَن شاركوا فى كتابته، وبرفضِ الوحي، ولكنَّ فى كُلِّ مرّة كان الكتابُ كفيلًا بأن يُدافعَ عن نفسهُ، ويخرُجُ مُنتصرًا!
لذا فكلمة اللهِ راسخةٍ وثابتةِ أكثر مِنْ أى اختبارٍ أو خبرةٍ أُخرى، وكلَّما توقفنا أمامهَا بالبحثِ والدراسة فى روحِ الصلاةِ والخضوع سيزداد النور فى قلوبِنا وينعكس على مَن حولِنا فى الأسرةِ والكنيسةِ والمجتمع.
يُخبرنا فرويدُ العالم النفسَّى الشهيرِ عن قصةِ طفلِ كان خائفًا من الظلام فدعته خالته فى الغرفة المجاورة، وهناك قال لها الطفل: تكلمى معى فإنى خائف، وعلى الفورِ أجابته وبماذا سيفيدك هذا، حيثُ إنك لا تراني؟! فرد الطفل قائلًا: يزداد النور عندما يتكلم أحد! ومن هنا أود أن أعلن قناعتى أيضًا أنَّ النورَ يزداد فى حياتِنا عندما يكون هناك إنتاج أدبَّى/ روحِّى يُنير بصائرنا ويملأ عقولنا بالمعرفة.
لذلك فقد التقت، عبر التاريخ، إرادة الله فى أن تكون للإنسان حياة أفضل «يوحنا10:10» برغبة الإنسان فى تسديدِ احتياجاته وسعيهِ نحوالحياة الأفضل، فأبدعَ وأنتجَ الإنسان الكثير من خلال نقش أفكاره ومشاعره وإنجازاته وحضارته على الحجر أولًا، ثم عبَّر عنها على صفحات البردى وتطوَّر الأمر إلى الورق ثم الآلة الكاتبة حتى اختراع الحاسب الآلى، ولن يتوقَّف بحث الإنسان عن المعرفة ليُنير بها سبيله وسط ظلمات الحياة، ولن يتوقف الله أيضًا عن إمداد الإنسان بالأمل والقوة والفهم حتى يُحقَّق مشيئته الصالحة له.
والحقيقة أن الكتاب المُقدَّس كُتِب لكى نفهمه، غير أننا لن نفهم ما جاء بهِ دون اتضاعٍ أمام الله فى روحِ الصلاة، مع بذل مجهودٍ شخصى فى البحثِ والدراسة؛ وعلى قدرِ اتضاعك ومجهودك يكون فهمك للكلمة المُقدَّسة.
يقول الواعِظُ واللاهوتى الكنَديّ الشهير أ ب سيمبسون: «لقد أخفى الله أشياءً ثمينةً «فى كلمته» بِشكلٍ ما لكى تكون هذه الأشياء مكافأةً للمُجتهِد، وجائزةً للجادِّ، ولكن ذلك قد يمثِّل، فى نفس الوقت، إحباطاً للنفسِ الكسلانة، فالطبيعة كلها مرتَّبة بشكل لا يتفق مع محبى الراحة والكسالى، فالثمرة تكون مُخفية داخل غُلاف به أشواك؛ واللؤلؤة فى أعماقِ المُحيط؛ والذهب فى أعماق الصخور الجبليّة؛ والماس لا يوجد إلا داخل صخور صلبة، والتُربة لا تُعطى محصولها الوفير إلا للحاصدِ الذى سبق وتعب فى الفلاحة والسقي، هكذا الحق الإلهى لا بُدَّ من الكَدِّ والتعبِ للوصولِ إلى أغوارهِ العَميقة».
وكان هِنرى فورد قد اعتاد القول احتطِب خشبك بِنَفسِكَ فتشعُرُ بالدفء مرتيْن، أو بكلمات أخرى، لو أنك تقتطع لنفسك خشباً للتدفئة من الغابة، سوف تستمتع ليس فقط بدفء المدفأة التى بها هذا الخشب ولكن سوف تشعر بالدفء الناتج من النشاط المبذول فى قطع الحطب.