الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى الجولة الثانية لـ«سلامتك أولاً».. «السيسى» أحدث طفرة فى البنية التحتية للطرق خلال 3 سنوات

فى الجولة الثانية لـ«سلامتك أولاً».. «السيسى» أحدث طفرة فى البنية التحتية للطرق خلال 3 سنوات
فى الجولة الثانية لـ«سلامتك أولاً».. «السيسى» أحدث طفرة فى البنية التحتية للطرق خلال 3 سنوات




كتبت - شيماء عدلى وأمانى عزام

انطلاقًا من مسئوليتها التاريخية ودورها التثقيفى والتنويرى أطلقت مؤسسة «روزاليوسف» مبادرة «سلامتك أولا»، للحد من حوادث الطرق، بعد أن أصبحت ظاهرة مُفجعة، تهدر أرواح الأبرياء، وتكبد الدولة خسائر اقتصادية فادحة، بالتزامن مع انطلاق البرنامج الوطنى للوعى المرورى لتحقيق السلامة المرورية وخفض حوادث وإصابات الطرق.
ووافقت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة كرم جبر على تدشين المبادرة التى تستهدف تنمية الوعى المرورى، ومكافحة حوادث الطرق من خلال مناقشة مسبباتها، وآليات الحد منها، فى إطار حرصها على النهوض بالمؤسسات الصحفية القومية ومساعدتها فى أداء رسالتها التثقيفية والتنويرية فى خدمة الوطن وتعظيم دورها الإعلامى.

ويشارك في المبادرة مجموعة من الوزارات والهيئات المعنية كوزارة الداخلية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة قطاع الطرق، ووزارة النقل، والشباب والرياضة، والتعليم العالي، والتربية والتعليم، وهيئة تنشيط السياحة، وهيئة الإسعاف، ومركز القيادة الآمنة، وجمعية ضحايا الطرق وصندوق علاج الادمان.
وعُقد، أمس الاثنين، المؤتمر الثانى للمبادرة، تحت عنوان «الطرق ما بين الواقع والمأمول»، بقاعة المؤتمرات بجامعة عين شمس، بحضور المهندس عبدالصادق الشوربجي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «روزاليوسف»، والكاتب الصحفى أحمد باشا، رئيس تحرير جريدة «روزاليوسف»، والدكتور عبدالوهاب عزت، رئيس جامعة عين شمس، والدكتور نظمى عبد الحميد نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع، ولفيف من خبراء الطرق وممثلى وزارات الداخلية، وهيئة الإسعاف، والمرور، وأساتذة من كلية الهندسة، باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير البنية التحتية للطرق، والطفرة التى شهدتها مصر خلال الثلاث سنوات.
وأثنى المشاركون على مبادرة مؤسسة «روزاليوسف»، مطالبين أن تحذو البرامج الحوارية والقنوات الفضائية حذو «روزاليوسف» فى تبنيها لقضايا عامة ومحورية وشائكة، لافتين إلى أن المؤسسة أدركت أن نجاح هذه المبادرة لن يتحقق إلا بتعاون كل الجهات الأكاديمية والمجتمع المدنى.
وبدأ المؤتمر بالسلام الجمهوري، ثم عرض فيلم تسجيلى صغير عن أهمية المبادرة.
فى البداية، رحب المهندس عبدالصادق الشوربجي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «روزاليوسف»، بالحضور، مؤكدًا أن المبادرة جاءت حرصًا على تولى المؤسسة لمسئوليتها الإعلامية الكبرى تجاه المجتمع.
وعبر «الشوربجى» عن سعادته باستضافة جامعة عين شمس للمبادرة، مشيرًا إلى أن الجامعة التى تخرج فيها كبار العلماء والمفكرين ممن أثروا الحياة داخل مصر وخارجها لا تزال تقوم بدورها التعليمى والتثقيفى لبناء أجيال.
وأشار الشوربجى إلى أن «روزاليوسف» الصحفية منذ إنشائها عام 1925 حملت على عاتقها الاهتمام بالعديد من القضايا التى تمس المواطن وتعزز قيم المواطنة، وكانت مهدًا لانطلاق العديد من الأقلام لكبار الكتاب والصحفيين على مدار التاريخ المصرى أمثال (محمد التابعى - عبدالرحمن الشرقاوى - إحسان عبدالقدوس - يوسف السباعى - أحمد بهاء الدين).
وتابع «الشوربجى»: «ولتعظيم الاستفادة من العنصر البشرى كان لزامًا علينا التفكير فى سلامته فكانت فكرة إطلاق مبادرات مجتمعية تكون أكثر تخصصية للحفاظ عليه، فخرجت مبادرة «سلامتك أولًا» التى تمس عنصر السلامة والأمان أثناء التعامل مع وسائل الانتقال والمركبات المختلفة وللحد من حوادث الطرق».
فيما قال الدكتور إبراهيم عمران أستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس: إن هناك مشاكل فعلية بالطرق مثل تواجد علامات مرورية غير مفهومة أو غير صحيحة، مشيرا إلى أن الجهات الرقابية بدأت تتخد قرارات محمودة وسباقة للحد من حوادث الطرق، مثل إغلاق الطرق فى حالة وجود ضباب وعدم وضوح الرؤية بشكل كامل.
وأكد «عمران» ضرورة إجراء صيانة دورية للمركبات على فترات متتالية، مطالبًا أن تكون الصيانة منهج لطلاب التعليم الأساسى أساسى، وذلك لزيادة الوعى باستخدام الطرق.
ومن جهته، قال اللواء مهندس خالد محمود زكي، وكيل وزارة الإنتاج الحربى ورئيس شركة مصر حلوان لمحركات الديزل، إنهم يمتلكون صناعات حقيقية بهيئة الانتاج الحربي، لافتا إلى أن المزلقانات تمثل ٨٠٪ من حوادث السكك الحديد، مشيرًا إلى أنه تم تحديث المزلقانات بعد التواصل مع المراكز البحثية المختلفة والجامعات، معلنا التوصل إلى التحكم الإلكترونى للمزلقانات بأيد مصرية وبمشاركة ٢٢ مصنعا مصريا، أملا فى الوصول إلى التحكم الكامل للمزلقانات.
فيما قال المهندس سيد متولى، رئيس جهاز تنظيم النقل بالقاهرة الكبرى، إن كل عناصر الدولة مسئولة عن حوادث الطرق، لافتا إلى أن أغلب ضحايا هذه الحوادث تكون من سن 18 إلى 45 أى أنهم زهرة شباب مصر.
وأشار «متولى» إلى أن الطرق الجديدة التى أقيمت حديثا معظمها حرة من المستوى الأول، ولها بعد اقتصادى كبير جدا إذ توفر نسبة كبيرة فى الوقت، كما توفر قيمة مضافة كبيرة جدا للدولة.
من جانبه أكد اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية الأسبق للشرطة المتخصصة، إن الدراسة التى شارك فيها بأكاديمية البحث العلمى كشفت أن التكلفة الاقتصادية لحوادث المرور مفزعة، وكارثة قومية لمصر، بدءا من فقد مصرى، وصولا لخسارة مليارات من الجنيهات.
وكشف «قريطم» أن وزارة الداخلية ستعلن قريبًا عن منظومة الفحص الفنى الآلى، وتطوير معظم الطرق بالرقابة والرادارات الالكترونية بجانب قانون المرور الجديد بعد إقراره من مجلس النواب، مؤكدا أن كل هذه القرارات ستحدث نقلة وتقلل الحوادث.
وأشار «قريطم» إلى أن مصر تتكبد ٨٤.٣٣ مليار جنيه سنويا بسبب الوقت المهدر فى الطرق، بينها ٢٣ مليار جنيه خسارة الوقود بسبب التأخر فى الطرق والزحام.
من جانبه قال المهندس جمال عسكر، خبير سيارات وهندسة الطرق، إن أهم العيوب الموجودة حاليا هو انعدام ثقافة المرور، فالدراسات الحديثة أثبتت أن ٢٦٪ من الحوادث تحدث بسبب تجاوز السرعة المقررة، ١٩٪ بسبب تعاطى المخدرات للسائقين، ٢٢٪ بسبب انفجار الاطارات، ١٦٪ بسبب تصادم المركبتين، مشيرًا إلى أن سيارات النقل احتلت نسبة ٤٠٪ من الحوادث، تليها الملاكى ١٦٪ و٩٪ لسيارات الأجرة، واحتلت القاهرة ومحافظات الدلتا المرتبة الأولى فى الأماكن التى تقع بها حوادث مرور بنسبة ٤٩٪.
وأشار «عسكر» إلى أنه فى عام ٢٠١٦ وقعت ١٦ مليونا و٤٥٠ حادثة، مضيفًا: «نأمل بعد إنشاء الشبكة القومية للطرق والتى تنتهى فى عام ٢٠١٩ أن تنخفض هذه النسب».
وفى السياق ذاته، أعرب المستشار سيد مختار، رئيس الجمعية المصرية لضحايا الطرق، معدلات حوادث الطرق انخفضت ٢١٪ فى النصف الثانى لعام ٢٠١٧، مما يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح، مطالبا جامعة عين شمس بتوفير أخصائيين لسلامة الطرق من خلال تعليم طريق مناهج مخصصة، كتصميم برامج إسعافات أولية للشباب، وإثراء التوعية للمجتمع المصرى بقواعد المرور، والتلوث البيئى والوقاية من المخدرات للحد من حوادث الطرق.
وأكد «مختار» أن مبادرة مؤسسة «روزاليوسف»، تعد ثمرة إنتاج صحفى وإعلامى توعوى تجاه حوادث المرور وأهميتها كقضية اجتماعية تؤثر على كل مناحى الحياة.
يذكر أن المؤتمر الافتتاحى للمبادرة عقد يوم الأربعاء الماضى بقاعة إحسان عبدالقدوس، بمؤسسة «روزاليوسف»، على شكل جلسة حوارية بين الأطراف المشاركة أدارها الإعلامى الكبير مفيد فوزى فى حضور كوكبة من نجوم المجتمع من المفكرين والأدباء والمختصين والفنانين.
ومن المقرر أن تشمل المبادرة سلسلة ندوات أخرى لمناقشة مشاكل الطرق، بحضور نخبة من أساتذة الطرق والمختصين وقطاع الطرق بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وشباب الجامعة، تبدأ يوم الأربعاء المقبل بجامعة القاهرة، تتناول أثر القيادة تحت تأثير المخدرات فى وجود صندوق مكافحة الإدمان وإدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية وعلماء اجتماع، ثم ندوة بمركز القيادة الآمنة، يوم الاثنين ٢٦ فبراير، حول أهمية تنمية الوعى المرورى للكبار والصغار، يتخللها عرض لتجربة وزارة الداخلية للمدينة المرورية للأطفال، وفى وجود سائقى الحافلات المدرسية وسائقى النقل العام، وأطفال وشباب عن طريق رحلات مدارس وجامعات للمركز، ثم ندوة عن دور القوى الناعمة فى ضبط سلوك الأفراد فى جامعة القاهرة، يوم ٢٨ فبراير، فى وجود أساتذة الإعلام والفنانين والكتاب وعميد معهد السينما وشباب الجامعة، على أن تكون فى شكل جلسة حوارية يديرها الأستاذ مفيد فوزي، وهو أيضًا سيدير الجلسة الحوارية الأخيرة فى مؤسسة «روزاليوسف»، يوم ٥ مارس، للخروج بتوصيات فى وجود برلمانيين، لتحديد إطار تشريعى يخدم استراتيجية السلامة على الطرق، بعد الحوار المجتمعى القائم طيلة هذا الشهر.