السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«هاميس».. عروس النيل التى عادت للحياة بالأقصر

«هاميس».. عروس النيل التى عادت للحياة بالأقصر
«هاميس».. عروس النيل التى عادت للحياة بالأقصر




كتب - علاء الدين ظاهر

 

رغم أن مصر تمتلئ بالآثار وكنوزها، إلا أنها لم تأخذ حظها فى السينما التى لم تتناول آثار مصر بقدر قيمتها ومكانتها، ورأينا أعمالا تناولت آثار مصر بدرجات متفاوتة، فى بعضها كانت الآثار محورا رئيسيا فى العمل، وفى أعمال أخرى كانت جزءا من العمل، وهناك أعمال أشارت إليها بشكل عابر، ونبدأ في»روز اليوسف»تقديم سلسلة موضوعات عن الآثار فى الأعمال الفنية.
ونبدأ أولى حلقاتنا فى عام 1963، حيث ظهر للنور فيلم»عروس النيل»من إخراج فطين عبد الوهاب و بطولة لبنى عبد العزيز و رشدى أباظة وقصة وسيناريو وحوار فائق إسماعيل، والذى كانت تيمته الرئيسية أسطورة فرعونية مشهورة هى عروس النيل التى كانت تلقى فى نهر النيل ليفيض ويعم الرخاء مصر، ودارت أحداث الفيلم فى الأقصر التى ظهرت آثارها خاصة معابد الكرنك بشكل رائع فى الأحداث، وساعد على ذلك أن الفيلم كان بالألوان.
والقصة تدور حول الجيولوجى سامى»رشدى أباظة»الذى يسافر إلى الأقصر لمتابعة عمليات التنقيب عن البترول، ويتم تحذيره أن المنطقة كانت تستخدم كمقبرة لعرائس النيل، وأن لعنة الفراعنة ستسقط على العمل لو بدأت البريمة فى الحفر، ويرى سامى فى الحلم»هاميس»الفتاة الجميلة تطالبه بوقف الحفر، وأخبرته أنها ابنة آتون إله الشمس وآخر عروس نيل وأرسلها والدها لتمنع انتهاك حرمات مقابر عرائس النيل.
وعروس النيل أسطورة فرعونية تتعلق بنهر النيل المقدس لدى الفراعنة، حيث كانوا يعتبرون النيل»إله»الخير والنماء وشريان الحياة الذى يفيض بالرخاء على مصر، وفى إحدى السنوات أبى النيل الفيضان وتضررت الزراعات، لذلك كانوا يلقون بفتاة كل عام فيه اعتقادا أنه فى عدم فيضانه كان غاضبا ويريد الزواج، وظلت هذه العادة لفترة من الوقت حتى توقفوا عنها وباتوا يلقون دمية على شكل فتاة كعروس للنيل.
نعود للفيلم، حيث أجاد المخرج المبدع فطين عبد الوهاب إظهار آثار ومعابد الأقصر فى الفيلم بما يتناسب مع عظمتها وقيمتها، وهو ما ظهر واضحا فى كادرات الكاميرا بالمشاهد الخارجية خاصة فى معابد الكرنك والأقصر، وربما اختار الأقصر كونها تمتلئ فى كل مكان بالآثار والمواقع الأثرية، وهو ما يوفر بيئة وجوا ملائما تماما للفيلم وقصته، ولذلك يعد هذا الفيلم واحدا من الأعمال الفنية القليلة التى أعطت الآثار حقها وأظهرتها بشكل رائع.