الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«نفيسة البيضاء» تكشف حكاية سوق الشماعين

«نفيسة البيضاء» تكشف حكاية سوق الشماعين
«نفيسة البيضاء» تكشف حكاية سوق الشماعين




كتب – علاء الدين ظاهر


إذا كنت من مجاذيب القاهرة التاريخية وآثارها وقادتك قدماك إلى باب زويلة، فلن تخطئ عيناك على اليسار بوابة أثرية وأعلاها مشربيات رائعة، وإذا سألت عن هذا المبنى ستقودك المعلومات إلى حكاية أحد أشهر أسواق القاهرة قديما..سوق الشماعين الذى كشفت لنا حكايته عبير عبد العال سلطان أثرية بالإدارة العامة للقاهرة التاريخية.
المبنى هو وكالة الشمع كما هى معروفة بسبب تركز صناعة الشموع فيها،لكنها تاريخيا هى وكالة وسبيل الست نفيسة البيضاء المسجلة كأثر برقم 395، وأنشأتها الست«نفيسة البيضاء»  الزوجة الثانية لمراد بك والتى كانت ثرية جدا، حيث أنشأت الوكالة فى الجهة المقابلة لمسجد المؤيد شيخ بجوار باب زويلة، وألحقت بها سبيلاً وكتاباً شيدتهما عام 1211هـ / 1796م فى مبنى من طابقين ملاصق للوكالة.
والوكالة منذ سنوات عديدة مشهورة بصناعة الشموع، وهنا تبدأ قصة «سوق الشماعين» وهو من الاسواق القديمة فى القاهرة،وأنشئ أيام الدولة الفاطمية وكان يعرف آنذاك باسم «سوق القماحين»، وقال عنه المقريزى هذا السوق حوانيته كانت عامرة بالشموع الموكبية والفانوسية والطوافات،وقد كانت حوانيت السوق تظل مفتوحة حتى منتصف الليل.
 وكما يذكر المقريزي،فإن موسم ازدهار السوق كان فى شهر رمضان وفى غطاس النصارى، إذ كانت الفوانيس تعلق على حوانيت السوق فتصير رؤيته فى الليل من انزه الاشياء، وفى هذه المواسم كانت تباع كميات كبيرة من الشموع الموكبية التى كانت الواحدة منها يصل وزنها عشرة ارطال، كما كانت الشموع تباع وتؤجر لاسيما الشموع الضخمة التى كان يصل وزنها الى قنطار فأكثر.
وكان هناك قديماً موكب كل ليلة فى رمضان لصلاة التراويح،وهذا كان يدفع الناس إلى شراء أو استئجار الشموع الضخمة التى تقدمت صناعتها كثيرا فى ذلك العصر، إلا أن التدهور الاقتصادى الذى اشتدت وطأته على البلاد ابتداء من القرن 9 الهجرى «القرن 5 الميلادى» ترك اثرا واضحا على تلك العادات الاجتماعية،فقل الاقبال على شراء الشموع حتى انتهى امر السوق الى خمس حوانيت فقط بجوار باب زويلة فى القرن التاسع الهجرى.