السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حرب إسرائيلية إيرانية فى سماء سوريا

حرب إسرائيلية إيرانية فى سماء سوريا
حرب إسرائيلية إيرانية فى سماء سوريا




كتبت – خلود عدنان

يبدو أن مشهد الأزمة السورية ذاهب إلى مزيد من التعقيد، مع اتساع نطاق الحرب وتداخل مصالح المتآمرين على سوريا، مستغلين إرهابيين وتكفيريين ومرتزقة من الكهوف والسجون فى بقاع العالم، والهدف واحد وهو عرقلة الحل السياسى الذى إن تحقق سينسف كل ما بناه المتآمرون على رءوسهم، لذا ما كان ينقصه المشهد هو حرب إسرائيلية - إيرانية بدمشق، مع استمرار العدوان التركى على عفرين ودخول الدواعش لإدلب، كل هذه التحركات ليس توقيتها بريئًا، فهى تحركات المراد منها إطالة أمد الأزمة والاستمرار فى استنزاف الدولة السورية وشعبها.

يأتى التصعيد فى إطار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلى عن سقوط مقاتلة تابعة له، بعد محاولتها إسقاط طائرة إيرانية بدون طيار تجاوزت الحدود شمالاً، فى حين أصابت نيران من داخل سوريا مقاتلة إف 16 إسرائيلية، وقد أصيب الطياران الإسرائيليان، أحدهما مصاب بحروق متوسطة، والثانى إصابته طفيفة.
فى الوقت ذاته، شنت مقاتلات إسرائيلية سلسلة غارات على ما وصفت بأهداف إيرانية داخل سوريا، مشيراً إلى أن صفارات الإنذار أطلقت فى الجولان المحتل فى أعقاب إطلاق جيش النظام السورى صواريخ تجاه المقاتلات الإسرائيلية، إذ إن التفجيرات التى سمعت فى الجولان المحتل صباح السبت هى لسقوط ستة صواريخ سورية.
وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن أنه تم رصد إطلاق طائرة دون طيار إيرانية من مطار تيفور فى منطقة تدمر فى سوريا باتجاه إسرائيل، وقد رصدت الطائرة من قبل أنظمة الدفاع الجوى وتم إسقاطها من قبل مروحية أباتشي.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى على تويتر «استهدفت قوات الدفاع الإسرائيلية أنظمة تحكم إيرانية فى سوريا أطلقت طائرة دون طيار للمجال الجوى الإسرائيلي.. نيران سورية هائلة مضادة للطائرات.. سقطت طائرة إف-16 فى إسرائيل والطياران بخير»، وأضاف « إن الطائرة سقطت داخل إسرائيل وموجودة لدينا.. وفى أعقاب الحادث تم استهداف عربة إطلاق الطائرة الإيرانية»، لافتاً إلى حصول ما وصفه بـ»الغارة المعقدة» داخل سوريا، وقد تم تدمير الهدف.

إسرائيل تحذر من «مغامرة إيرانية لا تنتهي»

إلى ذلك، قال المتحدث الإسرائيلى إنه «يعتبر الحادث هجومًا إيرانيًا على سيادة إسرائيل»، معتبراً أن إيران تجر المنطقة نحو مغامرة لا تعلم كيف تنتهي، وأضاف: ننظر ببالغ الخطورة إلى إطلاق النيران السورية باتجاه طائراتنا. كل من تورط فى إطلاق الطائرة دون طيار استهدف.
فى المقابل، نقل التليفزيون السورى التابع للنظام، عن مصدر عسكرى قوله إن الدفاع الجوى تصدى للهجوم الإسرائيلى وأصاب أكثر من طائرة، قائلا: «إسرائيل ستشهد ردا قاسيا على إرهابها من الآن فصاعدا»، موضحاً أن الغارات الإسرائيلية استهدفت إحدى القواعد العسكرية فى المنطقة الوسطى بسوريا.
من جانبه، قال قائد الحرس الثورى الإيرانى أن الإدعاء إلإسرائيلى بإسقاط درون إيرانية هو مجرد «كذبة» وأن وجودهم على الأراضى السورية «استشاري»، وأنه لن يكون طرفا فى هذه العملية السخيفة.
يذكر أن هذا التطور يأتى بعد 3 أيام على استهداف إسرائيل وللمرة الرابعة، (7 فبراير)، مركز البحوث العلمية فى منطقة جمرايا قرب دمشق، وذكرت وسائل إعلام أجنبية، أن قصفا جويا يرجح أنه إسرائيلي، استهدف مواقع ومخازن أسلحة تابعة للقوات السورية فى المنطقة المذكورة، فى حين تلمح إسرائيل إلى أنها تستهدف مخازن أسلحة سورية وإيرانية على السواء.
وتعليقا على هذه التطورات، قال أوميت أوزداغ المحلل الإستراتيجى والعسكرى التركى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة غازى عنتاب لـ»روزاليوسف»، أن هناك مؤامرة مشتركة يشارك فيها تركيا أردوغان وإسرائيل وإيران، لصالح مشروع إسرائيل الكبير الذى يترأسه أردوغان، لتحقق إسرائيل حلمها بامتداد دولتها من النيل للفرات والضحية سوريا، إذ إن «غصن الزيتون» كانت نقطة البداية وسيلتها التدخل العسكرى التركى فى إدلب، حيث يرسل أردوغان ميلشيات تابعة له لإدلب ثم يحاربهم هناك ويعلن نصره حينما يطلب منهم الانسحاب على حد قوله، مشيرا إلى أن هناك نزاعا آخر حقيقى على تقسيم موارد النفط والغاز الطبيعى فى سوريا، وهو ما سيحدد السيطرة العسكرية فى شرقى سوريا بالفترة المقبلة، لذا من المحتمل أن تستمر هذه الحرب لعشرات السنوات.

تحذيرات من حرب إقليمية

حذر خبراء دوليون من خطر تفجر حرب إقليمية على نطاق واسع، تكون سوريا ميدانها، لذا قدمت الكويت والسويد مشروع قرار لمجلس الأمن للمطالبة بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف لمدة 30 يوما
وعلى صعيد آخر، أعلنت قوات الرئيس السورى بشار الأسد عن عملية تطهير موسعة لإدلب، حيث طاردت قوات النظام مسلحى داعش حتى غادروا جيب محاصر فى منطقة تلتقى عندها حدود محافظات حلب وإدلب وحماة، وتوجهوا إلى جنوب إدلب، فى حين اتهم مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان والقيادى بالمعارضة السورية المسلحة رامى عبد الرحمن، إن مسلحين من تنظيم داعش اشتبكوا مع مقاتلين فى محافظة إدلب شمال غرب البلاد، متهمين قوات موالية للنظام السورى بفتح ممر للمتطرفين لبلوغ المنطقة.
وقال رامى عبد الرحمن، مدير المرصد، إن قوات النظام بدأت شن العملية على الجيب منذ سبعة أيام وتمكنت على الفور من السيطرة على 80 قرية وبلدة بعد توفير ممر لمسلحى التنظيم للخروج، وأردف قائلا إن «عصابات البغدادى تخترق مناطق النظام لتصل إلى جبهات المجاهدين، فى حين تدور الاشتباكات حاليا قرب أم الخلاخيل والزرزور».
ونقلت رويترز، عن جماعة (جيش إدلب الحر إن مقاتليه يشاركون فى الاشتباكات ضد نحو 200 مسلح من داعش وصلوا جنوب إدلب فى وقت مبكر من صباح الجمعة الماضية، أن مقاتلى المعارضة فوجئوا فجر اليوم الجمعة «بالخيانة المشتركة» الاشتباكات تدور فى قرية لويبدة. وتابع قائلا: إن بحوزتهم ست آليات مدرعة.
من جانبها، زعمت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن تركيا تقوم بتدريب المقاتلين السابقين بتنظيم داعش الإرهابى وإلحاقهم بصفوف الجيش السورى الحر والزج بهم فى القتال القائم بمنطقة عفرين السورية.
وأكدت الصحيفة، أن غالبية المقاتلين ضد وحدات حماية الشعب الكردية فى عفرين ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي، مشيرة إلى تدريب تركيا لهم وتغيير آلياتهم الهجومية.
وفى هذا السياق، صرح محمد بايراكتار الناشط الحقوقى التركى وعضو حزب «الخير» لـ» روزاليوسف»، أن أردوغان يحقق مكاسبه الشخصية على حساب الشعب السوري، محاولا خداع الجميع بإعلانها فى مستهل العملية العسكرية محاربتها تنظيم داعش الإرهابي، غير أنها فى الواقع تقوم بتدريب عناصر التنظيم الإرهابى وترسلهم إلى عفرين لقتال الأكراد خشية الهزيمة، خاصة بعد سقوط المئات فى صفوف الجيش التركى على حد قوله.
وأضاف: إن أردوغان أرسل مقاتليه الدواعش لإدلب لتمهيد الطريق لمعركته الجديدة، زاعما أن القيادات التى تتولى تدريب العناصر الداعشية حظرت عليهم استخدام آليات السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية كى لا ينكشف التعاون التركى الداعشي، مشيرا إلى أن عملية عفرين يُشارك بها أكثر من 10 آلاف من أفراد الجيش السورى الحر، 40% منهم من الدواعش المدربين بتركيا.