الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فتوى صوفية ترفض إطلاق «الشهداء» على قتلى التظاهرات.. وأزهريون يؤيدون




مع تزايد اطلاق لفظ الشهيد على كل من قتل فى مظاهرة او شجار بين تيارات سياسية ظهرت فتوى صوفية أطلقها الشيخ علاء ابو العزايم شيخ الطريقة العزمية تؤكد ان من يسقط فى التظاهرات التى تحدث نتيجة الصدام السياسى ليسوا شهداء و قال « وصف الشهيد لا يوصف الا على من يقتل فى مواجهة عدو قومى كإسرائيل، وان المسلم اذا اعتدى على أهالى قرية غير مسلمة فهو ليس شهيداً لان الله تعالى لا يحب المعتدين.
 
 
 
وبسؤال الشيخ أبو العزائم انتقد استخدام الاسلاميين لفظ الشهداء على من قتل منهم فى المواجهة مع ممثلى التيارات الاخرى « قائلاً اذا كانوا هم اسلاميون فنحن مسلمون، ووصف ذلك بالبدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار، فالله تعالى _ على حد قوله _ لا يحب الرجل يتميز بين اصحابه حتى سيدنا رسول الله حينما كان فى إحدى اسفاره مع الصحابة قام بجمع الحطب ولم يرض لنفسه التمييز عن صحابته.
وأضاف ونحن نحمد الله على اننا لا نميز أنفسنا و لا نزكيها على احد امتثالاً لقوله تعالى « فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى»لذلك ندعوكم ايها الاسلاميون _ والحديث لأبو العزايم _ الى رسول الله حتى تكونوا معنا مسلمين بعد ان كنا كفاراً كما تصفوننا.
وقد لاقت تلك الفتوى تأييدا من عدد من علماء الأزهر حيث يرى د . محمد الشحات الجندى الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ان هناك نوعين من الشهادة فى الاسلام الاولى وهى،شهادة حقيقية وهو القتيل من المسلمين ممن يقتل فى المعركة فى سبيل الله وهو يقاتل كافرا يواجه الموت باستبشار بلا هرب أو يولى له ظهره واحكامه معروفة، فلا يغسل ولا يكفن ويدفن فى ثيابه وبدمائه الزكية وفى مكان موته وأجره فى الآخرة معروف ومشهود.
أضاف ان الشهادة الثانية وهى شهادة حكمية و هى تختلف بتفسير المشرع او المفتى مثلاً، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون دمه فهو شهيد، ومن مات دون أرضه فهو شهيد، من قتله بطنه فهو شهيد، من قتل فى الغرق أو الهدم فهو شهيد، من قتل بداء السل فهو شهيد، المرأة الجمعاء تموت فى نفاسها فهى شهيدة».
ولفت إلى أن العلماء مجمعون على أن هذا الإطلاق لا يعطيه فضيلة الشهيد حقيقة الذى مات فى المعركة، ولا يصح لاى واحد منهم ان نسميه تسمية مطلقة بالشهيد فلان.
وقال الجندى: «إننا نرى الآن الكل يتسابق فى اطلاق لقب شهيد على كل من وافق مذهبه وفكره وهواه فهناك شهيد الحرية وهناك شهيد البيئة وهناك شهيد العلم وهناك شهيد الفن، وهذه كلها دعاوى باطلة وتسميات زائفة أرخصت بها منزلة الشهادة العظيمة التى جاء الإسلام برفع مكانتها وإعلاء شأنها، وأصحاب الأوصاف السابقة الذكر لا يجوز لأحد أن يطلق عليهم شهداء، وكذلك لا ينبغى التميز فى القتل بين قتل المسلم و قتل النصرانى لأنها أمور تخالف الأصول الشرعية .
ويتفق معه د. مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر على عدم إطلاق لفظ الشهيد على كل من يقتل فى تظاهرات سياسية، واوضح: «إن الشرع عندما أباح لنا حرية الرأى والتعبير عنه كان ذلك بشروط معينة ومن خلال قنوات شرعية متمثلة فى الانضمام للأحزاب أو الإعلان عن الرأى من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وغيرها من وسائل أخرى مثل شبكة الإنترنت.
أضاف أن نزول الشارع والقيام بهذه التصرفات مرفوض، لأنه يؤدى إلى خسائر بالأرواح والممتلكات العامة، وتعطيل لمصالح آخرين لا ذنب لهم ولا إرادة، وقد لايكون لهم أى توجه سياسى.
وأوضح أن الرسول «صلى الله عليه وسلم» حث على إعطاء الطريق حقه بإماطة الأذى عنه، متسائلا: «فماذا لو كان المسلم أو الإنسان الذى يجب أن يميط الأذى هو من يمثل الإيذاء نفسه؟»، مشددا على أن مثل هذه الأفعال حرام ولايرتضيها شرع ولا دين.
وقال عطية إن ما وقع من قتلى من المتظاهرين أمرهم راجع إلى الله ولا ينطبق عليهم لفظ شهداء لأن الشهيد حدده الشرع فى مواطن معينة وله شروط خاصة به، ولا يعتبر القتلى بسبب التزاحم شهداء، ومن يقول إنهم شهداء يؤدى إلى مزيد من القتلى والتناحر، لأن الله تعالى نهى عن التزاحم فى الحج بأن قال لمن لايستطيع الوصول للكعبة أن يشير إليها فقط، فماذا لو كان هذا التزاحم يؤدى إلى هلاك النفس.
بينما اختلف معهم فى الرأى د.خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية فقال فإذا كانت المظاهرات مشروعة المقاصد، خالية من المحاذير الشرعية، كالتعدى على الأنفس والأموال المحترمة، عامة ً كانت أو خاصة. فلكل من شارك فيها ما نواه، فمن نوى بها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وبيان الحق والمطالبة به، ورد المظالم والحقوق ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، ونحو ذلك، فله ما نوى. وإن قتل فى هذا السبيل فنرجو له أجر الشهداء.
وأضاف سعيد قائلاً فى حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن النبى «صلي الله عليه وسلم» قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» فاذا من خرج للمظاهرات ونعلم جميعا انها خرجت لأمر دنيوى وليس نصرة للدين ابدا فهذا لا يطلق عليه الشهيد ولا يجزى جزاءه بينما اذا كان قتل أحد رجال الامن فى هذه المظاهرات.. وهو ينفذ طلبا أصدر اليه أو وهو يسعى لحل الامن و الامان فى بلاده فهذا يموت دون بلاده ويطلق عليه الشهيد.