الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرسى النائب يعود إلى البرلمان رئيسا وسط هتافات «الله أكبر ولله الحمد»




دخل د. محمد مرسى رئيس الجمهورية قاعة مجلس الشعب بعد أكثر من 5 سنوات من الغياب عنها منذ أن كان نائبا عن جماعة الإخوان المسلمين فى دورة 2005، وسط هتافات أحد النواب فى بداية الجلسة «الله اكبر ولله الحمد».

وقال الرئيس د. محمد مرسى أنه نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى ان نجتمع هنا ونتوجه جميعا إلى شعب مصر العظيم، هذه نعمة من الله علينا، نرجو أن تدوم وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الإنسان لظلوم كفار، السيدات والسادة ايها المصريون جميعا منذ فجر التاريخ ونحن أمة تصنع الحضارة وتقدم شواهد ملهمة فى تاريخ الإنسانية كاملة.
وأضاف: «لقد عرفت مصر هذا المفهوم بتقديم الشهداء منذ قدم عصورها من آلاف السنين واستمرت هذه المسيرة على اختلاف مراحلها حتى ثورة 25 يناير حيث سقط الشهداء الأبرار وإلى يومنا هذا فنحن أمة الحضارة والشهداء والتضحية والنهضة وانبعاث المفاهيم الإنسانية الراقية، فتحية إلى أرواح مصر الشهداء الأطهار وأهليهم وذويهم والمصابين من أبنائنا وإخواننا رجالا ونساء.
 
 
كتب - أحمد إمبابى وولاء حسين
فهذه الأيام لحظات تاريخية من عمر المجتمع والدولة المصرية، وأن إقرار الدستور الجديد يعنى بمنتهى الوضوح والحزم إنهاء فترة انتقالية طالت اكثر مما يجب وحان وقت العمل للنهوض بالأمة، أن مصر الدولة والمجتمع قد أظلها عهد جديد لا مجال فيه للطغيان أو التمييز أو غياب العدالة الاجتماعية للجميع على مختلف أطيافهم ومواقفهم السياسية.
مصر لن يبنيها بعض أبنائها دون آخرين فمصر لكل المصريين وكل الحرية لكل أبناء الشعب لا استثناء والديمقراطية ثمرة جهد الجميع بعد نجاح الثورة.
انتم أبناء دولة قوية بعد سنوات طويلة من الفساد والديكتاتورية والسلطة المطلقة لا يمكن النهوض بها إلا بتكاتف الجميع، ودعونا ننطلق جميعا لبناء دولة المؤسسات من أجل تطبيق أعمق للحكم المؤسسى لمكافحة الفساد بكل أشكاله وممارساته، الدول الديمقراطية الحديثة لا يمكن أن ترسخ سيادتها دون اليات لبسط سيادة القانون.، أؤكد على تعزيز سلطان القضاء وضمان استقلاله.
وأشار الرئيس إلى أن الدولة العصرية لا يمكن ان تقوم بدون إعلام حر بعيد عن سلطة نظام الحكم، وأيضا بدون تمكين المجتمع المدنى ليقوم بدور داعم ومراقب، وادعوكم للعمل الجاد والتعاون مع الحكومة والحوار مع جميع الأحزاب والقوى السياسية والهيئات المجتمعية، من أجل استصدار التشريعات اللازمة للبناء والنهضة مع الاتقان والسعى نحو الكمال، لأول مرة فى الجمهورية الثانية مجلسكم يقوم بالتشريع كاملا إلى أن يتم مجلس النواب الجديد وسيشارك مجلس الشورى فى سلطة التشريع ويختار رؤساء الأجهزة الرقابية متحملا مسئولية كبيرة لمحاربة الفساد والرقابة الفعالة على السلطة التنفيذية.
واستطرد الرئيس فى كلمته «علينا ان نمضى لانتخابات مجلس النواب القادم، وأدعو كل الأحزاب للانضمام إلى الحوار الوطنى الذى أرعاه بنفسى ليتسع الحوار الوطنى حول قانون انتخابات مجلس النواب القادم ليأتى معبرا عن كل الأطياف والأحزاب، ويأتى مجلس النواب معبرا بجد عن إرادة الشعب وطبقا للدستور الذى تنص مواده على السيادة للشعب.
 وقال الرئيس «إننى على ثقة تامة من قدرة المصريين على انجاز ذلك الاستحقاق الدستورى فى انتخابات حرة نزيهة تحت إشراف القضاء، لأول مرة فى تاريخنا الدستورى سيكون شريكا فى اختيار الحكومة ورقيبا عليها، إن الدولة الحديثة لا يمكن لها توطيد أحلامها وسط حالة اقتصادية صعبة نتجت عن سياسات طويلة بها فساد وغير عادلة.
ولفت الرئيس محمد مرسى إلى أن توجيهاته للحكومة واضحة بشأن خطة إنقاذ واضحة لمكافحة الفقر بالحد من الانفاق الحكومى وسد منظومة الفساد والتوازن العادل فى توزيع الضرائب الحكومية وعلى الرغم من التحديات الضخمة إلا أن المؤشرات العامة للأوضاع الاقتصادية للبلاد سجل بعضها تقدما ملحوظا فى عدة مجالات.
وأضاف رئيس الجمهورية أنه تحقق نمو بلغ 2،6% مقارنة بـ3% خلال الربع الأخير من العام 2012، وبلغت قيمة الاستثمارات خلال نفس الفترة من العام مايقارب 50 مليار جنيه بمعدل للاستثمار بلغ 15%، ومع تخفيض العجز الكلى بنحو الخمس ووصلت معدلات التضخم إلى أدنى مستوى لها منذ قيام الثورة.
وتحدث الرئيس عن قطاع البنوك مؤكدا أنه رغم ما يتردد من شائعات من أن البنوك عرضة لعدم الايفاء أقول للجميع فى الداخل والخارج أوضاع الجهاز المصرفى ليست كما حاولوا أن يروجوا، و صافى الاحتياطى ارتفع بزيادة 1،1 مليار دولار عن يوليو الماضى ولا يمكن أن نعتبر هذا مرضيا، ولكن لأسباب يعرفها الجميع، ولكن مع الاستقرار الذى تقبل عليه مصر وبمسئولية كاملة لا نتنصل منها سنعمل مع الحكومة لمضاعفته.
وأكد الرئيس أن مؤشر السيولة المحلية ارتفع إلى ألف ومائة مليار جنيه وحققت ودائع البنوك زيادة لتصبح ألفا و300 مليار جنيه. ومن ناحية الإيرادات حققت قناة السويس ارتفاعا فى عوائدها منذ يونيو 2012 زاد على المليارى دولار وهو الاكبر نسبة منذ فترة، وشهدت السياحة زيادة ملحوظة مسجلة 4 ملايين سائح وهى ضعف الأعداد التى سجلها فى 6 أشهر فى العام الماضى ولولا الخروج عن سلمية العمل السياسى لزادت عن ذلك.
وقال الرئيس أن هناك فرصا كبيرة لننتقل بالعبور الثالث، بينما الذين يتحدثون عن الإفلاس هم المفلسون، مصر لن تفلس أبدا ان شاء الله ولن تركع بفضل الله مادام الشعب المصرى منتجا جادا واعيا يقظا يعرف ماذا يفعل مهما كانت الدعاوى من المفلسين والمغرضين، ولمن لا يعلم أعباء الدين العام بفوائده مدرجة فى موازنة العام الجارى وتسدد فى مواعيدها وهى 37% من الناتج الإجمالى، ولم نصل لحال بعض الدول وهى كبرى والدين العام يزيد على 12% وفى البعض الآخر 160% من الناتج الإجمالى المحلى، وعليهم ان يكفوا عن اثارة الهلع والذعر غير المبرر بين المواطنين.ونحن نعرف معنى الايمان مسلمين ومسيحيين، «وفى السماء رزقكم وما توعدون»، ولا نقلق على الرزق ولكن نحرص على العمل والإنتاج هذا هو الفيصل.
وعن إجراءات تعديلات الحكومة الحالية شدد الرئيس أنها ستكون بما يواكب المرحلة. قائلا «توجيهاتى واضحة لتقديم سياسات وبرامج لمكافحة الغلاء والفقر ومعالجة البطالة، ووجهت الحكومة بالعمل الدؤوب لتحسين وضع مصر على مؤشر الكفاءة الدولية، وتحسين البنية التحتية ومعالجة عجز الموازنة وسوق العمل المصرى.
ولفت إلى أن اولوية النهوض بإنشاء مجلس للتنمية الاقتصادية لدعم طموحات المصريين فى انجاز تقدم حقيقى يشعر به المواطن، وتعظيم قدرة مصر الاقتصادية وتماسكها سيؤدى إلى عودة مصر فيما تستحقه من مكانة دولية وإفريقية.
وعن السياسة الخارجية قال الرئيس أن منظومة علاقاتنا الدولية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ونتحرك بكل قوة نحو الاشقاء العرب واتخذنا خطوات جادة لتقوية علاقاتنا بدول الشرق ومع افريقيا وخاصة حوض النيل، والشعب المصرى صاحب رسالة سلام جئنا برسالة واضحة لا نسمح لأحد أن يتدخل فى شئوننا أيضا ولا نسمح لانفسنا ان نعتدى على احد أو نتدخل فى شئون أحد.
وأكد الرئيس أن أمن مصر لا يقف عند حدودها بل يمتد إلى ما هو ابعد من ذلك والقضية الفلسطينية فى بؤرة اهتمامنا كانت ومازالت وستبقى ودعم الشعب ليحقق المصالحة بارادته هو وليحصل على حقه فى تقرير مصيره، كما أن أمن الخليج العربى مسئولية قومية ومع نهوض مصر بقوة سيقف العرب جميعا صفا واحدا.
وقال الرئيس أن الثورة السورية ستمضى ونحن ندعمها إلى تحقيق أهدافها فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية هى جناحنا فى الشرق الذى نطير به مع باقى الأشقاء ستكون موحدة حرة مستقلة، وليس لأى أحد ان يتحدث باسم شعبها إلا الممثلين الشرعيين، وأولوياتنا فى سوريا فى هذه المرحلة تقوم على وقف نزيف الدم وعودة اللاجئين وتقديم الدعم لهم ليعودوا بكرامة إلى شعبهم، والسعى لحل سياسى بدعم وتوافق عربى واقليمى وعالمى يضمن مستقبلنا بأيدينا نفتح الطرق أمام الشعب لاستبدال النظام الحالى لا مجال للنظام الحالى فى مستقبل سوريا وكل هذا مع الحفاظ على وحدة الأرض السورية كاملة وليست منقوصة.
وأضاف الرئيس أن الجهود الحكومية ستستمر للنهوض بمختلف القطاعات والانتاج فى مقدمة الاهتمامات الخاصة برئيس الجمهورية وبالحكومة نحن نريد أن نكون امة صاحبة إرادة والإنتاج وهذا هو التحدى، وسنمضى بإرادة وعزيمة قوية جميعا كلنا أغلبية ومعارضة حكومة وشعباً ومؤسسات وجيشاً وشرطة وأحزابا، نعرف مصلحة الأوطان، فهل يسعد أحدنا أن يكون هناك إفلاس للوطن لا اشكك فى نوايا أحد، فهل يمكن أن يسعد أحد منا فى ان يكون الوطن عرضة لخطر اقتصادى، لننطلق على هدى مصر القوية المنتجة القوية الناهضة المستقرة.
وضرب الرئيس مثلا فى مجال المشروعات الكبيرة بمشروع تنمية إقليم قناة السويس كمركز صناعى دولى مع الأخذ فى الاعتبار تعمير سيناء، وحيث يمر فى القناة 10% من تجارة العالم ورغم ذلك عائدها لا يتعدى 3 % من قيمة هذه التجارة، والمشروع سيحقق لمصر 20 ضعف ما نحصل عليه من عائد قناة السويس و20 مليون فرصة عمل ويعيد النقل البحرى المصرى.
وأعلن الرئيس عن طرح 360 ألف فدان للاستصلاح والاستزراع بوادى النطرون والريان وسيناء وتوشكى وشرق العوينات وجارى اعداد طرح 300 ألف فدان اخرى خلال الـ6 أشهر المقبلة كما تم فتح باب تقنين وضع اليد للزراعات الجادة، والتى تقدم للمواطنين بمساحات تزيد على 100 ألف فدان، وشهدت هذه الايام زيادة المساحة المنزرعة من القمح 200 ألف، كما تم منح 190 رخصة تشغيل لمصانع جديدة تتيح فرص عمل للكثير.