الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

اللى اختشوا ماتوا

اللى اختشوا ماتوا
اللى اختشوا ماتوا




كتب - محمد سعيد هاشم


اللى اختشوا ماتوا.. قالوها قديما فصارت حكمة بين العرب.. لكن رغم ذلك ظل هناك من بيننا من يسير على عكس هذا الاتجاه.. فلا هو استشعر ما تقوم به الدولة فى حربها ضد الإرهاب وخوضها بقواتها المسلحة وعناصر الشرطة واحدة من كبريات معارك تطهير الأرض من هؤلاء المخربين ذوى الأجندات الخارجية والداخلية الرامية إلى الفرقة واستهداف مصر.. ولا هو حرص على تناول ما من شأنه يقدم وجبة إعلامية تليق بالمصريين.
وائل الابراشى.. ترك هموم الوطن ومعاركه مع الإرهاب ومع انطلاق العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018» كونها الأكبر منذ حرب 6 أكتوبر، وبمشاركة الأسلحة والمعدات الجديدة التى انضمت للقوات المسلحة خلال الفترة الماضية.
وبينما جنودنا البواسل وضباطنا يواجهون الموت ويضحون من أجل أن ينعم هو وأمثاله بالأمن والاستقرار، راح يناقش قضية الساعة.. نعم وصفها بالـ«قضية»، وكأنها شأن سياسى أو أمر اقتصادى أربك المصريين وفى مناقشته وطرحه إعلاميا سيوفر لهم الغذاء والمسكن والدواء والملبس!
الإبراشى جعل من راقصة مغمورة روسية تسمى «جوهرة» بطلا قوميا، لتتحدث عما وصفته بالأيام الثلاثة الصعبة التى أمضتها محتجزة وكيف كانت فترة سيئة للغاية عليها، تاركا الحديث عن المجندين الأبطال الذين انتهت خدمتهم ورفضوا الخروج إلا عندما تنتهى العمليات فى سيناء حتى يأخذوا بثأر زملائهم.
الإبراشى ترك المساحة للراقصة على مدار نصف ساعة كاملة تتحدث عن الرقص الشرقى الذى تعلمته من مشاهدة فيديوهات لراقصات من مصر وأوروبا والأرجنتين وكيف عانت بعد أن تركت أسرتها وزوجها من أجل حبها للرقص الشرقى.
مذيع العاشرة مساء تناسى كل قضايا الوطن وراح يروج لفاتنة ربما أعجبه رقصها بدون «اندروير» فى حفل بملهى ليلى أمام عدد من المصريين دون أى مراعاة لقيم المجتمع والالتزام بمعايير وضوابط المصنفات.
الإعلامى المهموم بقضايا المصريين  –كما يزعم دائما-  غاب عنه أن من انتفض من أجلها، تعمل راقصة دون تصريح من الدولة وأن وضعها فى مصر غير قانونى فهى جاءت إلى مصر سائحة وليس بعقد عمل وغير مسجلة بالرقابة على المصنفات الفنية ولا يوجد لديها ملف داخل نقابة المهن التمثيلية كما أنها متهربة من القوى العاملة وتعمل بدون أى تصريح.
لقد فتح «الابراشي» الطريق عبر برنامجه لتلك المتجاوزة، وكأنه إعلان مدفوع أمام ملايين المشاهدين لراقصة تعدت جميع الخطوط الحمراء، وكان أولى به أن يرسخ لمفاهيم الولاء والانتماء بدلا من إثارة الغرائز واللعب على المشاعر الجنسية التى أجادتها وروج لها عبر شاشة يفترض فيها ان تتناول ما يهم المصريين.