الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فتحى المزين: المرأة هى العمود الفقرى للعمل التنموى والخيرى فى مصر

فتحى المزين: المرأة هى العمود الفقرى للعمل التنموى والخيرى فى مصر
فتحى المزين: المرأة هى العمود الفقرى للعمل التنموى والخيرى فى مصر




حوار – مروة فتحى

تشغله دائماً المرأة بكل قضاياها.. يدافع عنها باستماتة.. يرى أنها شريك أساسى مع الرجل له كيانه وذاته وليس تابعًا..قدم أكثر من 25 مؤتمراً لنصرة ودعم المرأة المصرية ومحاربات السرطان باعتباره رئيس مجلس أمناء مؤسسة حلقة وصل.. هو كاتب وناشر إذ قدم للساحة الأدبية أكثر من 300 إصدار أدبى منوع من خلال دار نشر «ليان» التى يتولى إداراتها.. ويمثل حلقة وصل قوية بين الوسط الأدبى والإعلامى بشكل عام والمنسق العام للعديد من المؤتمرات الدورية التى تساعد العمل التنموى والخدمى والمجتمعى.. إنه فتحى المزين الذى حاورناه عن كل ما يخص المرأة وجمعنا إجاباته.

■ لماذا تشغلك قضايا المرأة؟
ـــ هناك مثل صينى يقول إن المرأة هى نصف السماء،  وإذا تحدثنا بشكل منطقى فسنجد أن المرأة تساهم فى 80% من صناعة الوعى الفردى والمجتمعى للأفراد والمجتمع ككل،  فالأم هى الشخص الأول فى حياة أى فرد تشكله على المستوى الفكرى والتربوى، وفى العقدين الأخرين أصبحت تقوم بدور الأم والأب معًا،  وبالتالى فاهتمامى الشخصى بالمرأة نابع من تأثير والدتى على تفكيرى والوعى الفردى الخاص بى.
أما على المستوى العام فالإحصاءات الرسمية تؤكد أن الدولاب الحكومى فى مصر تمثله المرأة،  وبأكثر من النصف فى القطاع الخاص،  وتمثل المرأة المعيلة 33% من الأسر المصرية وجزء آخر يشارك فى إعالة البيت أى ما يعادل نصف البيوت المصرية تنفق عليها المرأة.
■ هل ترى أن المرأة المصرية أخذت حقوقها أم أن المناداة بحقوقها أضرها؟
ــ المرأة المصرية أخذت العديد من الحقوق وليس كلها،  لكن المناداة بحريتها مع وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت المرأة المصرية لاعبًا أساسيًا بشكل إيجابى وسلبى، فدوماً نجد فكرة إشغال الرأى العام بأن يتم الإساءة للمرأة المصرية وذلك أصبح سبوبة رائجة، وهناك مبادرات مشبوهة عن تعدد الزوجات،  ولكن هذا لا ينفى أن هناك مبادرات نسائية حقيقية نكرمها وندعمها.
■ هل للمرأة دور واضح فى العمل التنموى؟
ـــ المرأة هى العمود الفقرى للعمل التنموى والخيرى فى مصر،  فمستشفى بهية ومستشفى معالجة الحروق «أهل مصر» والأورمان وغيرها،  كل هذه المشاريع قائمة عليها سيدات،  ومستشفى شفاء الأورمان فى الصعيد سيدة هى التى تبرعت بالأرض والأموال وهذا على المستوى العام،  وعلى مستوى أقل نجد العديد من المبادرات التى ترعاها سيدات مثل «خير نون النسوة»،  و»أنا مصراوية»،  و»المعتكف الكتابى»،  و»كونى قوية لمحاربات السرطان»،  ويمكن أن نقيس على ذلك عشرات وآلاف المبادرات،  فالمرأة المصرية أصبحت قادرة على استخدام وقتها بشكل أفضل.
■  وما هى حالات التربص من وجهة نظرك؟
ـــ التحرش الموجود بالشارع وعندما يتم طرح هذه القضية على وسائل التواصل الاجتماعى يتم مهاجمتها وإلقاء اللوم عليها باعتبارها المذنب وليس الضحية،  بالإضافة إلى الإحساس بأن المرأة أخذت مساحة الرجل فى العمل، وكذلك التفكير الذكورى فى الخلافات التى تحدث فى الشارع،  إذ يكون هناك ميل شخصى لمهاجمتها والتربص بها.
■ ماذا تقدم للمرأة بشكل عام؟
ـــ نقدم بشكل دورى كل عام سبعة مؤتمرات،  نحتفى باليوم العالمى للمرأة فى 8 مارس،  ونهتم بعقلية المرأة كقارئة فى مبادرة الكتب بالمجان،  والذى يكون معظم حضورها من طالبات الجامعة من محدودى الدخل فى إبريل, حيث نساعدهن ونشجعهن على القراءة،  وهناك مؤتمر «الست المصرية تاج على الراس» الذى يقام فى شهر مايو،  ونركز على الصورة النمطية السلبية التى يتم ترويجها فى وسائل التواصل الاجتماعى ويكون هناك حرص على مكافحة هذه الصورة السلبية،  ثم مؤتمر «المحاربات هن الجميلات» ويقام فى أغسطس من كل عام لدعم محاربات السرطان والمؤسسات الطبية التى تدعم المرأة المصرية بشكل مجانى، علاوة على المؤتمر الختامى السنوى بعنوان «مصر أولاً» والذى يعطى مساحة ضخمة للنماذج الناجحة للمرأة المصرية فى شتى المجالات لإلقاء الضوء على أفكارهن والمبادرات التى تعمل عليها، إضافة إلى دورى كناشر وحلقة وصل فى الدفاع والتخديم على قضايا المرأة بشكل عام.
■ ما هى أحلامك وتطلعاتك للمرأة المصرية؟
ـــ أحلم بألا تستخدم المرأة كسلعة للترويج فى الإعلانات أو فى الأفلام السينمائية الرخيصة وإعلاناتها،  وألا تكون فريسة للهجوم على وسائل التواصل الاجتماعى، وأن تستطيع أن تسير فى الشارع بأمان ووعى من الآخرين،  وألا تضيع أوقاتنا وأوقاتهن فى محاولات النقاش العقيم حول فكرة المساواة،  وأن يؤمن الجميع أولاً بأن المرأة ليست تابع بل شريك،  وتستلزم هذه الشراكة التعاون والعمل الثنائى حتى نرى منتج قابل للحياة.
وأؤمن أن المرأة ليست عدو للمرأة كما يشيع الرجل فالحدوتة كلها هو الخوف من خروج المرأة المصرية من شرنقة الطاعة والجميع يخشى فكرة تحقيق الذات لدى المرأة،  وأقصد بالكل هنا الرجل،  الذى يرى أن كل ما يحدث من مصائب هو خروج المرأة،  لكن أرى أن المصائب تأتى من تربص الرجل للمرأة،  والتربص هنا جسدى وفكرى والتخوف من مهارة وقدرة المرأة على الصبر وتحمل مختلف ظروف العمل،  تجعل الرجل يجلس فى البيت،  وعدم اقتناع الرجل المصرى بأن عصر «سى السيد» ذهب ولن يعود ولا يوجد ما يدعو لأن يكون الرجل المصرى حجر الزاوية أو مركز الكون فهو شريك فقط وشريك يكفى إن فهم ذلك.