السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

في الذكري الـ 114 أم كلثوم.. «أنا الشعب»





فى الذكرى الـ114 لميلاد «كوكب الشرق» حرصنا على مشاركة محبيها فى الاحتفال بذكراها لكن على طريقتنا الخاصة من خلال الإشارة للدور الوطنى لها والأبرز فى تاريخ الفن المصرى.
حيث علمت العالم كيف يكون للفنان دور حقيقى فى بناء وطنه وأكدت أن الانتصارات ليست بالسلاح فقط ولكن بالصوت والاحساس أيضا. فلم تكتف القديرة أم كلثوم بالارتقاء بأفكار ومشاعر المصريين ولكن أخذت على عاتقها دعم الجيش بعد حرب «67» وطافت أنحاء العالم لتوفير الموارد المالية للمجهود الحربى وبذلت جهودًا جبارة فى توفير السلاح وبث روح الحماس فى الجمهور بأغانيها الوطنية ووصل الأمر إلى قيامها بعمل حفلات على جبهات القتال للمرة الأولى، مما جعل تراث أم كلثوم الغنائى يستخدم كوقود لثورة 25 يناير أيضا - فى الوقت الذى اقتصرت معانى الوطنية عند الكثير من الفنانين فى السنوات الأخيرة على النزول لميدان التحرير والتقاط الصور التذكارية.
 
 

فردوس عبدالحميد:
 كوكب الشرق أعطت دروساً فى الوطنية ولا يمكن مقارنتها بنجوم اليوم:
 
رغم أنهما لم يجمعهما أى لقاء شخصى إلا أن الفنانة فردوس عبد الحميد تعمقت فى حياة أم كلثوم لمحاولة ارتداء عباءتها فى السينما من خلال فيلم «كوكب الشرق» الذى رصدت فيه أهم المحطات فى حياتها  عن هذا الفيلم تقول: أم كلثوم لم تكن مجرد صوت عبقرى تسلطن من يسمعها فقط وإنما كانت شخصية وطنية جاءت فى عصر جميل وهذا لا يتحقق إلا نادراً وصدق مصطفى أمين الذى قال عنها «أم كلثوم لم تكن مدرسة وإنما كانت جامعة استطاعت أن تجمع حولها جيلاً من المبدعين والفنانين والموسيقيين والشعراء والأدباء والسياسيين .
وعن دورها فى الحياة السياسية قالت فردوس: أم كلثوم كان لها دور وطني فى قضايا بلدها فلم تكن وطنيتها مجرد قصائد تشدو بها فى حب مصر وإنما كان لها دور مهم وبارز خاصة فى نكسة 67 حينما خصصت كل إيرادات حفلاتها للمجهود الحربى ورغم حالتها الصحية الصعبة كانت أم كلثوم مستعدة للسفر لتغنى فى أى دولة فى العالم طالما سيدعم ذلك المجهود الحربى وتثبت أن مصر لا تهزم وأن صوتها سيصل لكل العالم.
وأضافت فردوس أن وطنية أم كلثوم كفنانة لا يمكن مقارنتها بوطنية الفنانين الآن لأن العصرين مختلفان والظروف السياسية والاقتصادية والفكرية مختلفة أيضا حيث عاشت أم كلثوم فى عصر رئيس مثل جمال عبد الناصر الذى كان يدعم الفن والفنانين وفى المقابل نحن عشنا فى قهر وفساد طيلة 30 عاما يتم فيه إرهاب الفنانين والمبدعين حتى قيام الثورة.
وأشارت فردوس إلى أنها جلست مع مصطفى أمين أكثر من 12 ساعة للتعرف منه على أدق التفاصيل عن حياة أم كلثوم وكيف كانت شخصية بسيطة وخفيفة الظل على أنها متجهمة وأنها مثلما كانت قوية على المسرح هى أيضا كان لها نقاط ضعف وأكدت فردوس أن فيلمها «كوكب الشرق» لم يأخذ حقه فى العرض بسبب المؤامرة التى تعرض لها من قبل مسئولين فى النظام السابق الذين طلبوا منها إلغاء فكرة الفيلم بسبب رغبتهم فى تقديم المسلسل ولهذا لم يعرض إلا أياماً قليلة وتم شن ضده حملات اعلامية اثرت على توزيعه وتسويقه للفضائيات .
 

محفوظ عبدالرحمن:
قدمت سيرتها الذاتية لأنها أكبر رمز للوطنية
 
أكد الكاتب محفوظ عبدالرحمن أن دور أم كلثوم الوطنى جعلها رمزًا مهمًا من رموز مصر فى القرن العشرين، وذلك من الأسباب التى دفعته إلى كتابة مسلسل «أم كلثوم» منذ سنوات حيث قال: «بدأت فى اختيار موضوع المسلسل لرغبتى فى تقديم شخصية ترمز لمصر فى القرن العشرين خاصة أنه كان وقتها فى أواخر التسعينيات من القرن الماضى.. فلم أجد أهم من أم كلثوم لما لها من تاريخ فنى ووطنى عظيم منذ العشرينيات وحتى السبعينيات مما يعنى معاصرتها لجزء كبير من القرن وأحداثه.. كما أنها كشخصية أثرت وتأثرت بالمصريين، فهى رمز من رموز الوطنية وكانت على الرغم من أن أغلب رصيدها الغنائى رومانسى إلا أنها عندما تمر بلادها بأى موقف وطنى كانت تتحول لصوت الدفاع والحق والوطنية المصرية فهى ابنة الشعب المصرى وتعبر عن نفسيه.. كما كان لها دور كبير فى جمع التبرعات للجيش من خلال حفلاتها.
 
وأضاف محفوظ قائلا: «أم كلثوم تأثرت بتاريخ مصر وثقافتها فهى نموذج للفنان الذى علمه المجتمع وليس المدارس، ومع ذلك استمرت ثقافتها من فنها ومن حولها. فهى الشخصية الأقوى.. وقدمت رصيدا هائلا من الفن المحترم والجاد مما يضعها فى المكانة الأولى وحتى الآن بلا منافس؟
 
وعن المشاكل التى قابلتها فى هذا المسلسل قال عبدالرحمن: تم رفع 19 قضية ضدى من ورثة أم كلثوم لأنه اعتبروا أن هذا العمل مسئ لها وذلك قبل مشاهدته وطالبوا بحقهم فى حقوق الملكية الفكرية وبالرغم من أننى عرضت عليهم مساعدتى مقابل السماح بخروج المسلسل إلا أنه جاء دون جدوى.. فلم أجد أى شخص مقرب منها لمساعدتى سوى القليل لأن بعضهم قال إنه غير موافق والبعض الآخر رفض المشاركة والبعض قال إنه لا يعلم تفاصيل كثيرة.. فاضطررت إلى اللجوء لبعض الكتب التى كتبت عن شخصية كوكب الشرق والصحف التى كتبت عنها أخبارًا.. فبالنسبة لى موافقة ورثة الشخصية التى أتناولها فى عملى ليس أساسية خاصة أن كل أعمالى لم يدعمنى ورثة أى شخصية أقدم عنها أى عمل إلا ورثة الراحل جمال عبدالناصر أثناء كتاتبى لفيلم «ناصر 56»، فأغلب الورثة يعترضون على العمل لعدم حصولهم على مبلغ مقابل بيع معلومات عن أقاربهم للمتاجرة بهم والكسب من ورائهم.
 

حلمى بكر:
أول من غنت «للجامعة العربية»
 
الموسيقار حلمى بكر يعتبر أن الجانب الوطنى فى مشوار أم كلثوم كان رقماً واحداً فى حياتها منذ بدايتها عندما غنت قصيدة الجامعة العربية عند افتتاحها ثم توالت روائعها حيث كانت لا تترك مناسبة وطنية إلا وتغنى لها وتعتبرها أغانى فى حب مصر وهذا جعلها تعيش فى وجداننا حتى الآن.
 
وكشف بكر عن وجود مشروع لأغنية كان سيلحنها لأم كلثوم قبل وفاتها وهى أغنية «معنديش فكرة» الذى كتبها عبدالوهاب محمد لكن الحظ لم يمهلها وسافرت فى رحلتها العلاجية الأخيرة ووافتها المنية وغنت الأغنية بدلا من أم كلثوم الفنانة وردة الجزائرية.
 
وكشف بكر أيضاً عن أن أم كلثوم توفت فى الولايات المتحدة الأمريكية وليست فى مصر كما أشيع وأن عدداً من الموسيقين المقربين يعلمون ذلك خاصة أنه عندما انتشر خبر وفاتها فى أمريكا تم تكتيمه خوفا من حدوث بلبلة بين محبيها
 

ماجدة موريس:
كانت المشروع القومى لثورة «52»  
ترى الناقدة ماجدة موريس أن طريقة تعبير الفنان عن وطنيته تتغير مع اختلاف العصور.. ومن قبل مرت أم كلثوم وجيلها بحروب وفترات عصيبة وقدمت تضحيات ولكن حاليا يكتفى الفنانون بالنزول للميدان تعبيرا عن رفضهم لأوضاع معينة.
 
وأضافت قائلة: «أم كلثوم كانت وجها من وجوه الحلم والمشروع القومى لثورة 52 ولذلك شاركت مع أبناء جيلها فى بناء المجتمع من خلال فنها وظهر هذا فى العديد من المواقف الوطنية  وكان أبرزها مساعدتها لإعادة تسليح الجيش وقتها عن طريق العمل وإقامة حفلات لجمع التبرعات للسلاح.
 
وقد انتقدت موريس أهل الفن فى العصر الحالى بسبب اقتصار دورهم الوطنى على الذهاب للميدان فقط قائلة: الفنانون فى الماضى كانوا أفضل من أهل الفن حاليا حيث كانوا مجتمعين على فكرة النهوض بالمجتمع.

 
طارق الشناوى:
 جراحة عينيها السبب الرئيسى وراء ابتعادها عن السينما 
قدمت «أم كلثوم» 6 أفلام فقط على مدار تاريخها وعن أسباب ابتعادها عن السينما قال الناقد طارق الشناوى: «هناك أقاويل انتشرت عن أن فشل «أم كلثوم» فى السينما كان سببًا فى ابتعادها عن مجال التمثيل، لكن السينما قديمًا كانت تستعين بالمطربين لأسمائهم وشهرتهم التى تحقق إيرادات دون التركيز على أدائهم التمثيلى. وأكبر مثال على ذلك كانت أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب والمطربة السورية نادرة.. فكان الفيلم يحتوى على 5 أو 6 أغان تكفى لإنجاح الفيلم لاهتمام الجمهور برؤية الفنانة.. وسجلت أم كلثوم تقدمًا ملحوظًا فى أدائها التمثيلى فى آخر أفلامها «فاطمة» وأضاف: «السبب الحقيقى لابتعاد كوكب الشرق عن السينما هو إجراؤها لجراحة دقيقة فى عينيها بعد فيلم «فاطمة» مباشرة وجعل شكلها غير طبيعى فقررت الابتعاد عن الكاميرات حتى لا يراها الجمهوربهذا الشكل.. وكانت تشترط تصويرها من زوايا معينة ومن مسافة بعيدة حتى لا تقترب الكاميرا من وجهها».
 
 

 
 
أفلام أم كلثوم
 
فيلم وداد، إنتاج 1936 تأليف أحمد رامى إخراج فريتز كرامب بطولة أحمد علام وكوكا.
 
فيلم «نشيد الأمل»، انتاج 1937، تأليف أحمد رامى إخراج أحمد بدرخان بطولة زكى طليمات وحسن فايق.
 
فيلم «دنانير»، انتاج 1939 تأليف أحمد رامى إخراج أحمد بدرخان، بطولة يحيى شاهين، زوزو نبيل.
 
فيلم «عايدة» انتاج 1942 تأليف عباس يونس، إخراج أحمد بدرخان، بطولة إبراهيم حمودة، سليمان نجيب.
 
فيلم «سلامة» انتاج 1945، تأليف على أحمد باكثير، إخراج توجو مزراحى، بطولة يحيى شاهين، استيفان روستى.
 
فيلم «فاطمة» انتاج 1947، تأليف بديع خيرى، إخراج أحمد بدرخان، بطولة أنور وجدى.
 
 
 
إنعام محمد على:
قامت بتأريخ الثورة فى الفن
أكدت المخرجة إنعام محمد على أن الدور الوطنى لأم كلثوم والفنانين فى عهدها كان أقوى وأكثر تأثيرًا عن دور الفنانين فى العصر الحالى، حيث قالت: «على الرغم من ظهور بعض الأغانى الوطنية القليلة التى تعبر عن ثورة 25 يناير فإن الشعب لايزال يستمع للأغانى الوطنية الخاصة بأم كلثوم لأنها كانت قوية ومحفزة فى وقتها تشعل الحماس حتى الآن، لدرجة أنهم قالوا قديمًا عن الأغنية الوطنية التى تتغنى بها هذه السيدة أنها أشد تأثيرًا وأقوى من البندقية. حيث كان لها حس حماسى كبير ظهر فى كل أغنية. وقد بدأت أم كلثوم دورها الوطنى قبل قيام ثورة 52 كان ذلك عن طريق غنائها لحرب فلسطين عام 1948 ثم غنائها للجامعة المصرية عندما تم بناؤها «يا شباب الجيل يا شباب النيل» وأيضًا أغنيتها «وقف الخلق ينظرون» لحافظ إبراهيم. ثم بدأ النضج الوطنى بعد الثورة حيث كانت تعتبر هى وعبدالحليم مؤرخا الثورة فى الفن.
 
ويذكر أنها التحمت مع الثورة وأهدافها عندما ألغى الرئيس جمال عبدالناصر قرار رئيس الإذاعة وقتها بوقف إذاعة كل أغانيها لأنها من العهد القديم.. ومنذ ذلك الوقت خرجت لها مواقف وطنية ومنها أغنية «والله زمان يا سلاحى» والتى قدمتها وقت العدوان الثلاثى فى عام 1956 ثم استخدمت كنشيد وطنى لفترة قصيرة بعدها قدمت «أصبح عندى بندقية» و«خذونى معكم» للثورة الفلسطينية ولا يمكن أن ننسى دورها الوطنى الكبير بعد نكسة 1967 عندما بدأت فى إحياء حفلات كثيرة وجمع التبرعات للقوات المسلحة».
وقالت محمد على إن مجهود أم كلثوم الوطنى أثناء حرب الاستنزاف ساهم فى لم شمل وإيقاظ الروح المعنوية وتحفيز الشعب وهو ما جعلها أول مطربة تحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الفن والتى لم تكن تمنح إلا للمبدعين والمبدع وقتها كان يقتصر فقط على المؤلف والملحن أما المطربون فكانوا يعتبرونهم مجرد مؤدين.