الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الدوابة.. «رواية» المكر والدهاء فى ملتقى الإبداع

«الدوابة.. «رواية» المكر والدهاء  فى ملتقى الإبداع
«الدوابة.. «رواية» المكر والدهاء فى ملتقى الإبداع




كتبت ــ رانيا هلال


ضمن ملتقى الإبداع بفعاليات معرض القاهرة الدول للكتاب أقيمت جلسة لمناقشة رواية» الدوابة «للكاتبة أمل خليفة والتى صدرت حديثًا عن الهيئة العامة للكتاب؛ وقد استخدمت الكاتبة أكثر من لغة وطريقة فى كتابة النص نظرًا لتباين الشخصيات ولاختلاف الأماكن، فالرواية كتبتها بلغة عامية وحرصت أن تراعى المستوى الاجتماعى والثقافى لكل شخصية على حدة، وهذا قيدها بشكل ما..رغم حرصها الشديد على أن تكون حرة تمامًا فى صياغة البناء الدرامى للرواية.

تتحدث أمل خليفة لـ«روزاليوسف» عن روايتها الأحدث فتقول: رواية الدوابة هى أول عمل روائى طويل، ولم أتطرق لكتابة الرواية من قبل لأن كتابة القصة القصيرة هى الأقرب لشخصيتى وتكوينى كصحفية حيث أميل إلى الاختصار والتلخيص.
وأيضًا بسبب تأثرى وإعجابى الشديد بالكاتب الكبير دكتور يوسف إدريس، فهو رائد فى مجال كتابة القصة القصيرة، ورغم مرور عقود على قراءتى لقصته «نظرة» إلا إنها تعد بالنسبة لى نموذجًا تعلمت منه كثيرًا، و»الدوابة « فى بادئ الأمر كانت قصة قصيرة بعنوان «القعيدة» وكنت كلما هممت بنشرها أتراجع بدعوى أنها ما زالت تحتاج إلى تنقيح وتصحيح، وعندما تفرغت لتصحيحها، أصبحت مع الإضافة واسترسال السرد ما هى عليه الآن رواية» الدوابة.
وعن تغييرها لعنوان الرواية من القعيدة إلى الدوابة توضح خليفة أن  «الدوابة» هو اسم بطلة الرواية التى فرضت وجودها داخل الرواية كمحور رئيسى تدور حوله معظم الأحداث، بل هى المحرك الرئيسى لباقى شخوص الرواية، ولهذا بعدما احتلت شخصية الدوابة الصدارة أصبحت باقى الشخصيات تدور فى فلكها، وأيضًا بعدما تحولت القصة القصيرة إلى رواية واختلفت الأبعاد الدرامية داخلها أصبح من الضرورى تغيير اسم العمل إلى »الدوابة. «
وتضيف خليفة»: الدوابة «هى امرأة من صعيد مصر وتحديدًا من الأقصر، تعود أصولها إلى الحلب أو الغجر، استطاعت أن تتزوج رجلًا صعيديًا من أسرة ثرية، وبزواجه منها تغضب منه أسرته، فيقرر الرحيل إلى الإسكندرية ومع الوقت تعود علاقته بأسرته ولكن تستمر إقامته بالإسكندرية، ولكن شخصية الدوابة يغلب عليها نوع من الشر أو إن جاز التعبير »المكر والدهاء « تستغل كل من حولها عبر نقاط ضعفهم لتحقيق مكاسب وامتيازات لها، وأحيانًا تستغلهم فى الانتقام من أعدائها، حتى أبنائها وبناتها لم يسلموا من قسوة قلبها.
وأوضحت خليفة أن أفكارها الرئيسية بالرواية تضمنت آراء قد تكون صادمة للقراء ولكن الازدواجية موجودة داخلنا جميعًا بنسب قليلة وقليل هم من يستطيعون التغلب عليها، فعلى المستوى الواقعى إذا ارتكب شخص جريمة قتل سنطالب جميعًا بإعدامه دون تردد، ولكن ماذا لو كان من ارتكب نفس الجريمة ابن أو أخ أو أب.
فبالتأكيد سنحاول تخفيف العقوبة عنه وسنجد له ألف عذر، وعلى مستوى الرواية رغم أن الدوابة هى الشخصية الشريرة الواضحة الخطوط والمعالم.. إلا أن جميع الشخصيات الطيبة داخل الرواية تتغاضى عن تصرفات الدوابة إذا كانت لصالحهم وتتلاقى مع أهدافهم بل قد يمنحونها العطايا والهبات مكافأة لها، وفى أحيان كثير يلجأون إليها لتحقيق أحلامهم بصرف النظر عن الوسيلة التى سوف تتبعها.
وفى النهاية صرحت» خليفة «أنها تعمل الآن على رواية طويلة بعنوان »سابا باشا « تدور أحداثها فى الإسكندرية وهى تحت الطبع حاليًا.    
يذكر أن أمل خليفة كاتبة صحفية مصرية.. رئيسة القسم العربى والدولى بجريدة الأهالى المصرية.. محاضر منتدب بقسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس وباحثة ماجستير فى مجال إعلام وثقافة الطفل، وهى صعيدية الأصل من الأقصر سكندرية المولد والنشأة قاهرية الهوى.