الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جولة قادها البطريرك داخل حصن بابليون

جولة قادها البطريرك داخل حصن بابليون
جولة قادها البطريرك داخل حصن بابليون




كتب -عبد الجواد خليفة


بجانب مقياس نهر النيل بحصن بابليون، أسفل دير القديس مارجرجس التابع لكنيسة الروم الأرثوذكس فى مصر وقف البابا ثيؤدورس بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس يشرح معالم المتحف الذى تم إنشاؤه بالتزامن مع تجديد الدير بتكلفة تصل إلى 60 مليون دولار تبرع بها رجل أعمال يونانى، لتُفتتح الكنيسة فى عام 2015.
وقال: من هنا كان يمر نهر النيل، مشيرًا إلى شريط مترو الأنفاق، ومن هنا وما بين برجى الحصن، كانت المياه تجري، وبنى الرومان مدينتهم على ضفاف النيل، مضيفاً: هذا الصرح الأثرى المكون من أربعة طوابق، اختبأ فيها الرومان وقت احتلالهم لمصر، لتتسلمه الكنيسة يونانية الأصل، يرجع عمره إلى القرن الثانى قبل الميلاد، لم يبق من مبانى الحصن سوى الباب القبلي، وقد بنى فوق أحد البرجين، الجزء القبلى منه الكنيسة المعلقة، كما بنى فوق البرج الذى عند مدخل المتحف كنيسة مار جرجس الرومانى للروم الأرثوذكس.
ويشير إلى أن باقى الحصن فى بعض أجزائه من الجهة الشرقية والقبلية والغربية بنيت الكنائس، الكنيسة المعلقة، وأبوسرجة، ومار جرجس، والعذراء قصرية الريحان، ودير مار جرجس للراهبات، والست بربارة، ومعبد لليهود.
وفى المدخل توجد  صورة من الموزاييك تم تصميمها حديثًا بالتزامن مع افتتاح الدير بعد التجديد، يظهر فيها البطريرك ثيودورس الثانى بابا وبطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس، وهو يقدم التجديدات التى شهدها الدير للقديس جاورجيوس، وبجانبه صور رجل الأعمال الذى تبرع بتكلفة تجديد المكان.
الكنيسة التى تم تصميمها على شكل دائرة بداخلها صورة أثرية للقديس «جرجس»، تم وضعها داخل إطار من الفضة لحمايتها والحفاظ عليها، وفى أركان الأيقونة الأربعة يضع كثيرون نذورهم، وتذكارات شكر إلى القديس «جاورجيوس» على طلبات تحققت بشفاعة القديس.
يعود تاريخ تشييد الكنيسة إلى عام 684 ميلادية، وقد قام أثناسيوس أحد أثرياء ذاك الزمان بتشييدها، وشيّدت على أحد الأبراج الثلاثة لحصن بابليون فى منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة، حيث يختلف تصميمها الدائرى عن معظم تصميم الكنائس الأخرى، التى تأخذ شكل سفينة نوح، رمزاً للخلاص، لكنها احترقت قبل ما يقارب المائة عام، وأعيد تشييدها مرّة أخرى على الطراز اليونانى البسيط، ويوجد عند المدخل مزار وضعت فيه الآلات التى  يُقال إنها إحدى الوسائل  التى تعذب بها مار جرجس.
حصن بابليون
بنى هذا الحصن للحماية العسكرية الرومانية ليكون خط الدفاع الأول لبوابة مصر الشرقية، و قد اختير هذا الموقع لأنه يتوسط مصر بين الوجه البحرى والوجه القبلى وبذلك يسهل على الرومان السيطرة على أى ثورات تقوم ضد حكمهم فى الشمال أو الجنوب وقد اتفق المؤرخون على أن هذا الحصن قد استمد اسمه من اسم المدينة المصرية المجاورة التى كان يطلق عليها بابليون-عاصمة البلاد فى ذلك الوقت.
يعرف الحصن الرومانى بقصر الشمع أو قلعة بابليون وتبلغ مساحته حوالى نصف كيلومتر مربع ويقع بداخله المتحف القبطى وست كنائس قبطية ودير مارجرجس.
وأطلق اسم قصر الشمع على هذا الحصن أيضاً يرجع إلى أنه فى أول كل شهر كان يوقد الشمع على أحد أبراج الحصن التى تظهر عليها الشمس ويعلم الناس بوقود الشمع بانتقال الشمس من برج الى آخر.
سيرة مارجرجس
لقب مار جرجرس بأمير الشهداءـ وأبو حربة الرومانى  وسريع البداهة ـ ولد فى العام 236 ميلادية فى بلدة كبادوكية الواقعة فى دولة تركيا حالياً.
 كان والده الأمير أنسطاسيوس لمدينة ملطية التى كانت تقع فى شرق كبادوكية، وعندما توفى والده عين فى الجيش ومع بدء موجة اضطهاد المسيحيين أصر «جرجس» على إعلان إيمانه المسيحى أمامه فما كان من الإمبراطور إلا أن أمر بتعذيبه، وأخيًرا عندما يئس الإمبراطور من إرجاعه عن إيمانه المسيحى أمر بقطع رأسه، وكان ذلك فى عام 307 م تقريبا.