الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
عبدالله الأشعل والجدار!
كتب

عبدالله الأشعل والجدار!





كرم جبر روزاليوسف اليومية : 08 - 01 - 2010


يقول كلامًا لا ينبغي أن يمر مرور الكرام


1


- من حق الدكتور عبدالله الأشعل أن يظهر في الصحف اللندنية والجزيرة القطرية وأن يملأ الدنيا تصريحات ومقالات، يكيل فيها الاتهامات للدولة المصرية، من كل صنف ولون ولغة.


- من حقنا أيضًا أن نرد عليه، لأنه يتناول قضايا سياسية خطيرة تمس أمن الوطن وكرامة المصريين، وأهمها قضية الإنشاءات الهندسية علي الحدود مع غزة وتداعياتها الخطيرة.
- اتهامات كثيرة نختلف معه فيها، ونري أنها تشكل ظلمًا وتجنيا وافتراءً، وبيننا وبينه القضاء العادل فيما يقول، وفيما نقول.
2
- كتب في الحياة اللندنية يوم 6 يناير عن «أخطار توظيف الدين في قضية الجدار الفولاذي» كما يسميه.. وبداية نقول إن ما تقوم به مصر علي حدودها ليس جدارًا وليس فولاذيا.
- هي إنشاءات عسكرية لأن تشبيهها بالجدار فيه إيحاءات مغلوطة بأن مصر تبني جدارًا مثل إسرائيل، وتحاصر الشعب الفلسطيني مثل إسرائيل، ومصر التي لم تبخل بشهدائها من أجل فلسطين لا تفعل ذلك.
- من الظلم البين أن يخرج مواطن مصري ويساوي بين بلده وبين إسرائيل، سواء كان ذلك مباشرة أو بالغمز واللمز، خصوصًا في ظل هذه الظروف التي تلتهب فيها المشاعر.
3
- الأشعل يصف في مقالته فتوي مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بحق مصر في تأمين حدودها بأنها «إرهاب ديني صريح لحماية موقف سياسي غامض» ونحن نسأله: من الذي يمارس الإرهاب؟
- لقد سطرت دماء الجندي المصري الشهيد أحمد شعبان نهاية سوداء لمثل هذه الآراء التي تشكك في حماية الحدود والأوطان، وكشفت زيف الذين يشككون الناس في عقيدتهم.
- «من مات دون ماله وعرضه وأرضه فهو شهيد».. «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله».. نحن إذن لسنا في حاجة لمن يشككنا دينيا في حق الدفاع عن الوطن.
4
- الأشعل يطلب من مجمع البحوث الإسلامية ألا يستدرج وأن يترك الحكومة تواجه الناس بمنطقها.. والسؤال هنا: هل يليق لهم الشهادة، إذا قال المجمع كلامًا لا يرضي عنه الأشعل؟
- الأشعل يلهب ظهر أعضاء المجمع وهم أربعون عالمًا من خيرة علماء المسلمين ويقول لهم «كيف يلقي هؤلاء العلماء ربهم وقد أيدوا جدارًا دون أن نفتح أبواب الرحمة»؟.. فهل يجوز هذا التهديد؟
- ما موقف الأشعل إذا أفتي المجمع بإدانة الدولة المصرية وقام بتكفيرها؟.. هل يطلب منهم ألا يستدرجوا أيضًا.. أم سيشيد بفتاويهم ويهلل لهم؟
5
- ما رأي الأشعل في الجندي الشهيد الذي وضع حياته ثمنًا لرصاصات غادرة أطلقها قناص خائن من حماس كان يختبئ في إحدي العمارات؟ وهل هو شهيد أم أنه غير ذلك؟
- هل يجوز لمجمع البحوث الإسلامية أن يصدر بيانًا يشاطر فيه أسرة الشهيد التعازي.. أم سيكون المجمع مستدرجًا في قضية سياسية، و«كيف يلقي علماؤه ربهم»؟
- ما حكاية «الإزاحة» التي لا يمل الحديث عنها «إزاحة الأكفاء من ميادين الإبداع والاستعانة بحملة المباخر» كما يقول.. وهل يقصد نفسه أم غيره.. وما معايير الإبداع التي يتحدث عنها؟
6
- الأشعل شدد الهجوم بضراوة في جريدة «العربي الناصري» يوم 3 يناير الجاري، ويقول إن ما تقوم به مصر جريمة مركبة ضد الإنسانية ويهدد المسئولين المصريين بالمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية!
- هو يطلق هذه الاتهامات الطائشة التي تهين بلده ودولته دون سند أو دليل.. ويقول كلامًا خطيراً لا يحتمل إلا أمرين إما محاكمة المسئولين المصريين الذين يرتكبون الجريمة البشعة أو محاكمته هو.
- ليس من القانون ولا القضاء أن يتهم شخص جموعًا من الناس باتهامات بشعة علي المشاع، وإلا كان من حق أي مسئول مصري أن يقاضيه ويطلب منه أدلة اتهامه.
7
- يمضي الأشعل في اتهاماته العشوائية مؤكدًا في جريدة «العربي» أيضا أن ما تقوم به مصر يدخل ضمن جرائم الإبادة الجماعية.. وبالله عليكم، كيف يمكن وصف هذا الاتهام الخطير؟
- نعرف أن آخر من ارتكب الإبادة الجماعية كان «علي الكيماوي» في العراق، و«هتلر» في السجون النازية.. ولكن مصر ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني؟ أعوذ بالله.
- مصر التي يتحمل شعبها الجوع والفقر، وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء.. ومازالت حتي يومنا هذا.. تبذل قصاري جهدها للمصالحة الفلسطينية ورفع الحصار.. مصر التي تفعل ذلك ترتكب إبادة جماعية؟
8
- الأشعل «مساعد» وزير الخارجية الذي يقدم نفسه بهذا المنصب ولم يصل في حياته إلي «مساعد» بل كان «نائب مساعد» فقط.. يقول إن ما تقوم به مصر أكبر خدمة للمشروع الصهيوني.
- هل إذا قامت القوات المسلحة المصرية بتأمين حدود البلاد وفق القوانين العسكرية، ولمقتضيات الأمن القومي المصري.. تقدم خدمة للمشروع الصهيوني؟
- هل إذا تركنا الحدود «سداح مداح» لدخول الأسلحة التي تستخدم في الإرهاب وقطع أرزاق المواطنين وخراب بيوتهم.. فإن مصر لا تقدم خدمة للمشروع الصهيوني؟
9
- الأشعل يقول كلامًا كثيرًا من هذا النوع في جريدة «العربي» مثل أن مصر تتعاون مع إسرائيل لإحكام جريمة الحصار، وأن هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم، وكلام آخر يثير الألم والحسرة والحزن.
- الألم علي أقلام تنطلق مثل الأسلحة الفاسدة فتصيب من يحملها في صدره وقلبه، لأن القلم حين ينحرف وينجرف يكون مسماراً في نعش صاحبه.
- الحزن.. لأننا نعيش زمنًا تهون فيه الأوطان علي أهاليها، وتعمي فيه العيون والقلوب، فلا تفرق بين قناص إسرائيلي مجرم، وعسكري مصري غلبان.


E-Mail : [email protected]