فى معرض الكتاب.. جابر عصفور يعيد قراءة «قصيدة الرفض» فى أشعار أمل دنقل

شهدت قاعة سيد حجاب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب مؤخرًا ندوة لمناقشة كتاب «قصيدة الرفض.. قراءة فى شعر أمل دنقل» شارك فيها وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور، والدكتور حسين حمودة، و نبيل عبد الفتاح، وأدارها الدكتور حسام نايل.

وفى بداية اللقاء تحدث الدكتور جابر عصفور لافتا إلى أن أمل دنقل أتى من قنا، ولكنى أراه شاعراً مدنياً بكل معنى الكلمة لأنه يعى مفهوم الوطن والتعددية العرقية والثقافية فى المدينة، كما كان على وعى كامل بالقومية، والإسكندرية ساهمت فى جعل «دنقل» شاعرًا مدينيًا، فقديما كانت بها جنسيات متعددة وكتاب أجانب من اليونان وإيطاليا، وكلها أسباب شكلت وعى أمل دنقل وجعلت منه شاعرا يغلب عليه الطابع المدنى مع استمرار وجود بعض الرواسب المتأصلة بداخله نتيجة نشأته الريفية.
وأضاف «عصفور» أن أمل دنقل لديه وعى مدينى خاص بمفهوم المدينة فى العالم الثالث، حيث إن مدينة العالم الأول، تختلف كثيرًا عن مدينة العالم الثالث المحكومة بالسلطة القمعية المتسلطة على مواطنيها.
وأشار إلى أن الوعى «المديني» هو السمة الأساسية التى شكلت شعر أمل دنقل» وليست السمات الريفية هى الغالبة فى شعر «دنقل» كما يعتقد البعض.
قال حمودة إن كتاب «قصيدة الرفض.. قراءة فى شعر أمل دنقل» تناول العديد من القضايا الهامة فى قراءة شعر أمل دنقل التى تدعونا للتفكير فيها، مشيرًا إلى أن الكتاب اتسم بالتماسك من بدايته إلى نهايته وظهر كأنه بنيان واحد، وهناك شيء آخر يؤكد التماسك فى الكتاب يشير إلى عنصر الجمال والعمق فى شعر أمل دنقل.
ومن جانبه أشار الدكتور حسين حمودة إلى أن المنطلقات التى انطلق منها الدكتور جابر عصفور فى الكتاب، يمكن الإشارة معها إلى مجموعة من الملامح منها «المراوحة» التى رصدت القيم الأساسية فى شعر أمل دنقل، وأيضا هناك تجربة «الموت» والتنويع عليها، بالإضافة إلى «الكابوسية» التى تظهر فى رؤية شعر أمل دنقل، بخلاف رمزية القمر.
وتابع: «الكتاب يفيض عن الحدود الضيقة لتترامى أبعاده فى سياقات ثقافية متعددة، ويربط تجربة دنقل الإبداعية الفردية والقوانين التى حكمت الشعر من ناحية أخرى، وتعددت به مداخل التحليل فى تناول شعر أمل دنقل»، مؤكدًا أنه يمثل مشروعًا نقديًا كبيرًا فى شعر أمل دنقل.
وأشار حمودة إلى أن الكتاب يطرح العديد من القضايا التى يمكن تأملها أو الاتفاق أو الاختلاف معها، حيث إن أمل دنقل كان يحرص فى شعره على مراعاة الجمهور، موضحًا أن «دنقل» عاش فى العديد من المدن المصرية وهذا تسبب فى عدم تشكيل «وعى مديني» خاص به، حتى أن القيم التى تمسك بها الشاعر فى أعماله هى قيم ريفية مثل العرض والشرف وغيرها من القيم التى يغلب عليها الطابع المدني».
وأشاد نبيل عبد الفتاح، بكتاب عصفور، مشيرًا إلى أنه يشكل ملامح من علامات النقد التطبيقى الذى يتميز به «عصفور»، كما أنه يعيد المشهد النقدى لشاعر اسمه «أمل دنقل»، وكشف لنا العديد من ملامح شعره.
وأكد أن الكتاب عودة للنقد التحليلى للإنتاج الشعري، ويعيد المشهد النقدى فى الكتابة النقدية والمنهجية عن الشعر المصرى الحديث والقديم، موضحًا أنه يشكل منهجًا علميا فى سيسيولوجية الأدب.