الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير الثقافة الجزائرى عز الدين ميهوبى: الحرية هى المسئولية وسقفها الأخلاق ولا حوار مع إرهابيين

وزير الثقافة الجزائرى عز الدين ميهوبى: الحرية هى المسئولية وسقفها الأخلاق ولا حوار مع إرهابيين
وزير الثقافة الجزائرى عز الدين ميهوبى: الحرية هى المسئولية وسقفها الأخلاق ولا حوار مع إرهابيين




كتبت- سوزى شكرى
 

 جاءت أولى فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب الدورة (49) متوافقة ومتسقة مع تواجد دولة «الجزائر» كضيف شرف للمعرض لهذه الدورة، ومع شخصية العام للمعرض الأديب والشاعر والمسرحى «عبد الرحمن الشرقاوى» الذى قدم إسهاماته الأدبية والمسرحية والسينمائية فى التعريف بالثورة الجزائرية، وإن كانت الندوات مختلفة فى الطرح والسرد وشخصيات اللقاء إلا أن هناك ترابطا ثقافيا وتاريخيًا تشكل بين هذه اللقاءات الفكرية يؤكد عمق وتأصيل العلاقات الثقافية بين الجزائر ومصر.
حيث شهدت القاعة الرئيسية بالمعرض اللقاء الفكرى مع وزير الثقافة الجزائرى الشاعر عز الدين ميهوبى، والذى تحث قائلا: أن تحل الجزائر كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولى للكتاب الدورة 49 فذلك يعكس وجه التعاون الثقافى، فالمشترك الثقافى بين مصر والجزائر سواء عبر التاريخ أو فى مرحلة الاستقلال كثير، ونحن فخورون بهذه المشاركة بل والتواصل بين مثقفى مصر والجزائر على مدى سنوات وليس فقط معرض الكتاب، ونتمنى أن نترك أثرا طيبا عند الشعب المصرى، معرض الكتاب تظاهرة ثقافية تتم كل عام، ننتظرها لأنها تتيح لنا فرصة كبيرة للاقتراب من الذائقة المصرية وتبادل المعرفة.. مصر الحضارة مصر الثقافة والعلوم والفنون، مصر قدمت الكثير عبر التاريخ إلا أننا نعيش حالة إحباط حقيقى وخوف من المستقبل، ويمكننا أن نتجاوزها بالقراءة والتعليم والثقافة وعلينا مراجعة مناهجنا لنتخلص مما هو مستهلك وما هو ضار ومتطرف، فالكثير من الشعوب تجاوزت هذه المحن بالتعليم وبدون معجزات، ولنقرأ مثلا التجارب المماثلة مثل التجربة الألمانية فقد انتصروا وتقدموا بالتعليم والعمل، تطوير النظام التعليمى يدخلنا عالم الحداثة، شعار هذه الدورة القوى الناعمة إذا هى تتمثل فى المعرفة والثقافة ونقلها إلى الآخر فلن نأخذ موقعًا مميزًا فى العالم إلا بالثقافة والعلم، بالإضافة للحرية ففى كتابى بعنوان «لا إكراه فى الحرية»، ذكرت أن الحرية هى المسئولية وسقف المسئولة هو الأخلاق، على المثقفين تحمل مسئولية الكلمة وأمانتها وإنقاذ الوطن العربى من التطرف الفكرى الذى دمر دولا بأكلمها.
مصر «لا يختلف اثنان حول أنها تقوم بعمل كبير فى خدمة الثقافة العربية، ومثلما كانت دائمًا رائدة فى الإبداع والثقافة والفكر، قدمت الكثير من الأسماء الرائعة فى مجالات الرواية والفنون والشعر والسينما، وقال: «مصر مدرسة كبيرة فى العمل الثقافى والإبداعى، وهذا يجعلنا نستمد من التجربة المصرية العميقة الكثير من الأفكار، ونأمل أن يتواصل عطاؤنا الثقافى»، لا يخلو مهرجان مصرى من وجود الجزائر، وقد عملت كصحفى وكان أول حوار قد أجريته مع الكاتب نجيب محفوظ بعد حصوله على نوبل.
يكمل «ميهوبى»: مصر دولة عريقة لا يختلف عليها اثنان، قدمت مبدعين فى شتى المجالات الإبداعية وعطاؤها الثقافى متواصل لا ينقطع رغم كل ما عانته مصر من ظروف قاسية ومحاربة الإرهاب الأسود، والربيع العربى كذبة كبيرة واتضحت مع الأيام حجم المؤامرات، ومخطئ من يقول أن الإرهاب أعمى، فله عينان، يقوم بالتخطيط والتدمير والقصد تدمير شعوبنا العربية، حدث فى عام 2016 أن تسلل أربعون إرهابيا فى محاولة الاستيلاء على محطة نفط، وكانوا يريدون من الحكومة الجزائرية التفاوض معهم، لكن الجيش الجزائرى قام بقتلهم فورا، التحاور مع الإرهابيين يعنى التحاور والاعتراف بوجودهم لا حوار مع الإرهاب هم لا دين لهم.
وأكمل «ميهوبى»: نحن فى الجزائر حين دخلنا مرحلة ما بعد الإرهاب كان علينا أن نتخطاها، تلك كانت فترة التسعينيات، ولأننا دولة مؤسسات بفعل سياسة الرئيس «بوتفليقة» الذى وضع أسس التعامل مع الإرهاب والإرهابيين بالتصدى، عزمنا على «المصالحة» وتعنى المصالحة مع التاريخ مع الوطن مع الهوية والحضارة، نحن وقعنا فى الفخ الذى وضعنا فيه الاستعمار ولا جدوى من التنمية مع عدم الاستقرار فقد دفعنا الثمن غاليا من أرواح الشعب الجزائرى، كما دفعت مصر ثمنا مقابل دفاعها عن الجزائريين ضد الاحتلال.
يواصل «ميهوبى»: الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس عبد الفتاح السيسى كلاهما منح العلاقات بين البلدين بعدا واسعا فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مصر شاركت كضيف شرف فى معرض الجزائر الدولى للكتاب منذ سنتين، ونحن فخورون بأن أول دولة عربية قام بزيارتها «السيسى» بعد تولية المنصب كانت للجزائر وهذا دليل على مدى عمق العلاقات بين الدولتين، ولنا أيضا بمصر علاقة تاريخية تعود إلى زمن الفراعنة هناك مصاهرة تاريخية حين تزوج الفيلسوف والرحالة الجزائرى الكبير «يوبا الثانى» من كليوباترا سلينى ابنة كليوباترا ملكة مصر، لذلك نقول «كليوباترا تحكم مصر وابنتها تحكم الجزائر».
 مصر كانت سندا ودعما للثورة الجزائرية، وهناك العديد من الكتب والأفلام التى جسدت الثورة أبرزها فيلم «جميلة بوحيرد» وأيضا رسوم الفنان طوغان، اللحن الخالد للنشيد الوطنى الجزائرى هو من إبداع الموسيقار الكبير محمد فوزى وكلمات شاعر الثورة «مفدى زكريا» بعنوان «قسماً»، وقد تم تكريم اسمه مؤخرا من الرئيس «عبدالعزيز بوتفليقة» بمنحه وسام الاستحقاق الوطنى وذلك فى ذكرى مرور 60 عاماً على الجمهورية، واطلاق اسمه على المعهد العالى للموسيقى بالجزائر.
وما حدث من خلافات حول مباراة كرة القدم فلا تتأثر علاقاتنا بمصر على مباراة 90 دقيقة، المباراة ليس إلا امتحانات بسيطة تمر بها كل الشعوب، الحمد الله أن مباراة كرة قدم كانت 90 دقيقة وليست 90 سنة، تجاوزنا هذه الواقعة وسنرفع علم الجزائر فى مباريات مصر بكأس العالم، فكيف نختزل علاقتنا بمصر على مباراة كرة قدم .
وعن عدم حضور المناضلة «جميلة بوحريد» أيقونة ورمز النضال الوطنى الجزائرى أكد «ميهوبى» أنها سوف تحضر قريبا كضيف شرف فى مهرجان سينما المرأة بأسوان وتكرم، كما تم الاتفاق مع وزيرة الثقافة دكتورة إيناس عبد الدايم على التعاون فى كل المجالات الإبداعية، النشر والسينما والموسيقى والمسرح والاثار وتبادل الوفود فى إطار التبادل الثقافى الدائم بين البلدين.. ومن جانب الجزائر العاصمة فقد تم تكريس الهوية الوطنية مما سيعزز مستقبلا بإنشاء المجمع الجزائرى للغة «الأمازيغية» باعتبارها إرثا مشتركا بين الجزائريين.
ومن ضمن فعاليات معرض الكتاب وسوف يتم تكريم العديد من الرموز الثقافية المصرية باسم دولة الجزائر على عطائهم وجهودهم أثناء الفترة الاستعمارية وما بعد الاستقلال منهم الوزير السابق الكاتب حلمى النمنم، دكتور جابر عصفور، يوسف شاهين، زاهى حواس، مصطفى الفقى، الإعلامى الإذاعى احمد سعيد، الناشر إبراهيم المعلم وآخرون.
«محمد الجرب» منسق الجناح الجزائرى تحدث إلى «روزاليوسف» فى تصريح خاص قائلا: نشكر مصر على اختيار الجزائر ضيف شرف مشاركتنا قوية هذه الدورة 49 مشاركة قوية، حيث نشارك فى جناح محيط قاعة الاستثمار ومشاركة فى قاعة 19 خاصة ببيع الكتب، وتحتضن أجنحتنا ما يقرب من 4000 عنوان فى الأدب بأنواعه وصولا إلى أدب الطفل والشعر والتاريخ والتراث والفنون والكتب التعليمية، وبحضور عدد كبير من مثقفى الجزائر أغلبهم ممن درسوا فى مصر بالإضافة إلى نشاط ثقافى وبرنامج به العديد من الندوات يوميا من الساعة 1 إلى الساعة 7 مساء خلال فترة المعرض علاوة على 60 حفلة توقيع لكتب جديدة.
«جمال شعلال» منسق البرنامج الثقافى للجزائر لفت إلى أن البرامج الثقافى الجزائرى بمعرض الكتاب، تم وضعه بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، نختلف مشاركتنا هذه الدورة عن مشاركة المعتادة لأننا ضيف شرف تطلب هذا إعدادًا مختلفًا، أمسيات شعرية ندوات مختلطة بين الأدباء والكتاب الجزائريين بمشاركة أدباء ومثقفين مصريين لإحداث حالة التواصل والالتقاء الفكرى وطرح الثقافات والأفكار فى اللقاءات، وبدأناها بندوة عن الرسام الكبير «طوغان» فقد شارك أثناء الثورة ورسم صور الثورة الجزائرية وعبر عنها فهذا هو دور المثقف فى المشاركة الفعلية.
يكمل: الجزائر تشارك 70 ناشرًا وبحضور أكثر من 150 شخصية من المثقفين والمبدعين بالإضافة إلى وزارة الثقافة، نقدم 4000 عنوان، وندوات عن دور الإعلام فى ترسيخ العلاقات بين دول العالم،وتبادل البعثات بين الشعوب، الإعلام أفسد التواصل باستخدامه لكلمة الآخر لأن ما يجمعنا أكثر من الذى يفرقنا التشوه الإعلامى والتقصير فى أداء دوره، نريد إيجاد فضاءات للتواصل.