السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. بلوغ

واحة الإبداع.. بلوغ
واحة الإبداع.. بلوغ




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 550 كلمة» على الإيميل التالى:    


[email protected]

اللوحات للفنانة خالد عبدالعاطى


بلوغ

كتبها - سمية عبد المنعم

اتسعت عيناها دهشة عندما أبصرت تلك القطرات الدموية خارجة منها، وما لبثت دهشتها أن تحولت لرعدة مصحوبة بألم.
هى تعرف جيدا سبب تلك الدماء، قرأت عنها كثيرا وربما أصغت يوما لثرثرات خافتة بين صديقاتها يهمسن بها فى خجل مذهول وهن يشرن بأصابع واهية نحو إعياء إحداهن، ومنذ ذلك الحين وهى تنتظر دورها فى صفوف وجلة.
تعرف، لكنها تأبى أن تصدق، ولمَ تفعل وهى لا تدرى ما ينتظر سنوات ما بعد البلوغ، بل ما ينتظر أياما قادمات،
لملمت خجلا تساقط مع قطراتها، وتحاملت حتى دلفت الى غرفتها، جلست تفكر فى سر أسرارها، من تودعه إياه، صديقتها، وحدها من يمكنها اخبارها.
ابتسمت فى خجل، هكذا استقبلت صديقتها التى تكبرها بثلاث سنوات خبر دخولها عالم النساء.
لكنها سارعت تسألها بلهفة: هل أخبرتِ أمك؟.
كان لسؤالها وقع الصاعقة فى نفسها..أمي؟ كيف؟ عقدت حاجبيها فى غضب وهتفت: لا..مستحيل أن أخبرها..
صاحت بها أنها لابد أن تفعل وإلا فستخبرها هي.
توسلت إليها ألا تخبرها، هى لا تريدها أن تعرف..ولم..لا تدري.
عادت لتتوسل إليها ثم انصرفت عنها غاضبة.
عندما اقتحمت عليها أمها الحجرة والضيق يرتسم على وجهها، أيقنت أن ما خشيته قد حدث.
لماذا لم تخبريني..كيف أعرف أمرا كهذا من صديقتك؟
أهذا كل ما يعنيها ويشغلها...
أشاحت بوجه عبث به الخجل وخيبة الأمل، ولم تجب.
أفاقت على صوت الباب يغلق وقد غادرتها أمها.
هالها أنها لم توجه لها نصحًا واحدًا ولم تطمئن خوفها
تزاحمت الدموع بعينيها ولسانها يلهج باسم صديقتها فى انهيار.