الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بداية دموية ونهاية أهلاوية لأسوأ عام فى تاريخ الرياضة المصرية






 
 

 
بلا منازع حصل يوم 1 فبراير الماضى على لقب اسود يوم فى 2012 والتاريخ الكروى المصرى لأنه شهد سقوط ضحايا بالعشرات ومصابين بالمئات داخل ملعب بورسعيد عقب مباراة المصرى والاهلى .
 
وعندما يسقط الضحايا بسبب مباراة كرة قدم فإنها مصيبة وكارثة تعكس ما آل اليه حال البلاد من انفلات وتدهور اخلاقى وامنى وسلوكى فالمكان الذى ربما يكون من المنطقى ان يسقط فيه قتلى بالعشرات هو ساحات الحروب او الكوارث الطبيعية اما ان نخسر 74 من أبنائنا الابرياء فى غضون لحظات داخل ملعب نتيجة شغب جماهيرى فهذا غير معقول.
 
ومع اسدال الستار على 2012 لن تنسى كل أم وكل أب فقدا ابنهما هذا العام الحزين الذى نودعه متمنين الا تتكرر العديد من احداثه واحزانه داعين رب العالمين ان يجعل من 2013 عاما يحمل الخير لمصر وشعبها.
 
ومن هذا المنطلق حرصت روزاليوسف على رصد ابرز الاحداث الكروية خلال 2012 والذى يعد اكثر الاعوام صعوبة على الرياضة فى التاريخ وربما يتسنى لنا ان نطلق عليه العام الاحمر حيث كانت بدايته دموية بمذبحة بورسعيد بينما جاءت نهايته ربما سعيدة نسبيا بعد تتويج الاهلى بلقب دورى ابطال افريقيا ثم حصوله على المركز الرابع بمونديال الاندية باليابان..وسنقوم برصد تلك الاحداث على جزءين يشملان الانتصارات والانكسارات سنبدأ اليوم مع الاخيرة.
 
 
 
ولم يكن اكثر المتشائمين يتوقع ان يحدث فى مصر مأساة مثل مذبحة بورسعيد فهى بلا شك الاسوأ والاغرب فى تاريخ البلاد .
 
فى صبيحة يوم الاول من فبراير سافر حوالى 2000 مشجع من رابطة التراس اهلاوى الى مدينة بورسعيد لمؤازرة فريقهم الذى يبحث عن الفوز لمواصلة مشواره الناجح فى الدورى.
 
ووسط حالة توحى بالقلق واجواء شابها التوتر انطلقت المباراة فى ملعب اكتظ بآلاف المشجعين من الفريقين اغلبهم للمصرى صاحب الارض.
 
وطوال شوطى المباراة تغيرت النتيجة اكثر من مرة حتى استقرت قبيل النهاية بدقائق لتكون ثلاثة اهداف للمصرى مقابل هدف للاهلى وتنتهى المباراة اكلينيكيا بفوز الفريق البورسعيد.
 
تمر اللحظات الاخيرة ويطلق حكم المباراة فهيم عمر صافرته معلنا نهاية المباراة وتزامنا مع انطلاق الصافرة يندفع المئات من جماهير المصرى صوب ارض الملعب فى مشهد ربما كان مألوفا وقتها نظرا لكثرة عمليات اقتحام الملاعب من قبل الجماهير وظن الجميع ان الاقتحام كالعادة سينتهى ربما بتراشق بالحجارة او حتى الشماريخ بين جماهير الناديين على خلفية ما حدث من قبل فى المحلة وفى مباراة كان طرفها الاهلى امام اصحاب الارض لكن الامور اختلفت على ارض المدينة الباسلة وتطورت الاوضاع سريعا فى ظل قصور امنى واضح لتسفر عن سقوط قتلى وضحايا معظمهم من رابطة الالتراس.
 
وبهذه المأساة المخزية ينتهى الموسم الكروى المصرى ويتجمد النشاط بعد 50 مباراة فقط تمت اقامتها من الموسم.
 
المذبحة كانت بداية لسلسلة من الاحداث المتلاحقة بداية تحدث عملية احتقان رهيبة وغير معهودة تجاه محافظة بورسعيد مما يدفع ابناء الاخيرة للخروج فى مسيرات عديدة للتأكيد على وجود مؤامرة وان مرتكبى المذبحة الاصليين من المجرمين وليسوا ابناء المحلة..وبالتزامن مع ذلك يخرج الالتراس الاهلاوى مدعوما من الوايت نايتس الزمالكاوى وبعض الروابط الاخرى واسر الشهداء فى اكثر من مظاهرة للمطالبة بالقصاص العادل.
 
يصدر قرار رسمى من حكومة الجنزورى باقالة مجلس ادارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر فيتحصن الاخير بالفيفا لكنه سرعان ما يرضخ ويقبل الامر الواقع ويستقيل ثم يتوالى المسئولون داخل الجبلاية التى يصدر منها اكثر من قرار بعودة النشاط لكن رابطة الالتراس ترفض بشدة وتتظاهر بشدة لمنع عودة اى نشاط كروى قبل القصاص مما يدفع الى صدام مجدداً هذه المرة بين الرياضيين وبعض الاعلاميين من جهة والالتراس من جهة اخرى مما ادى لاستمرار تعليق عودة الكرة حتى الان. ولم تقف الأحزان الرياضية فى مصر عند مذبحة بورسعيد ونتائجها فقط بل إن المنتخب الأول أدى دوره فى زيادة الجرعة للجماهير المصرية حيث ودع للمرة الثانية على التوالى تصفيات كأس الأمم الإفريقية التى ستنطلق فى جنوب إفريقيا 2013 وما احزن المصريين هو أن الفراعنة خرجوا على يد منتخب مغمور وهو أفريقيا الوسطى الذى نجح فى إلحاق هزيمة تاريخية بالمنتخب فى ارض الكنانة بنتيجة 3/2 وتعادلا فى العودة بهدف لكل منهما..وكانت مصر التى فازت باللقب القارى ثلاث مرات متتالية بين 2006 و2010 فشلت فى التأهل لكأس الأمم الأفريقية التى أقيمت فى مطلع العام الماضى أيضا واحتلت المركز الأخير فى مجموعة بالتصفيات ضمت النيجر التى تأهلت وجنوب أفريقيا وسيراليون.
 

 
 
وفشل المنتخب الأوليمبى بقيادة هانى رمزى فى تحقيق مركز متقدم فى أولمبياد لندن حيث ودع البطولة بهزيمة ثقيلة من اليابان بثلاثية نظيفة وخرج الفراعنة من البطولة بفوز واحد على بيلا روسيا بنتيجة 3/1 وهزيمتين من البرازيل واليابان وتعادل وحيد مع  نيوزيلندا.
 
وخلال 2012 رحل اكثر من نجم فى عالم الرياضة لعل ابرزهم على الاطلاق الجنرال محمود الجوهرى الذى توفى فى سبتمبر الماضى عن عمر يناهز ال74 عاما إثر نزيف حاد بالمخ، كان قد تعرض  له فى الاردن. واقيمت للجوهرى جنازة مهيبة وشيع الالاف من محبيه جثمانه وسط حالة من الحزن على وفاة رجل خدم مصر فى المجالين الرياضى والعسكرى.