الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جـاهـزون

جـاهـزون
جـاهـزون




مصر تحذر تركيا: المساس من سيادة المتوسط خط أحمر

 

كتب - حمادة الكحلى

لم تمر ساعات قليلة على تصريحات وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، بشأن عدم اعتراف بلاده باتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص، إلا وجاء رد مصر واضحًا حازمًا، قاطعًا فى هذا الشأن، أكدت خلاله  «أن أى محاولة للمساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية فى تلك المنطقة، مرفوضة وسيتم التصدى».
القارئ لما بين السطور فى بيان الخارجية المصرية سيجد الرسالة واضحة لتركيا «احذروا غضب مصر!».
البيان جاء ردًا على تصريحات أدلى بها «جاويش أوغلو» معلنًا خلالها عدم اعتراف تركيا باتفاقة ترسيم الحدود بين مصر وقبرص عام 2013 بترسيم الحدود البحرية بين البلدين، للاستفادة من المصادر الطبيعية فى المنطقة الاقتصادية الخاصة للبلدين فى شرق البحر المتوسط.
المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، قال ردًا على تصريحات اسطنبول غير المسئولة «إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأى طرف أن ينازع فى قانونيتها، حيث إنها تتسق مع قواعد القانون الدولى، وتم إيداعها كاتفاقية دولية فى الأمم المتحدة».
رفض الدولة المصرية أى محاولات للاستهانة بقدراتها كان واضحًا، باعثة برسائل إلى النظام التركى، فحواها أن مصر ليست كغيرها من الدول العربية التى انتهكت تركيا سيادتها مؤخرًا، بعد أن شن الجيش التركى حملة على أراضى شمال سوريا، بدعوى  «مواجهة جماعات إرهابية»، و«أنها تحاول حماية حدودها مع سوريا»، وهو ما اعتبرته سوريا انتهاكا لسيادتها، فى ظل صمت دولي.
وعلى الرغم من أن مصر دأبت على تجاهل الرد على الاستفزازات التركية الموجهة إليها؛ أو إلى أى من دول المنطقة العربية، إلا أن البيان المصرى صدر شديد اللهجة، وجاء تأكيدًا على أنها لن تتوانى فى التصدى والدفاع عن سيادتها على المنطقة الاقتصادية الخاصة بها فى البحر المتوسط، وأن من سيقترب لسنتيمتر واحد من حدودها ستقطع يده وتكسر قدمه.
فقد استطاعت مصر خلال السنوات الماضية تأمين حقوقها فى البحر المتوسط، وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى المناورة العسكرية الدورية «ذات الصوارى؛» لتعزيز قدرات رجال القوات البحرية والوصول بهم إلى أعلى مستوى من التدريب والمهارة فى استخدام الوحدات والأسلحة البحرية الحديثة، حتى يتمكنوا من ممارسة مهامهم بكل قوة وحزم فى حماية سواحل مصر ومياهها الإقليمية ضد أى أعمال عدائية خارجية أو داخلية.
فى السياق ذاته، عكفت مصر، خلال السنوات الأخيرة، على تطوير سلاحها البحرى وفق أحدث التقنيات والأسلحة والمعدات، اعتمادًا على قدرة هذا السلاح وقوته وتاريخه الممتد منذ نحو قرنين ماضيين.