الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السفاح

السفاح
السفاح




كتبت - خلود عدنان

يوما بعد يوم تزداد وحشية وهمجية الغزو الذى يشنه الجيش التركى على الشعب السورى، مستهدفًا كل متحرك فى عفرين، لا يفرق بين مدنى أو عسكرى، طفل أو امرأة، إذ يشبه المشهد ما ارتكبه الجيش التركى من مجازر فى حق الأرمن، وتشهد على ذلك أعداد الضحايا من أطفال ونساء عفرين، وكذلك النازحون المقيمون فى عفرين الذين سقطوا فى مجازر القصف الجوى والمدفعى التركى فى مختلف قرى وبلدات عفرين.
وفى تحد صارخ، واستهتار بكل القيم الإنسانية والأعراف الدولية من قبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فقد اعترفت تركيا بأنها تستهدف المدنيين عبر القصف الجوى لإفساح المجال للقوات التركية للتقدم، ليكشف عن وجهه التتارى، ويؤكد أن غايته إبادة الشعب الكردى وممارسة التطهير العرقى بحق الشعب السورى.

هكذا لوث أردوغان غصن الزيتون الذى رفعه بدماء الأبرياء، زاعما الجهاد تحت راية الخليفة العثمانى، إذ ظهر غصن شجرة زيتون ملقى على جثة المقاتلة الكردية بارين كوبانى التى مثلت بجثتها الفصائل المسلحة التابعة لتركيا.
من جانبها، انتقدت منظمة حقوقية، بالأمس، فى بيان لها، استخدام تركيا «القوة المميتة» ضد النازحين السوريين، الذين يحاولون العبور إلى أراضيها، ودعت أنقرة إلى وقف إعادتهم «قسرياً» وفتح الحدود أمامهم.
وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن رصاص حرس الحدود الأتراك تسبب خلال الأشهر الأخيرة فى مقتل 10 أشخاص.
وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 272 ألف شخص فروا من المعارك فى محافظة إدلب شمال غربى سوريا، حيث تخوض القوات الحكومية منذ ديسمبرالماضى معارك ضد هيئة تحرير الشام «النصرة سابقاً» وفصائل مقاتلة أخرى.
وجاء فى بيان «هيومن رايتس ووتش» أن «حرس الحدود التركية المغلقة مع سوريا يطلقون النار عشوائيا ويعيدون بشكل جماعى طالبى اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا».
ونقل البيان عن نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط فى «هيومن رايتس ووتش»، لما فقيه، قولها: إن «السوريين الهاربين إلى الحدود التركية بحثًا عن الأمان واللجوء يُجبرون على العودة مرة أخرى بالرصاص وإساءة المعاملة».
ونقلت المنظمة عن لاجئين نجحوا بالعبور إلى تركيا بين مايو وديسمبر 2017 قولهم: إن حرس الحدود الأتراك أطلقوا النار عليهم وأنهم تعرضوا للضرب والاحتجاز والحرمان من المساعدة الطبية.
وأفاد 13 شخصًا بأن نيران حرس الحدود أسفرت «عن مقتل 10 أشخاص، بينهم طفل».
واعتبرت المنظمة أن «على الحكومة التركية أن تصدر تعليمات موحدة إلى حرس الحدود فى جميع نقاط العبور بعدم استخدام القوة المميتة ضد طالبى اللجوء»، مشددة أنه «لا يجوز إساءة معاملة أى طالب لجوء»، كما طالبت بـ»حظر الإعادة القسرية»، مضيفة: «على تركيا أن تسمح لآلاف السوريين اليائسين الذين يلتمسون اللجوء بعبور الحدود».
ويخوض النازحون رحلة خطيرة قبل الوصول إلى مناطق أكثر أمنًا، وقال بعضهم إنهم يدفعون للمهربين مبالغ قد تصل إلى 8 آلاف دولار للشخص الواحد للوصول إلى تركيا.
جرائم أردوغان تشبه إلى حد كبير ما أرتكبه تنظيم»داعش» من جرائم وحشية بحق السوريين عندما سيطر على مناطق متفرقة بها وفى مقدمتها مدينتى الرقة والحسكة من قتل للأبرياء وزهق للأرواح وسفك للدماء، وهدما للآثار.
لليوم السادس عشر على التوالى يواصل الجيش التركى جرائمه بحق الشعب السورى من خلال العملية العسكرية التى يشنها على مدينة «عفرين» الواقعة فى الشمال، بزعم القضاء على الأكراد وحزب «بى -بى -كا»، والتى أسفرت عن مقتل 897 من المدنيين العزل, وجرح المئات من الأطفال والنساء والشيوخ.
وقال نورى قنبر رئيس الهلال الأحمر فى منطقة عفرين: إن الوضع الإنسانى سيئ للغاية فى عفرين وريفها نتيجة الاستهداف التركى للبلدات القريبة من الحدود السورية.
ولفت قنبر فى تصريحات صحفية إلى أن الحركة معدومة فى مناطق جنديريس وراجووبلبل وفى مختلف القرى الحدودية، مشيراً إلى أن آلاف السكان المدنيين فى عفرين يعيشون منذ 10 أيام فى الأقبية وداخل الكهوف وفى أماكن غير معدة للسكن.
وتقول أنقرة إن العملية العسكرية فى عفرين تستهدف أيضا مسلحى «داعش»، فيما تنفى وحدات حماية الشعب الكردية وجود التنظيم فى المنطقة.
فى سياق متصل، ارتكبت الميليشيات والفصائل التابعة للجيش التركى، جريمة بشعة بحق مقاتلة كردية، حينما قامت بالتمثيل بجثتها وتعرية صدرها وتشويهها، وذلك خلال الحرب التى تشنتها تركيا على مقاطعة عفرين بغرب كردستان ضمن يومها الثالث عشر.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى على تويتر وفيسبوك، طوال الساعات الماضية، تنديدا بوحشية العدوان التركي، بعد تداول مقطع فيديوقصير، لا يتجاوز 70 ثانية - تظهر فيه جثة كوباني، ووجود قدم على ثديها.
يظهر الفيديوامرأة ملقاة على الأرض تبدومرتدية ثيابها وهى محاطة بمسلحين يصرخون ويصفونها بـ «خنزيرة (حزب العمال الكردستاني)»، ويقولون إنهم ينتقمون لمن قتل سابقا من رفاقهم، فى حين يظهر غصن شجرة زيتون ملقى على جثة المرأة، مضرجا بالدماء، ويدعس أحد الرجال عليها وتحديدا على منطقة الصدر.
عرّفت مصادر كردية محلية المرأة بـ «بارين كوباني». وكان رد الفعل الكردى متوقعا؛ حيث نعاها كثير من الأكراد على وسائل التواصل الاجتماعى مطلقين عليها لقب «بطلة» و«شهيدة» و«قديسة».
وقال نواف خليل، مدير المركز الكردى للدراسات بألمانيا والمتحدث السابق باسم حزب الاتحاد الديمقراطي، نفى لبى بى سى المزاعم بأن المقاتلة قامت بتفجير نفسها وقال إنها قد وقعت بيد قوات المعارضة. وقال إن تلك المزاعم «محاولة للتغطية على الإجراء الذى قامت به تلك العناصر المسلحة.
ويظهر فى المقطع الأول من الفيديو نحوعشرة مقاتلين بعضهم مسلح حول جثة مقاتلة ممددة على الأرض، مرتدية بنطالاً أزرق وجعبة عسكرية، ويقول أحدهم إنها من «الغنائم»، ويطلق المقاتلون صيحات التكبير، فى حين يسمع أحد المقاتلين وهوينوه بجمالها.
وندد مدير المرصد السورى لحقوق الانسان رامى عبد الرحمن بما اعتبره «وحشية لا مثيل لها»، مضيفا «تخيلوا وحشية وهمجية هؤلاء الغزاة مع جثث فتياتنا، فكيف سيكون تصرفهم معنا، إذا وقعنا أحياء فى قبضته ؟»، وأضاف «سوف نثأر لروحك حتماً».
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان: إن نسخة من شريط مصور أظهرت جثة مقاتلة من وحدات حماية الشعب الكردى فى منطقة عفرين، بعد أن تمكنت القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية فى عملية «غصن الزيتون» من سحب الجثة، من ساحة المعارك التى شهدتها محاور فى ريف منطقة عفرين.
ووجه أكثر من 100 كاتب وإعلامى وصحفى وناشط فى إقليم كردستان نداء إلى المجتمع الدولى دعما لمقاومة عفرين ضد العدوان التركى ولكى لا تصبح عفرين شنكال أخرى.
الاستياء وصل أيضًا إلى سوريا ولبنان وغيرهما وكتب ناشطون عن العدوان التركى والقصف المكثف على المدنيين العزل، مؤكدين أن تركيا فشلت فى عفرين
أمام صمود ومقاومة سكانها.
وكتبت الصحفية ديانا مقلد عن الجريمة مقالة بعنوان « المقاتلة الكردية هى نفسها فى كوبانى وفى عفرين»: قتلوها لأنها امرأة.
مثلوا بجثتها لأنهم اشتهوها، تماما كما فعل مقاتل داعش عام ٢٠١٤ فى كوباني، حين تمكن من قتل مقاتلة كردية آنذاك، فقطع رأسها وحمله من ضفيرتها الشقراء ووقف بضحكة شيطانية يلتقط صورة، حينها ظهر فى الصورة قتلى أكراد رجال، لكن الداعشى لم يتوقف عندهم، كان يريد النيل من المرأة فحمل رأسها الذى عجز عنه وهى حية.
فى هذه الأثناء يبدوأن العمليات العسكرية فى شمال سوريا ستزداد حدة بعد إعلان تركيا نيتها توسيع عملياتها العسكرية لتشمل مدينة منبج، التى انتزعتها القوات الكردية من قبضة تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) عام 2016 بدعم من الولايات المتحدة.