السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اليونسكو هو الذي خسر





محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 23 - 09 - 2009

من حقنا ان نغضب.. بل من حقنا ان نمارس كل أشكال الغضب ضد أطراف المؤامرة علي فاروق حسني المرشح المصري العربي وحالت دون حصوله علي رئاسة اليونسكو.. واستخدمت في ذلك كل أساليب الحرب القذرة من ضغوط سياسية و نفسية وأيضا رشاوي اقتصادية ومالية لتقطع الطريق علي مصر والعرب في الحصول علي هذا المنصب الدولي الرفيع.

وهي أطراف لم تجتهد في أن تبقي نواياها سراً ولم تخجل من إعلان أغراضها الشريرة تحت قيادة الأمريكي ''كيللون'' الذي أرسلته الولايات المتحدة قبل أسابيع قليلة من التصويت علي المنصب مندوباً لها ليشن حملة شعواء علي المرشح المصري ويدعو مندوبي الدول إلي عدم اختياره.

نعم من حقنا ان نغضب.. ولكن من حقنا أيضا أن نفخر بمصر الدولة والشعب والمكانة والدور والوزن والتأثير الدولي الذي مكن للدبلوماسية المصرية هذا الأداء العالي لتضع مرشحها لرئاسة اليونسكو ومنذ اللحظة الأولي في المقدمة محتلاً المراكز الأولي في جولات التصويت الثلاث برصيد 22 صوتاً من إجمالي 58 .. ثم 23 ثم 25 بفارق نصف عدد الاصوات عن المرشح الثاني.. ثم 29 صوتاً في الجولة الرابعة.. قبل ان تنجح أهداف المؤامرة في منع فاروق حسني من الفوز بالمنصب بفارق أربعة أصوات.

من حقنا أن نفخر بمجموعة الدول العربية وموقفها الموحد واستخدامها لكل عناصر قوتها في دعم المرشح العربي حتي آخر لحظة.

لم تخسر مصر.. ولم يخسر فاروق حسني.. وإنما الذي خسر هو اليونسكو.. هذه المؤسسة الاممية المعنية بالتربية والعلوم والثقافة.. خسرت ديناميكية الأداء المصري وقناعاته بضرورة تدعيم الجسور بين الجنوب والشمال و نشر الثقافة بين الحضارات المختلفة وتعزيز السلام.

اليونسكو هو الذي خسر وليس مصر ولا فاروق حسني.. بعد أن حددت السياسة مصيره في خلط مفزع بين المواقف السياسية و المواقف الأخلاقية والإنسانية.. وخضوعه لضغوط يهودية ستنجح في تحديد مسارات عمله خلال السنوات القادمة بعد أن أصبح مدير عام اليونسكو مديناً بحصوله علي هذا المنصب لأهداف أطراف المؤامرة والتي لابد وأنها تنتظر الحصول علي الثمن.

لم تخسر مصر ولم يخسر فاروق حسني