الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مشروع ألمانى للقضاء على الإحباط بين نساء الربيع العربى




يسعى مشروع «اكتشفى كرة القدم» الألمانى إلى تكريس حرية المرأة على مستوى العالم من خلال ممارسة الرياضة. ونظرا للتحولات العميقة التى تشهدها بلدان الربيع العربى تم اختيار لاعبات عربيات من عدة دول للمشاركة فى الدورة الحالية. وفى هذا الإطار شاركت اللاعبات العربيات فى ورشات تعليمية وقمن بجولات كان الهدف الرئيسى منها التعرف على آليات لتقوية المنظومة الرياضية فى بلدانهن.
 
وعن أسباب اختيار مشاركات الدورة الحالية من العالم العربي، أوضحت مارلين أسمان إحدى مؤسسات مشروع «اكتشفى كرة القدم»، أن ذلك راجع بالأساس إلى ما تشهده المنطقة من تحولات جذرية نتيجة لما عاشته من ثورات. ولذلك لا بد من إعطاء الفرصة للمرأة العربية للمشاركة فى الأحداث وتحمل المسئولية.
 
وكان نادى ألدرسيسبور البرلينى أول من وضع اللبنة الأساسية لمشروع «اكتشفى كرة القدم». وهو نادى يتميز بتنوع ثقافى وعرقى فى صفوف لاعباته، وقد خاض أول مباراة رسمية أمام فريق إيرانى نسائى عام 2006، فى العاصمة طهران. وعلى أدراج الملعب غنت ألف سيدة لحرية المرأة ورفضا لقمعها.
 
ويسعى مشروع «اكتشفى كرة القدم» على إنشاء مزيد من أندية كرة القدم النسائية فى مصر وباقى الدول العربية التى مرت بثورات او التى يعانى فيها النساء من امراض مثل الاكتئاب.
 
وقد شاركت السيدات العربيات فى هذه الورشة التعليمية، وما يؤرقهن هو القضاء على التمييز بين الجنسين، وتكريس دور المرأة فى المجتمع. وقامت المجموعة بزيارة البرلمان الألمانى (البوندستاغ) وحصة تدريبات فريق «برلين» الذى يلعب فى دورى الدرجة الثانية لكرة القدم، لتختم الجولة بمتابعة، من على الملعب، لمباراة جمعت بين هرتا برلين وفريق كولونيا ضمن منافسات دورى الدرجة الثانية أيضا.
 
ولأن مباراة الإياب كانت ستقام فى برلين، فإن الفريق الإيرانى مُنع من السفر. ومنذ ذلك الحين ينظم النادى الألمانى مباريات على أرضه، ويدعو أندية حول العالم لمنافسته، وذلك بدعم من الخارجية الألمانية. وسيقوم نحو سبعين من هذه الأندية من خمسين دولة بإرسال استمارات المشاركة فى منافسات الصيف القادم، علما أن كرة القدم فى العديد من تلك البلدان لاتزال استثناء ولا تشكل إطلاقا القاعدة.
 
تروى رامونيا إحدى المشاركات وتعيش حاليا فى العاصمة الاردنية عمان قصتها مع هذا المشروع حيث اكدت انها لم تجبر على خلع الحجاب وقالت « الناس يعتقدون أن العرب ما زالوا يعيشون فى الأزمنة الغابرة، ولهذا قررت هدم الصور النمطية الجاهزة سواء فى موطنى أو فى العالم العربى أو فى أوروبا»، معتمدة فى ذلك على شيء واحد فقط على كرة القدم.
 
وأوضحت رامونيا البالغة من العمر تسعة وعشرين عاما، والمسئولة عن كرة القدم النسوية داخل الاتحاد الأردني، أن اللاعبات «من مختلف الأعمار فى بلدها يتقاضين أجرا؛ علما أن عدد اللاعبات فى بداية الأمر لم يتعد خمسا وعشرين لاعبة، أما اليوم فعددهن شارف الأربعمائة». وهو ما يعد انجازا كبيرا مقارنة بباقى الدول العربية.
 
وقد أثار قرار الاتحاد الدولى لكرة القدم بمنع اللاعبات من ارتداء الحجاب اثناء المباريات لغطا قويا عام 2011، داخل وخارج الأوساط الرياضية الدولية، خاصة عقب إقصاء المنتخب الإيرانى للسيدات فى المنافسات المؤهلة لأولمبياد لندن، بسبب إرغام المسئولين الإيرانيين اللاعبات على ارتداء الحجاب قبل دخولهن الملعب.
 
وبعد قرار الفيفا قادت رامونيا حملة احتجاجية على شبكة الإنترنت، حصلت على إثرها على موافقة سبعين ألف مستخدم للشبكة العنكبوتية. وبحثا عن قنوات ضغط، عمدت الشابة على المستوى الوطنى إلى لقاء الأمير على بن الحسين، رئيسِ الاتحاد الأردنى لكرة القادم الذى يشغل أيضا منصب نائب رئيس الاتحاد الدولى (فيفا). كما أنها قابلت عددا من الشخصيات الأوروبية الفاعلة إلى جانب مسئولين بالأمم المتحدة. وفى يوليو من عام 2012، ألغى الاتحاد الدولى قرار حظر الحجاب على اللاعبات.