الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البابا ثيؤدورس لـ«روزاليوسف» القدس ليست ملكاً لأحد.. وندعم بطريركية أورشليم

البابا ثيؤدورس لـ«روزاليوسف» القدس ليست ملكاً لأحد.. وندعم بطريركية أورشليم
البابا ثيؤدورس لـ«روزاليوسف» القدس ليست ملكاً لأحد.. وندعم بطريركية أورشليم




حوار- ميرا ممدوح

تصوير- مايكل أسعد

قال البابا ثيؤدورس بابا وبطريرك الروم الأرثوذكس بمصر وسائر أفريقيا، إن الرئيس السيسى مهموم بمستقبل مصر، والأجيال القادمة، وتنمية مصر من أجل مستقبل أفضل كما تعلم منه لاهوت الإله الحقيقى.
وأضاف فى حوار لـ«روزاليوسف» أن أفريقيا هى المستقبل الحقيقي، مشيرًا إلى تواجد الكنيسة فى أفريقيا واهتمامها بالتعليم حيث يوجد 3 آلاف مدرسة تتبع الكنيسة فى القارة السمراء، ويسعى لإنشاء مدرسة فى الإسكندرية ومستشفى فى القاهرة لخدمة المصريين.
ولفت إلى أن مصر ذكرت فى الكتاب المقدس والقرآن الكريم عدة مرات وقد باركها المسيح بحضوره إليها ليرسل من مصر رسالة محبة وسلام وبركة للعالم كله، ولها نفس المكانة فى الإسلام فهى مكان محبوب من الله.
وأَضاف: أحمل مصر فى قلبى أينما ذهبت، واعتبر نفسى سفيراً لها أحث الجميع على زيارتها، والتمتع ببلد الثقافة والحضارة، موضحاً أن مصر احتضنت بطريركية الإسكندرية منذ ألفى عام، وقد كانت الإسكندرية محبوبة لدى الإسكندر المقدونى.
ووصف بابا وبطريرك الروم الأرثوذكس علاقته مع الأزهربـ « الممتازة» فيما يجمع المسيحية والإسلام كثير- بحسب تعبيره- مشددًا أن الوحدة بين الكنائس هى محور النقاش بين رؤساء الكنائس حتى وإن كان حلم توحيد الأعياد مستحيلًا.... وإلى نص الحوار

■ فى البداية نريد معرفة تاريخ كنيسة الروم الأرثوذكس فى مصر؟
- بداية أحب أن أوضح أن بطریرك الإسكندریة هو الوحید من بین كل بطاركة الروم الأرثوذكس الذى یحمل لقب بابا، وأول باباوات الإسكندریة المتفق علیه، هو هیراكلیوس، أو إراكلیوس (231-247)، وبعد قیام ثورة 23 یولیو1952 كان تعداد الروم الأرثوذكس التابعین لبطریركیة الإسكندریة فى مصر نحو نصف ملیون شخص، وبسبب الهجرة إلى الخارج، بعد تأمیم الثورة للمصانع والأراضى والممتلكات للشركات والأفراد، قل عدد الروم الأرثوذكس حتى وصل الیوم إلي25000 أرثوذكسي، وجمیعهم من الروم الأرثوذكس المصریین، أكثرهم ذوو أصول شامیة والأقلیة ذوو أصول یونانیة.
ويعد مرقس الرسول هو مؤسس بطريركية الإسكندرية ولدينا تاريخ طويل يبدأ منذ عام 47 بعد الميلاد، وقد استضافت الإسكندرية البطريركية الأرثوذكسية منذ 2000 عام، وعندما أتى الإسكندر المقدونى أسس مدينة الإسكندرية وكانت المحبوبة لديه.
وأسفل  مبنى البطريركية يوجد مبنى تاريخى وبه واحد من الأدوات التى كان العلماء يقيسون بها حجم الأرض، وإلى الإسكندرية جاء الفلاسفة فى العصور القديمة من اليونان وآسيا الصغرى، حيث وجدت الرياضيات والعلوم، وكانت مدينة للحضارة واللغة اليونانية، حيث كان العالم كله وقتها يتحدث اليونانية ؛إنه تاريخ طويل يمتلئ بالعلم والثقافة اللاهوتية والفلسفية.
■ احتفلت الكنائس خلال هذه الفترة بأعياد الميلاد والغطاس.. فما رسائلكم بهذه المناسبة؟
عيد الميلاد حدث عظيم بمجيء المسيح قسم التاريخ لما قبل الميلاد وبعده، وبالرغم من اختلاف موعد الاحتفال بالعيد بين 25 ديسمبر و 7 يناير إلا أن الحدث مهم، فالمسيح بميلاده يقدم رسالة مهمة حيث ولد فى بيت لحم فى مكان متواضع،  فقد جاء للفقراء والمهمشين والمساكين، وبينما يقتصر البعض الاحتفال على  صنع الأكلات المتنوعة والزينة إلا أن رسالة الميلاد أكبر من هذا، فهى رسالة للفقراء والمحتاجين حول العالم الذى أصبح يهتم بالمادة والسلطة.
■ قداستكم يونانى الميلاد ومصرى الجنسية بقرار جمهورى... فما مكانة مصر فى قلبكم؟
- أحب أن أوضح عدة نقاط فأنا ولدت باليونان، وقضيت جزءًا كبيرًا من حياتى  ودراستى بروسيا، وبعدها كرست خدمتى للعمل فى أفريقيا، ولمصر مكانة كبيرة فى قلبى، فأنا أرى نفسى سفيرًا لها أحمل حبها فى قلبى أينما ذهبت وأتحدث عنها بشغف واهتمام، ونسعى الآن لإنشاء مدرسة كبيرة فى الإسكندرية ومستشفى فى القاهرة لخدمة المجتمع.
والمسيح أعطى شرفًا كبيرًا لأرض مصر عندما جاءت العائلة المقدسة للاحتماء فيها من بطش هيردوس، ليعطى رسالة للعالم بأنها  أرض مباركة فهى أرض الله، وعندما نقرأ الكتاب المقدس نجد «مصر» موجودة فى أكثر من نص وهذا يدل على أهميتها فى الديانة المسيحية، وبالنسبة للعالم الإسلامى لها نفس الأهمية فهى مكان محبوب من الله، فالله أعطى  الوصايا العشرعلى جبل سيناء، وفى دير سيناء صك من الرسول نفسه لحماية دير سانت كاترين، فهو مكان مبارك من الله، فهو بلد يمتلئ من التاريخ والحضارة.
كما أن اليونان ومصر صديقتان،  وفى اليونان يوجد نحو  80 ألف مصرى ونحن نشعر بأنهم جزء من اليونان وليس غرباء، ومن قبل كان يوجد 300 ألف يونانى فى مصر ولايزالون حتى بعد رحيلهم يحملون مصر فى قلوبهم وعقولهم وعندما تجمعنا اللقاءات يصفون مصر بأنها «وطنهم»، هذا إلى جانب  محبة مصر تجاه الكنيسة الأرثوذكسية.
■ التقيت الرئيس السيسى أكثر من مرة فكيف تصف الرئيس؟
- تعلمت من الرئيس السيسى لاهوت الإله الحقيقي، وكيف يكون حضور الله وإيماننا به فى حياتنا، ومازلت اتذكر كلمات الرئيس عندما قال إن الله يهتم ويحب كل المخلوقات، وكيف ستكون الأرض مكانا أفضل إذا استطعنا الانتصار للإنسانية، كما رأيت الرئيس مهموم بمستقبل مصر خصوصاً الأجيال القادمة  وتحديداً اهتمامه بالتعليم والارتقاء بسوق العمل.
ورأيت من خلال كلماته القلق والاهتمام  بالاجيال القادمة ليعيشوا فى أمان وسلام لانهم يستحقون هذا، وإلى أى مدى قلب الرئيس مجروح للشهداء الذين قتلوا فى الحوادث الأرهابية، وهو يعمل من أجل مصر قوية و منارة لكل العالم.
■ العالم الآن يعانى من الحروب والأزمات فما الحل؟
- نعيش أياما صعبة فالعالم يعانى من أزمة اقتصادية وأرى أن منطقة البحر المتوسط من أهم مناطق الرجاء، فمصر ومعها قبرص واليونان لها دور مهم فى المستقبل، وأكرر العالم أصبح بلا قلب فكل شىء يحسب بالأرقام والقوة والسلطة، لكن علينا أن نبدأ من جديد فى الأطفال فهم المستقبل ولا يجب أن نصاب بخيبة أمل أو نخاف فقط علينا العمل على الأجيال القادمة من خلال الثقافة والتعليم.
■ ماذا عن دور الكنيسة وعملها فى أفريقيا؟
عمل  الكنيسة الرعوى فى كل أفريقيا، فى كينيا ونيروبى وجنوب أفريقيا والكونغو وسيراليون، وباقى القارة، ولدينا نحو 3 آلاف مدرسة وأرى أن  مصر لها دور مهم فى أفريقيا، وكثير من الرؤساء الأفارقه يزرون مصرلأن المستقبل والقوة فى أفريقيا، وأكرر مصر تستطيع أن تلعب دورًا مهمًا هناك، والكنيسة تستطيع أن تدعم هذا الدور.
■ التقيت الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عدة مرات..فما الموضوعات التى تم طرحها خلال اللقاءات التى جمعتكما؟
بداية عشت فى روسيا سنين كثيرة،  وخلال لقاءى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أوضحت دور مصر المهم فى المنطقة العربية والعالم كله،  كما تحدثنا عن عودة السياحة الروسية  لمصر، لأنها مصدر رزق لكثيرين، ونفس الأمر أقوم به فى زياراتى إلى أوروبا وأمريكا أشجعهم بزيارة مصر والتمتع بآثارها وحضارتها الغنية وثقافتها الأصيلة.
■ ماذا عن العلاقة بين الكنيسة والأزهر الشريف؟
يوجد علاقة جيدة بين الكنيسة والأزهر وكثير من الشباب الأزهرى يدرسون فى اليونان التاريخ والفلسفة اليونانية، وأرى أن  هذا رباط قوى بين الطرفين، كما أن البطاركة المسيحيين حول العالم يلتقون شيخ الأزهر فى مختلف المناسبات، وقد جمعنا كلنا مؤتمر نصرة القدس الذى نظمه الأزهر الشريف على مدار يومين، ومن خلال لقاءاتنا نؤكد أن ما يوحدنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وإذا اتحدنا معا سوف نستطيع تغيير العالم.
فمن جهة لابد أن نركز على المشتركات التى توضح محبة الله لكل البشرية، وفى نفس الوقت نأخذ فى الاعتبار الاهتمام بالأشخاص البعيدين عن الله ولديهم اهتمامات أخرى  مثل جمع الأموال.
■ ماذا عن الوحدة بين الطوائف المسيحية؟
النقاش مستمر حول توحيد تاريخ  الميلاد والقيامة وهو أمل ليس بالسهل بل يكاد تحقيقه يكون مستحيلًا لأن كل كنيسة تحتفل بالعيد طبقًا لتقويمها الذى تتبعه منذ قرون كثيرة، ولكن إذا استطعنا حل هذه الأزمة يمكننا أن نناقش موضوعات آخرى مثل الجواز المختلط بين الطوائف، ومشاكل العائلة والفقر، وسوف التقى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وسوف تكون كل هذه الموضوعات مطروحة للمناقشة.
■  تعانى بطريركية أورشليم للرروم الأرثوذكس أزمات فى ظل الاحتلال الإسرائيلى وقرار الرئيس الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية للقدس.. فكيف تدعم كنيسة الإسكندرية « أورشليم»؟
بطريركية أورشليم وسوريا وأنطاكيا كنائس شقيقة فنحن أخوة جسد وقلب واحد ولذلك ندعم بعضنا البعض، وأؤكد أن القدس مدينة للأديان الثلاثة المسيحية والإسلام واليهودية، لا يمكن لأحد امتلاكها أو الاستحواذ عليها.