الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مستقبل الأمة وأطفالها!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 07 - 10 - 2009



إن الاهتمام بأطفال هذا الوطن، هو اهتمام بمستقبلنا والاهتمام بالطفل ضمن تشريعات كثيرة سواء علي المستوي الوطني أو الدولي، كلها تصب في العناية بمستقبل العالم كله، لذلك كانت المواثيق الدولية تولي اهتماماً بالغا بضرورة حماية الطفل سواء من المجتمع أو حتي من أهله حينما لا تكون الأسرة رشيدة في التعامل مع أبنائها أو أطفالها .
ولقد سارعت مصر ضمن دول العالم في وضع قوانين وتشريعات تحمي الطفل وأنشئ مجلس الأمومة والطفولة الذي ترأسه سيدة فاضلة معنية بالهم العام بجانب مسئولياتها كحرم رئيس الجمهورية "السيدة سوزان مبارك" ولقد استطاعت بجهود فردية مطلقة أن تنشئ المجلس الأعلي للطفولة والأمومة، واستعانت بخبراء مصريين، ولم تبخل الدولة أبداً في تدعيم هذا الجهاز. إلا أن المجتمع المدني لم يرتفع لنفس مستوي هذا المركز القومي، ولعل من مظاهر الاهتمام الحكومي بالطفولة في مصر، أن ننشئ وزارة للأسرة تختص فيما تختص به بالطفل المصري بل تولت حقيبة هذه الوزارة مسئولة سابقة في المركز القومي وهي (أمينته) سابقاً السيدة السفيرة مشيرة خطاب.
وكانت المواجهة الأولي لهذه المسئولية التنفيذية، هي مشكلة أطفال الشوارع ومع تضارب الأرقام المعلنة عن عددهم وأماكن تواجدهم والأساليب التي أعلن عن اتخاذها للإقلال من انتشار ظاهرة طفل الشارع،سواء كان متسولاً أو عاملاً في أعمال منافية للصغار أو في مجال الجريمة المنظمة ، ومثل القضايا الشهيرة التي أعلن عنها وصدمت المجتمع المصري كله وأشهرها (التوربيني) وغيرها من قضايا اجتماعية.
إلا أن الطفل المصري ليس هو فقط طفل الشارع، ولكن أطفالنا في المدارس سواء ما قبل التعليم الإلزامي، أو في مراحله الأولي حتي السنة السادسة الابتدائي، هذه المرحلة لم تلق الاهتمام الواجب وهي ضمن مسئوليات وزارة التربية والتعليم وتعود بي الذاكرة حينما كانت تنتشر (الكتاتيب) في المدن الصغيرة والقري والنجوع حيث كان الالتزام لدي القائمين علي (الكُتَّابْ) أن يرسخوا في عقول الأطفال وسلوكهم الأداب العامة والتربية والنظافة، وكانت الكراسات المطبوعة بتعليمات علي غلافها تشير إلي أهمية السلوك اليومي للطفل منذ قيامه من نومه وحتي عودته إلي (سريره) للنوم مساء من غسيل للأيدي وللأسنان والعناية بالأظافر وعدم الاختلاط بالقاذورات، وعدم الأكل من الباعة الجائلين ورفض السيئ من التصرفات وحسن الأداء في الواجبات المنزلية ومراعاة كبار السن في الشارع وتقبيل أيادي الأب والأم صباحاً ومساء، أشياء كثيرة اعتنينا بها (زمان) وتركناها علي (الهواء) مباشرة من وسائل إعلام منحطة أخلاقياً اليوم!!