الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الروائية نهلة عبد السلام: كتاباتى تفكك النص المقدس.. وتواجه الموروث

الروائية نهلة عبد السلام: كتاباتى تفكك النص المقدس.. وتواجه الموروث
الروائية نهلة عبد السلام: كتاباتى تفكك النص المقدس.. وتواجه الموروث




حوار – خالد بيومى

نهلة عبد السلام كاتبة واعدة تكتب القصة القصيرة والرواية، رغم أنها مهندسة اتصالات لكن نداهة الكتابة أغوتها، صدر لها المجموعة القصصية سبقها إليه ، ومؤخرا صدر لها رواية عين عابد ، وهى فى كتباتها تناقش التناقضات الاجتماعية والمسكوت عنه من خلال سرد شيق يشد القارئ لمتابعة التفاصيل، روزاليوسف التقت بها وأجرت معها هذا الحوار فإلى نصه :

■  متى وكيف بدأت رحلتك مع الكتابة ؟
مع بدايات عام 2013، ولأنى شديدة الشغف بالدراما وتصادف متابعتى لمسلسل حكايات بنات ، أبهرتنى شخصية أحلام صبا مبارك ، وفكرة الرسائل النصية القصيرة التى تنتهى بها الحلقة كتتويج لتجربة اليوم والتى تحول أغلبها لقصاصات زينت جدران حجرتى، بالفعل كنت أدون خواطرى وبعضاً من سطور لها جرس موسيقى أسميتها شعراً على سبيل المجاملة لشخصى واعتبرتها فيما بعد الفقرة الكوميدية ، وكل ما فعلته أحلام أن جرأتنى على النشر وعرض ما لدى وتقبل النقد والتوجيه، وبالطبع كان لمواقع التواصل الاجتماعى الفضل فى تقديمي، فأطلقت صفحتى «قطوف لنهلة عبد السلام» فى يناير 2014 وبدعم من كثيرين تخطت الـ 16000 متابع.
 ■ كانت لك محاولات لكتابة الشعر.. هل استعصت القصيدة عليك؟
ـــ اعتبر الشعر الفن الأصعب فى الكتابة، إيجاز وإحساس وموسيقى وسلاسة ولا يقبل التدرج مما يعنى تقييمه بخمسة نجوم مضيئة أو أفولها جميعاً ولذا تخوفت من القصيدة ووجدت السرد خامة أكثر تطويعاً خصوصاُ وأنى محملة بالحواديت ومختزنة بكم هائل من الصور فى انتظار طرقها وصياغتها.
 ■  سبقها إليه هو عنوان مجموعتك القصصية الأولى.. ما سبب اختيار العنوان؟ وما القضايا التى تطرحها المجموعة؟
ــ التجربة الأولى دائما الأصعب والأجمل بذكرياتها ، وعنوان الرواية فى البداية كان أنف قذر ، وقوبل برفض شديد من كل من عُرض عليه ، ثم كان قضية كتف ماجدة ، ثم تغير بناء على رغبتى الشخصية إلى سبقها إليه ، فالعنوان يدفعك للتساؤل من الذى سبقها وإلى من سبقها ، تخوفى من الوقوع فى فخ الذاتية جعلنى أقدم حيوات لبنات حواء حرصت ألا تشبهنى إحداهن غير أن تجاربهن كانت تثير جلبة بداخلى وكان لابد من فض الاشتباك والهروب من النسوية وخلع عباءتها سريعاً.
■ هل تحمل شخصيات قصصك بعضاً من ملامحك الشخصية ؟
إطلاقاً، فكل شخصياتى مرسومة من واقع تجاربى الحياتية لا الشخصية، أقوم بدور المراقب الجيد لكل ما حولى وتحليله بدقة ولذا فأغلبها حقيقة فكل من مر بحياتى لاتزال بصمته قابعة بداخلى سواء كان بطلا أو كومبارسا، وربما المقال الأدبى هو ما يحمل بعضاً منى.
■  هل كتاباتك محاولة للتعبير عن المرأة المقهورة أمام الرجل؟
ـــ الاتهام المعد مسبقاً لكل من تخط بقلم !، برأيى المرأة ليست كائناً مقهوراً رغماً عنه بل بمحض إرادته؛ فالنبتة بيدها، وهى من ترويها بما يتفق وهواها. واعتقد الـ«BIO» على صفحتى الشخصية، اللهم أكفنى شر الستات أما الرجالة فأنا كفيلة بهم»، يبرئنى مما هو منسوب إلىّ.
■  هل كانت كتابة القصة عتبة لكتابة الرواية فيما بعد؟
ـــ الرواية ليست فنا أفضل من القصة القصيرة كما يتصور البعض، البداية كانت مع القصة القصيرة لأنها استوعبت لقطات لا تحمل الكثير من التفاصيل بقدر ما تحمل من حدث مؤداه انقلاب فى حياة الشخصية، الرواية أعرض تسمح بالحدث الجلل والعابر والإسهاب فى التفاصيل شريطة إلا تصل لحد الملل.
■ صدر لك  حديثا روايتك عين عابد ، ما التجربة الإبداعية التى تطرحها الرواية ؟
ـــ الخروج عن النص.. النص البشرى المقدس فى الخضوع لكل موروث، المال والجمال سلطة عليا لا يجوز إلا السجود لهما والتبتل فى محرابهما، تجاهلهما والنظر لما هو أبعد منهما نذير حرب لا تبقى على أنقياء ولا تذر أوفياء.
 ■ شاركت فى العديد من ورش الكتابة الإبداعية، هل تعتقدين أنها مفيدة أم أن الموهبة هى الأساس؟
ـــ كمثل الغراب إذا مرنته ليل نهار فلن يصير كرواناً، الموهبة هى الأساس، الورش ما هى إلا نفض للغبار الحاجب لموهبتك، توجيهها بشكل خلاق، تحويلها لمنتج ملموس، والورش فى حد ذاتها تجربة ثرية تضيف لخبراتك بالبشر والحياة.
■  بمن تأثرت فى كتاباتك؟
ــ قراءاتى متنوعة، وحتى مع انبهارى بعمل لا انحاز لكاتبه، قناعاتى الشخصية أن لا أحد يجيد دائما، لكل كاتب سقطاته ولذا أعتبر كل عمل بمثابة اختبار لكاتبه مهما كان حجمه، كما إننا لسنا بحاجة لاستنساخ صور والأصول حاضرة بأعمالها، لذا أقدم تجربتى برؤيتى وذائقتى وأى تعليق بالتشابه مع آخرين أعتبره ضداً وليس مع.
 ■ لمن تقرأين محلياً وعربياً وعالمياً؟
ـــ البداية كانت مع المكتبات العامة والقراءات المحلية لكل الأسماء الرنانة نجيب محفوظ، وكان أول ما قرأت له أولاد حارتنا » بعد  «كفاح طيبة والتى كانت مقررة دراسياً، ثم إحسان عبد القدوس خاصة كل أعماله التى تحولت لأعمال سينمائية ، وصبرى موسى وكان أول ما قرأت له حادث النصف متر فى طبعة شديدة القدم، رضوى عاشور، محمد مستجاب، يحيى الطاهر عبدالله ، يوسف إدريس ، محمد المنسى قنديل ، إبراهيم عبد المجيد، يوسف أبو ريه ، محمد ناجى ، أنيس منصور، خاصة عمود مواقف الأسبوعى بجمله المركزة والموجهة وبالتوازى معهم أتابع أغلب إصدارات شباب الكتاب، نوادى الكتب كان لها الفضل بتوجيهى للأدب العالمى فقرأت ليوسا، كازانتكس، ألبير كامو، مكسيم جوركي، صن مى هوانغ، الكتابات العربية محدودة وألتفت إليها مؤخراً فقرأت لسعود السنعوسي، بثينة العيسى، ربيع جابر، محمود درويش، غادة السمان.
 ■ أنت مهندسة اتصالات.. كيف ترين العلاقة بين الهندسة والإبداع ؟
ــ العلاقة بين الأدب والهندسة علاقة أمان، كون لديك مهنة كمصدر للدخل بشكل لائق بالتأكيد ستصبح أكتر تأنياً وتريثاً سواء فى الإقدام على خطوة النشر أو حتى الانتماء لأى كيان ثقافى، أنت بصدد ما يضيف لشخصك لا لرصيدك، ودراسة الهندسة ورغم كونها ممتعة جداً إلا إنها تمرين قاس على الصبر، النفس الطويل، جدولة يومك والكتابة وما يدعمها من قراءات ومناقشات والإنصات لرؤى مختلفة ما هى إلا خليط من ثلاثتهم.
 ■ ما مفهومك الخاص للثقافة؟
ما لم يغير منك فقد ذهب للـ (Recycle Bin)، مفترض مسئولية التغيير بتقع على عاتق المثقفين فإذا كان ما لديهم فقط للاستهلاك على الورق وبالتعامل مع شخصهم تصعقك إدعاءات لم تكن أكثر من كسب جماهيرية، وإضافة الآلاف من الفولورز والعيش فى دور النجومية ودومتم، لذا فمفهوم الثقافة لا يعنى بما قدمت بقدر ما هو معنى بما غيرت وتغيرت.
 ■ ما علاقتك بالمكتبة الرقمية؟
ــ علاقة ولا أروع خصوصاً لقارئة نهمة، فى أى وقت وفى أى مكان وبالمجان، إضافة إلى تكدس الكتب وأزمة تخزينها بما يليق بها وأعتقد الرقمى مع الوقت سيطغى على الورقى خصوصاً مع ارتفاع أسعار الطباعة.
 ■ ما تقييمك لتمكين المرأة المصرية اليوم بعد الثورة؟
ــ الثورة معنية بالمصريين ككل لا بالمرأة، وتمكينها لن يكون بالتعيين والإسناد المباشر وإنما باختيارها من الفئات المختلفة دون غضاضة فى انتخابات تخوضها جنبا إلى جنب مع الرجل، تخوضها بنزاهة دون كوميكس أو ألش صنع خصيصاً لأجلها.
 ■ بماذا تحلمين؟
ـــ الدراما الحلم الماستر.. التتر الذى يتضمن اسمى (سيناريو وحوار، أنا مغرمة بالحكى والحوار جزء أصيل من نصوصى يتقاسم البطولة مع السرد والدراما بمثابة نفخ الروح فى شخصياتي، أحببت المقال جداً والخروج من وراء البارافان بشخصى ووجهة نظري، أحلم بانضمامى لكيان يمنحنى فرصة أن أكون أنا، وأخيراً أن يتفوق كل إصدار لى على سابقه وإلا ما الدافع للاستمرار إن نضب معينى من التجديد والتجويد.