الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أوراق الضغط الأمريكية





محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 22 - 09 - 2009

البيت الابيض الامريكي اعلن انه لا توقعات كبري من اللقاء الذي سيجمع الرئيس اوباما وابو مازن ونتانياهو علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة .. وقبله بايام عاد المبعوث الامريكي جورج ميتشيل للولايات المتحدة خالي الوفاض بعد اجتماع مع نتانياهو ودون توقع كبير او صغير في امكانية حدوث تقدم في قضية المستوطنات .. وبالتالي اخراج عجلة السلام من دائرة الجمود .

فالإصرار الإسرائيلي علي الاستمرار في توسيع المستوطنات علي الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس العربية لا يريد التراجع قيد أنملة عن موقفه والنتائج الكارثية التي يمكن ان تلحق بعملية السلام برمتها اذا لم يتوقف التوسع الاستيطاني الاسرائيلي علي الاراضي الفلسطينية .. واذا لم تبدأ المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي والتسوية علي اساس حل الدولتين واعلان الدولة الفلسطينية في غضون اشهر قليلة قادمة .

نتانياهو لديه خطة واضحة .. فهو لن يتوقف عن التوسع الاستيطاني .. ولن يوافق الا علي تاجيلها لبعض الوقت واستخدام هذا التوسع في المستوطنات القائمة كورقة من اوراق التفاوض حين يبدأ، علي امل الابقاء علي خططه التوسعية علي الاراضي المحتلة قيد التحقق .. او يحصل علي ثمن كبير مقابل اعلانه الموافقة علي تجميد التوسع الاستيطاني.

بغض النظر عن كل القرارات الأممية التي أدانت بناء هذه المستوطنات علي الأراضي الفلسطينية المحتلة من الاصل وليس فقط توسيعها علي النحو الذي يقوم به نتانياهو ويريده حقيقة علي الارض .. فهي كيان غير مشروع تتم توسعة غير شرعية له .

وبغض النظر ايضا عن الموقف الاخير لادارة الرئيس اوباما طلبت تجميد التوسع الاسرائيلي الاستيطاني واصرت عليه في موقف معلن كي تفتح بابا لاعادة المفاوضات الي سياقها الطبيعي وتحمل كل طرف مسئولياته واستحقاقاته.

نتانياهو لا يريد التراجع عن التوسع الاستيطاني انتظارا لحدوث تغير في الموقف الامريكي ربما تحت ضغط داخلي علي الرئيس اوباما فاصدقاء اسرائيل في دوائر صنع القرار الامريكي كثيرون ويمثلون جماعات ضغط لا يمكن الاستهانة بها او التغاضي عن تأثيرها علي الرئيس الامريكي نفسه.

وفي هذا السياق فانه من المنتظر ان تقف ادارة الرئيس اوباما بقوة خلف موقفها المعلن من مشاريع التوسع الاسرائيلي الاستيطاني في الضفة والقدس والتي طالبت بتجميدها .. وان يستخدم الرئيس اوباما أوراقا ضاغطة علي رئيس الوزراء الاسرائيلي للتراجع عن تلك الخطط الاستيطانية والدخول في مفاوضات الحل النهائي.

فالموقف المصري والعربي صارم وواضح في هذا الاطار .. وقد حدده الرئيس مبارك في اكثر من مكان واكثر من مقام .. واثناء زيارته الي الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس اوباما في واشنطن .. فالعرب لن يدفعوا اثمانا من تطبيع وغيره الا بعد اعلان قيام الدولة الفلسطينية.. وهذا ما يجب ان يفهمه نتانياهو ويتأكد منه الرئيس اوباما.