الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الضربخانة» فى القلعة.. بناها الوالى القبطان وجددها محمد على باشا

«الضربخانة» فى القلعة.. بناها الوالى القبطان وجددها محمد على باشا
«الضربخانة» فى القلعة.. بناها الوالى القبطان وجددها محمد على باشا




كتب - علاء الدين ظاهر

 
«دار الضرب» فى قلعة صلاح الدين الأيوبى.. قد يتبادر لذهنك عزيزى القارئ أنها مكان للضرب والإيذاء، لكنها فى الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك، لأنها ببساطة وكما أخبرنا محمد النجار الباحث ومفتش الآثار أنها دار سك العملة وسميت«الضربخانة».
تاريخ ضربخانة القلعة يبدأ من عند الوالى العثمانى إبراهيم باشا القبطان الذى تولى الحكم فى مصر عام 1121هـ/ 1710م،حيث أنشأه دارًا لضرب النقود، وذلك بصفته واليًا على البلاد والمنفعة العامة، وذلك لتكون مكانًا لسك النقود.
وعندما جاء محمد على قام بتجديدها وترميمها وإضافة مبانٍ جديدة لها، وذلك عام 1227 هـ/ 1812، وكانت تجمع عددًا كبيرًا من الصناع والعمال بلغ فى 1227 هـ / 1812 نحو 500 صانع، وهذا التاريخ مثبت فى لوح رخامى على بابها الأوسط، ويتضمن سطرين نصهما«جدد هذا المكان المبارك الوزير الأعظم محمد على باشا وكان ذلك فى عام 1227 هجرية».
ويتكون التخطيط المعمارى لدار ضرب وسك العملة من مساحة مستطيلة لها حوش مكشوف، وألحقت به عدة حجرات متجاورة تعلوها قباب بنيت من الأجر أو الطوب الأحمر، وتميزت هذه القباب بوجود ما عرف بـ«المناور»أعلاها.
وقد استخدمت هذه المناور ليس فقط للإضاءة والتهوية، وإنما أيضًا كمداخن لصعود الأبخرة والسناج المتخلف عن عملية الصناعة، وتتوسط الحوش حجرة بيضاوية الشكل مبنية بالحجر، ومع الوقت تهدمت مبانٍ كثيرة من دار الضرب بعد تصدعها وتشققها وسقوط بعض القباب الحجرية، إلا أن المجلس الأعلى للآثار أجرى مشروعًا متكاملًا لترميمها معماريًا، مما أعاد لها جزءًا كبيرًا من تاريخها.
جدير بالذكر أن حكاية الدار جاءت مفصلة وشاملة فى كتاب«مصلحة الضربخانة المصرية» للكاتبة سحرمحمد إبراهيم، وصادرعن المجلس الأعلى للصحافة قبل إلغائه، وترصد فيه سجلات مصلحة الضربخانة فى الفترة من «1260 هـ  1844م / 1331 هـ  1913 م»، وكانت من أكبر المصالح الحكومية فى عصر محمد على باشا، والذى أنشأها للاستعانة بها فى عمل إصلاح نقدى فى مصر.