الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اكتشاف رسم مختفٍ فى لوحة «المرأة المنحنية» لـ«بيكاسو»

اكتشاف رسم مختفٍ فى لوحة «المرأة المنحنية» لـ«بيكاسو»
اكتشاف رسم مختفٍ فى لوحة «المرأة المنحنية» لـ«بيكاسو»




كتبت – ابتهال مخلوف


فى تزاوج بين العلم والفن، اكتشف علماء فى الولايات المتحدة لوحة أخرى مرسومة تحت لوحة مشهورة للرسام الإسبانى «بابلو بيكاسو»، إذ توصل فريق بحثى من جامعة «نورث ويسترن» الأمريكية أن «بيكاسو» رسم لوحة «الفقيرة المنحنية» فوق لوحة أخرى يعتقد أنها لفنان آخر.
وأوضحت صحيفة «الجارديان» أن علماء جامعة «نورث ويسترن» اخضعوا اللوحة للفحص بجهاز «الأشعة السينية الفلورسنتية» لدراسة توزيع العناصر الكيميائية فى أصباغ اللوحة مثل الحديد والكروم، ليكتشف الخبراء أن «بيكاسو» رسمها فوق سطح لوحة أخرى تمثل مشهدًا طبيعيًا فى مدينة برشلونة بالبرتغال مرسومة بألوان الزيت.
ما دفع الخبراء لفحص اللوحة،  لتفسير الشكوك التى تولدت لدى خبراء الفن منذ نحو ربع قرن، عندما لاحظوا أن سطح أجزاء من اللوحة تختلف عن ضربات فرشة «بيكاسو» المعروفة وبروز ألوان مختلفة بين شقوق اللوحة لا تنتمى لألوانها الأصلية، ما يشير إلى تغيير اللوحة أو إعادة استخدام «الكانفاه».
الجدير بالذكر أن الفنان رسم اللوحة بألوان الزيت ليجسد امرأة متسولة جاثية على ركبتيها ومدثرة بعباءة قاتمة، والألوان الأساسية فى اللوحة هى الأزرق والأخضر والرمادى.
وتعود اللوحة لعام 1902 أى فى المرحلة الزرقاء المبكرة لإبداع بيكاسو - بين عامى 1901 و1904، التى عمد فيها إلى الرسم بلون واحد وهو الأزرق بتدرجاته ليعبر عن الوحدة والحزن والبؤس، وتعكس هذه المرحلة صدمة الفنان الذى شهد انتحار صديقه الفنان «كارلوس كاساجيماس» عام 1901. وتتميز أعمال هذه الفترة بالألوان القاتمة واختفاء الضوء وتعالج موضوعات مثل تسول الأمهات والآباء مع الأطفال الصغار والمسنين ولاعبى السيرك.
ومن المعروف أن الكثير من أعمال بيكاسو فى الحقبة الزرقاء، رسمها فوق لوحات أخرى، وهى تعرض حاليًا فى معرض «انتاريو» للفنون بكندا
وتؤكد صحيفة «الجارديان» أن الاكتشاف يلقى الضوء على الرتوش الأولى للوحة بيكاسو، فعندما تم تحليل درجات اللون الأزرق فى اللوحة توصل العلماء لمفاجأة أخرى وهى أنه عدل اللوحة بعد أن رسمها فى البداية وهى تحمل قطعة من الخبز فى يدها اليمنى، ما يوحى أن لوحة «الفقيرة المنحنية» هى توأم للوحة أخرى رسمها الفنان بالألوان المائية من منظور مشابه لامرأة بائسة تجلس القرفصاء وتحمل قطعة من الخبز بيدها اليمنى.
ويرى العالم «مارك والتون» من جامعة «نورث ويسترن» أن تكنولوجيا المسح بالأشعة السينية الفلورسنتية تتيح لنا قراءة عقل الفنان أثناء العملية الإبداعية وكيف تطورت على يديه اللوحة، حيث استغل الفنان اشكال التلال فى المشهد الطبيعى المرسوم بالزيت لرسم انحناء ظهر المرأة.
وفجر العلماء نقطة هامة أن الرسم الأصلى يكون من إبداع الفنان والنحات «خواكين توريس جراتسيا» حيث يسجل أحد الأماكن فى العاصمة البرتغالية.
وتوريس جراتسيا أديب ونحات ورسام أسبانى، ولد عام 1874 فى أوروجواى بأمريكا اللاتينية وتوفى عام 1949، ويعتبر من رواد الحركة التجريدية فى الفن فى القرن العشرين.
وليست المرة الأولى التى يعثر فيها على لوحة لبيكاسو رسمها فوق عمل آخر مختفى، خاصة فى المرحلة الزرقاء إذ رسم لوحة «الغرفة الزرقاء» على قماش لوحة أخرى له هى «الرجل ذى الشارب الذى يرتدى رابطة عنق». وأثبت معهد شيكاغو للفنون أنه أبدع لوحته «عازف الجيتار العجوز» على لوحة أخرى.
ويعتقد خبراء الفن أن بيكاسو لجأ لإعادة تدوير لوحاته ولوحات آخرين توفيرًا للنفقات لحاجته للمال فى بداية حياته الفنية حيث كان فى العشرينيات من عمره.