قلعة أم خرابة.. لماذا انهارت ما نشيستر الشرق الأوسط؟

كتبت - نسرين ابوالمجد


شهدت شركات الغزل والنسيج الحكومية التابعة القابضة للغزل والنسيج والتى يصل عددها إلى ٣٢ شركة حالة من التدهور الملحوظ على مدار الـ٣٠ سنة الماضية وتراجعا حادا فى الأداء عام تلو الآخر وتراكم مديونيات هذه الشركات لتصل إلى نحو ٤٥ مليار جنيه وحجم خسائر سنوية تصل إلى ٣ مليارات جنيه لتحول قلاع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وكفر الدوار والتى يوجد بها معظم مصانع ومحالج الشركات إلى مجرد ماضى وخرابات وكانت تلقب تلك الشركات فى الماضى بمانشيستر الشرق الأوسط تيمنا بمدينة مانشيستر الإنجليزية قلعة الصناعة فى ذلك الوقت.
وترجع الأسباب الأساسية إلى تدهور أغلب مصانع القطاع وتوقف بعضها إلى عدم ضخ استثمارات بها أو حتى الاهتمام بتطوير وتحديث المعدات والآلات وتقادم أغلبها حيث يرجع إنشاء بعضها إلى الأربعينيات، إلى جانب زيادة العمالة فى هذه المصانع عن الحاجة ليصل العاملون بالشركات التابعة للغزل إلى ٦٠ ألف عامل وأغلب الشركات لا تستطيع تدبير قيمة رواتب العاملين حتى لتحصل على دعم ١٠٠ مليون جنيه شهريا من صندوق إعادة الهيكلة لتسديد الرواتب، وتصل أجور العاملين بشركات الغزل والنسيج الى ٢,٥ مليار جنيه سنويا.
مع توالى الأزمات التى تسببها شركات الغزل والنسيج لقطاع الأعمال أقر خلالها بالحاجة الملحة لإعادة هيكلة هذا القطاع الحيوى والمهم وضرورة إنقاذه من الانهيار، وتمثل ذلك فى التعاقد مع مكتب «وارنر» الأمريكى للاستشارات لعمل دراسة لإعادة هيكلة وتطوير ٢٥ شركة من أصل ٣٢ تابعة للقابضة للغزل، وبدأ المكتب مهمته فى شهر يناير ٢٠١٦ وانتهى منها فى مارس ٢٠١٧ وحصل المكتب على مليون دولار نظير الدراسة.
ووفقا للدراسة «وارنر» قدر  احتياج عمليات الهيكلة بنحو ٩ مليارات جنيه وأعلنت القابضة للغزل والنسيج مع بداية العام الحالى البدء فى تنفيذ خطة تطوير الشركات التابعة والتى تستغرق ٥ سنوات بتكلفة قدرها ١,٢ مليار دولار، والبداية من خلال تطوير ١١ محلج قطن بالشراكة مع شركة «باجاج» الهندية بحجم استثمارات يصل إلى ٢,٣ مليون دولار.