الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

القرصان «أردوغان»

القرصان «أردوغان»
القرصان «أردوغان»




كتبت – خلود عدنان


لم تتوقف سياسات تركيا العدائية تجاه دول الجوار وتدخلاتها غير المبررة فى أزمات المنطقة بدءًا من الأزمة السورية، وصولا إلى تحرشاتها غير المقبولة بشأن حقوق مصر والقبرص واليونان فى مياه البحر الأبيض المتوسط، إذ يواصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فى إثارة الاضطرابات فى البحر المتوسط بتعديه على الحقوق القبرصية فى حدودها البحرية، ثم قيامه باعتراض سفينة شركة «إينى» المكتشفة للبترول داخل الحدود البحرية لقبرص، زاعما أن المنطقة التى يتم استكشاف البترول فيها منطقة تركية، وهو ما قام الجانب القبرصى بنفيه، مؤكدين أن هناك وثائق دولية تثبت أنها تابعة للجانب القبرصي، وأن القوات التركية تعرقل عملية التنقيب عن الغاز.
إزاء هذه التوترات الإقليمية، كانت ردة فعل الجانب القبرصي ما قاله الرئيس القبرصي، نيكوس اناستاسيادس، إنه لا يوجد سبب يدعو للقلق حيال التوتر المتصاعد بين بلاده وتركيا بشرق البحر المتوسط، حتى وصل الأمر لتلويح «أردوغان» بالقوة العسكرية، مؤكدا أن قبرص عضو الاتحاد الأوروبي، وأن الاتحاد الاوروبى سيتدخل لإنهاء هذا النزاع ولن يصمت على أى تعد على أى من أعضائه، كما أن قبرص لن تصمت عن تهديدات «أردوغان» بالتدخل العسكرى فى بلاده.
أما الجانب التركى فقد واصل استفزازته، إذ هدد «أردوغان» بالتدخل العسكرى فى قبرص، زاعما أن «التنقيب عن الغاز بالمتوسط أمر يهين الأمن القومى لتركيا، لذا سيتم ردعهم بالقوة العسكرية»، على غرار ما حدث فى سوريا بمنطقة عفرين.
وكان أردوغان، قد وجه خطابا حاد النبرة حول قضية الثروة النفطية فى شرق البحر المتوسط، وحذر اليونان قائلا إنها «انتهاكات للمياه الإقليمية والمجال الجوى التركى»، مشيرا إلى أن الجنود الأتراك «سيقومون بما يلزم» عند حصول ذلك، وتوجه بالنصيحة إلى الشركات الأجنبية التى تقوم بعمليات التنقيب قبالة قبرص بـ»ألا تكون أداة فى أعمال تتجاوز حدودها وقوتها من خلال ثقتها بالجانب القبرصى الرومي» في إشارة إلى الشطر اليونانى من الجزيرة.
وعن ردة فعل الجانب الإيطالي، أعلنت روما عن اعتزامها إرسال فرقاطة عسكرية إلى المياه القبرصية، حيث يعوق الجيش التركى عمل شركة «إيني» للتنقيب عن الغاز الطبيعي، وهى فرقاطة من طراز مايسترالى الأوروبى «اف 575»، والمعروفة بمشاركتها فى العمليات البحرية فى حلف الناتو شرقى البحر المتوسط، وفقا لصحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية.
على الجانب الآخر، اجتمع وزير الخارجية الإيطالى أنجلينو ألفانو، مع نظيره التركى مولود تشاووش أوغلو، وأبلغه بأنه يريد حلًا للمواجهة التى تعرقل تقدم «إيني» عن التنقيب عن الغاز الطبيعى قبالة قبرص.
وعلى صعيد آخر، أرسلت اليونان شكوى رسمية إلى تركيا، واستدعت السفير التركى لديها، بعد تصادم سفينة تركية بسفينة لخفر السواحل اليونانى قبالة جزر صغيرة محل نزاع فى بحر إيجه.
وكانت دورية تركية «اصطدمت» بسفينة دورية لشرطة المرافئ اليونانية، قرب جزيرة إيميا فى شرق بحر ايجه، والتى تعد موضع نزاع بين تركيا واليونان، ما دفع برئيس الوزراء اليونانى الكسيس تسيبراس إلى توجيه تحذير لأنقرة، واصفا ما حدث بـ «مناورات خطرة»، منتهكة القواعد البحرية، إذ إن هذه السفينة اشترتها اليونان بأموال أوروبية «لمراقبة البحار اليونانية والحدود الأوروبية».