الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء الأزهر: التعميم فى الدعاء على اليهود مكروه




رفض علماء الأزهر الشريف   التعميم فى الدعاء على اليهود من فوق المنابر والتى تتردد من وقت لآخر واعتبروها غير مقبولة شرعا وهى مكروهة، وطالبوا الخطباء فوق المنابر بتحديد الدعاء على الظلمة فقط دون تعميم.
 
من جانبه يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية: «لا ينبغى التعميم فى الدعاء بالهلاك أو الدعاء على أحد من البشر او سوء أو اذى ونترك الأمر لله تعالى فهو الذى خلق اليهود والنصارى والمسلمين، فقد قال تعالى: «يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور».
 
أضاف أن من حق المظلوم الدعاء على الظالم بالدعاء الذى شرعه الله وهو حسبى الله ونعم الوكيل ، حيث إن الدعاء الشرعى كما علمنا القرآن الكريم «حسبى الله ونعم الوكيل»، وافوض امرى إلى الله «لأن الله هو المنتقم الجبار وهو يعلم وياخذ الحقوق لأصحابها، وعلينا فى الدعاء ان نترك الأمر إليه ولا نقيم الدعاء بالشر والهلاك على جماعة أو طائفة او اتباع عقيدة كاملة لوجود ظلمة بينهم.
 
وحول ما ورد من دعاء الرسول على اليهود أوضح عاشور أن الدعاء كان اللهم انتقم ممن ظلمنا وممن اعتدى علينا وكان الرسول دعا على اليهود الظلمة.
 
وشدد قائلا «نحن نحتاج دائما التواصل مع الله حتى يستجيب دعاءنا» فالله قال: «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون» فإذا كنا نريد استجابة الدعاء فعلينا ان نتواصل مع الله ونبتعد عن الفحش والسوء حتى يستجيب لنا الله، ولقد جاء رجل يسأل الرسول استجابة الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم: «اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، «فتحرى الحلال سبب لاجابة الدعاء، والحرام يحول بين الدعاء واستجابته.
 
كما يرى د. رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن المستحب عدم التعميم لأمرين الأول أننا مأمورون بأن نقول للناس حسنا قال تعالى فى خطابه لبنى إسرائيل: «وقولوا للناس حسنا» وليس من حسن الكلام ان ندعو عليهم.
 
اضاف أن الأمر الثانى لعدم التعميم هو أننا عندما ندعو عليهم كأننا نريد إقفال باب التوبة أمامهم وإمكانية الدخول والهداية وارتضاء الاسلام ولنا قدوة فى الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يدع على بعض القبائل التى اضرت به.
 
وقال د. رافت: «إن التعميم فى الدعاء مكروه ، ولا يمكن القول بالحرمة فالاحتياط فى الاحكام واجب والمستحب الدعاء لهم بالهداية فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول «اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون».
 
من جانبه أوضح د.حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإسلام يكره البدء بالشر ويدعو للتعايش السلمى مع سائر الناس ومن هذا الباب لا يليق ان ادعو على شخص معين او فئة بدون سبب او بدون مبرر وأن نبدأهم بالعدوان بان ندعو عليهم وما دام الامر كذلك فيفضل فى الدعاء ان يكون بصيغة عامة لا تحدد طائفة أو فئة ماداموا لم يرفعوا فى وجهنا سلاحنا اما إذا واجهونا بالعداء والمقاتلين واعداء الاسلام فلا مانع من الدعاء عليهم.
 
وشدد قائلا: «نحن لسنا ضد اليهود ولكن ضد الصهيونية العالمية وهى حركة تحشد انصارها ضد المسلمين والفلسطينيين أما اليهود فهم اتباع ديانة نعترف بها، ولذلك والدعاء العام على اليهود غير لائق، ولابد من التحديد فى الدعاء.