الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ثقافة الـ«توك توك» سيطرت على معرض الكتاب الـ49

ثقافة الـ«توك توك» سيطرت على معرض الكتاب الـ49
ثقافة الـ«توك توك» سيطرت على معرض الكتاب الـ49




كتبت - مروة مظلوم

 

لم يحقق التخصص الأكاديمى والموهبة الأدبية والفنية لأدباء ومبدعي معرض الكتاب هذا العام حظًا من الشهرة بقدر ما حققته العناوين الغريبة لكتبهم بعد تداول أخبارها عبر مواقع التواصل الاجتماعى لينتشروا على نطاق واسع.. وإحقاقاً للحق فالتعميم فى تدنى مستوى محتوى هذه الكتب ليس إنصافاً.. فبعضها يحمل فكرة جديدة وبعضها يحمل مضمونًا جيدًا لكن لا الفكرة ولا المضمون يشفعان للعنوان المتدني.
وكعادتها كل عام ترصد روزاليوسف حصاد معرض الكتاب ونصيبه من العناوين الغريبة ونبدأها باحتفاء المعرض بباكورة إنتاج الشاعر عبدالفتاح خالد سالم وديوانه الأول «آخر إزازة بيرة» الصادر عن دار الدلتا للنشر والتوزيع، ويتضمن الديوان مجموعة من القصائد العامية المختلفة يبلغ عددها أكثر من 60 قصيدة، تأتى إحداها منظومة على النحو التالي:
ياربنا لسه الحنين بيشق روحي
بشظية من لهب الألم
بيلف حوالين رقبتى
حبل من أحبال مسد
يارب هى الروح
لو كنت مش هلمحها تانى
فـ انزعها من قلب الجسد.

شلح هدومك يا زمن

ومن إزازة البيرة إلى «شلح هدومك يا زمن «تطل علينا الفنانة التشكيلية ماجدة جبر بديوان عامية يصدر عن دار كليوباترا للنشر والتوزيع وهو الديوان الأول لصاحبته ؛إذ صدق فيه قول الشافعى «نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا « فقد حوت أبيات الديوان كلمات تخلو من الموسيقى والنظم وقوافى الشعرالمعهودة وجاءت على النحو التالى:
شلح هدومك يازمن
واجرى بعيد
ليا لسان وودان وعين
وليا إيد
ومهما تطفى فرحتى
لسة وليد
عايش حياته بيبى نونو
كائن جديد.
ولاقى عنوان الديوان «شلح يازمن» كم من الاستنكار والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى حد كتابة قصائد للرد على هذا النوع من الشعر فتقول مرمر أحمد «عشان يكون للكلام قيمة»
وردا على ديوان شلح هدومك يا زمن
وخلى المستخبى يبان
كتاب وشعرا بالهبل والتخاريف أشكال وألوان
راحت فين قيمة القلم وقيم أيام زمان
يا زمان شوفنا فيك العبر وقرينا
كلام يتهز له الأبدان
ده كاتب وده شاعر
وابن النهاردة بقى
أستاذ فلان وفلان
ورواية ليها العجب
وكله نازل فى الاعلان
اشترى الرواية
واطلب معاها لعقلك ضمان
وأدينا وصلنا نشلح الزمن
ويجرى بعيد عريان

إيحاءات

وفيما يبدو أن كاتبة الأبيات السابقة لم تطلع على اسم المجموعة القصصية الأكثر إثارة وتشويقاً فى معرض الكتاب حد أن النشطاء على مواقع التواصل يخجلون من كتابة عنوانها فى نصوص اعتراضية على صفحاتهم الخاصة لكن الروائى سعيد الجزار لم يكترث كثيراً لخروج روايته إلى النور تحمل عنوان «ترعة أم الشراميط» وصدرت عن دار بدائل للنشر والتوزيع، وعلى الرغم من أن اللفظ المتداول بين العامة يحمل فى طياته معنى غير لائق إلا أن «ترعة أم الشراميط» هو اسم تحمله إحدى «مساقي» محافظة المنوفية فى قرية ضمن مركز أشمون،  كذلك فشلت محاولات إقناع رواد موقع التواصل الإجتماعى ومتابعى صفحة دار النشر على الإنترنت بوجود الترعة فعلا وهذا هو أسمها رسميا، والمجموعة القصصية تنتمى لمدرسة الواقعية الاجتماعية.
والحق يقال أن صفحات المجموعة من الداخل تحمل ألفاظاً عامية لاتبتعد كثيراً عن مستوى العنوان فنجد فقرة دعائية للكاتب فى وصف أحد الأماكن فيقول:
فى حى (بين الوكايل) بمدبح مصر القديمة، تقع وكالة (النتي) «الإناث» التى كان يطلق عليها (وكالة العزب).. تساق هذه العزب ليلا مع بعض الأبقار فى رحلة ملتوية، تنخفض بين الحارات الضيقة والدروب الوعرة، حتى لا تصطدم بكمائن الشرطة التى تنتشر ليلا فى الشوارع العمومية.
تبدأ الرحلة فى الهزيع الأخير من الليل، يقودها عم عبده الأعور من بين الوكايل إلى تل العقرب ثم إلى سكة المذبح فأرض يعقوب، ثم يعرج إلى مجرى العيون الذى عرف ب (مجرى قلاوون) يتخذ منه ساترًا يحجبه عن الأنظار، وأخيرًا تنتهى الرحلة بين تعاريج مقابر السيدة نفيسة إلى مقبرة (أم السلطان) التى يقول التاريخ إنها تخربت منذ قرون خلت، فاتخذها جزارو البرانى أو (جزارو النتي) سلخانة لذبح إناث الأبقار الصغيرة، وأطلقوا عليها اسم مذبح أم السلطان.

كتب مهربة

ونأتى إلى عناوين الكتب المهربة لكتب لاقت نجاحاً قبل معرض الكتاب فى دول عربية أخرى وسربت إليه فكانت الأكثر طلباً ورواجاً ولعلها عناوينها وحدها كفيلة بإطلاق صافرة إنذار للرجال من طفح كيل النساء إذ أن مخططاتهن الدموية فى كثير من الأحيان تفوق رحمتهن وسعة صدرهم تأتى فى الصدارة رواية «أمنيتى أن أقتل رجلا « نجحت الروائية الإماراتية سعاد الشامسى  فى اختيار عنوان لافت وجاذب،  لكنه مثير درجة الشغف  لمعرفة التفاصيل من جهة،  والذعر, من نواحى انطوائه على كراهية أنثوية تجاه الرجل  من جهة اخرى،  التهافت على شرائه كان من النساء والمثير للذعر أن مضمون الرواية يقوم على خطة لقتل رجل دون دليل.
ثم تأتى الشاعرة السودانية مطيعة محمد أحمد بأولى إصدارتها ديوان « كونى جلطته الدموية « لتؤكد أن الكيل طفح بالفعل من الرجل العربى جاء فى النص الذى حمل عنوان المجموعة:
«غوصى عميقا فى شرايينه..
أصيبيه بالحمى والغثيان..
دعيه يهذى باسمك ويسبح باسمك..
ويستغيث من دوار اللقاء بك..
دعيه يذوب فى كفة يدك..
تمددى فيه طولا وعرضا.. كونى صيفه وشتاءه..
وأنثى يحملها فى جيبه العلوى يسارا قرب القلب… يلامسها كلما هم بالنسيان… وتلدغه كلما اتكأت على صدره امرأة أخرى»
ديوان «كونى جلطته الدموية» صدر عن دار رفيقى للطباعة والنشر فى جنوب السودان، ويتكون من 95 صفحة من القطع المتوسط، مصحوباً برسومات للتشكيلى كمال أبو عامر.

وقفة لابد منها

ما أكثر عناوين الكتب الغريبة داخل معرض القاهرة لكن بعضها يحمل مضمون جيد مثل كتاب «كخة يابابا» لعبد الله المغلوث ويصدر عن دار مدارك الكتاب الكتاب وما هو إلا نقد ساخر للظواهر الاجتماعية ؛ وكتاب «ياعصاقل يامصاقل» للكاتبة الكويتية عروب يوسف المطوع وهو أول كتاب صحى عربى باللهجة الكويتية من أسوأ العناوين فى رأيى كتاب «كيف تعلم ابنك الحمار بدون تكرار» لدكتور محمد سليمان الديب العنوان وحده منفر رغم كوننا نستخدم المصلح كتير فى وصف أبناءنا لكن لا يقبل أحد أن يصف ابنه بالحمار الكتاب عن تنمية المهارات الشخصية للطفل ومهارات التعلم، الاكثر غرابة عنوان كتاب أشبه بمقال لايُفهم منه شىء «أسرار المخاطر التى تنتج عن تدخين السجاير والشيشة ومثيلاتها وعلاقة التدخين بالخمر والقضية الفلسطينية» انتهى عنوان الكتاب.