الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصعيد يرى النور

الصعيد يرى النور
الصعيد يرى النور




أسيوط - إيهاب عمر


 

استطاع 9500 مصرى انجاز محطة كهرباء غرب أسيوط المركبة، التى عملوا خلالها نحو 26 مليون ساعة بعدما وضعوا أمام أعينهم هدفا واحدا  بناء مصر،  وعلى الرغم من الظروف الصعبة الا أنهم تحدوا الظروف وأثبتوا للجميع قدر مسئوليتهم، حيث استطاعوا تحقيق ذلك وأنجزوا المرحلة الأولى فى  6 أشهر لتدخل الخدمة وتقضى على ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى وتخفيف الأحمال بدخول 1000 ميجاوات للشبكة القومية،  وواصلوا البناء والتحدى حتى أن قاربوا على الانتهاء من المرحلة الثانية والأخيرة بالمشروع.
 «روزاليوسف» رصدت فى هذا التقرير ثمار ما صنعه المصريون فى صحراء أسيوط لتضيف المحطة من المرحلتين 1500 ميجاوات للشبكة القومية للكهرباء فى شهر أكتوبر المقبل.


وليد ناجح اسكندر مقيم بقرية الجندية مركز بنى مزار محافظة المنيا ويعمل مشرف أول تركيبات بمشروع محطة كهرباء غرب أسيوط تحدث عن المزايا المباشرة على العمال والكثير من المهن للمشروع بأنه ساهم بشكل كبير فى توفير فرص عمل قائلا:  إننى التحقت بالعمل فى المشروع منذ بداية العمل فى 20 يناير 2015 وكنا نسابق الزمن لانجاز المرحلة الأولى قبل دخول صيف 2015 حتى نساعد فى القضاء على ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى وتخفيف الأحمال والحمد لله نجحنا فى ذلك حيث انتهينا من المرحلة الأولى فى  165يوما لأننا كنا نعمل أكثر من 16 ساعة فى اليوم وعلى الرغم من ذلك لم أشعر بالارهاق خاصة أننى كنت دائما أضع أمامى أننى أعمل بمشروع قومى عملاق يسجل اسمى فى التاريخ وكان للمشروع الفضل فى أننى تزوجت وأنجبت زوجتى طفلا أسميته  بولا  وعمره الآن سنة عندما يكبر سوف يعرف أن والده عمل بمشروع هو الأكبر فى صعيد مصر
ويروى المهندس إيمن نشأت  مقيم بمحافظة القاهرة - رئيس قسم الانشاءات بمشروع محطة كهرباء غرب أسيوط-  كيف التحق بالمشروع  عندما انتدب فى مأمورية لمدة 15 يوما بالمشروع فى 14 ديسمبر 2014 ولكن فوجئ بسرعة الأداء فى المشروع مما كان يتوقعه فعاد إلى القاهرة أيام قليلة ورجع إلى المشروع وكان فى ذلك الوقت خاطب فتزوج وأحضر زوجته معه للاقامة فى أسيوط حتى الانتهاء من المشروع وكانت أسعد لحظات حياته عندما رأى تشغيل أول وحدة يوم27  مايو 2015 ودخولها الخدمة ومن الاشياء السعيدة أن زوجته أيضاً أنجبت ولدا وهو فى العمل فذهبت اليها للاطمئنان على صحتها وعلى فلذة كبده أول مولود وعاد على الفور إلى عمله.    
وقال أيمن إن فترة عملى فى المشروع تعرفت فيها على اصدقاء كثيرين وكانت أسعد أيام عملنا فى شهر رمضان كان المسيحيون بيصوموا فى نهار رمضان مع المسلمين وكنا نجلس معا عند آذان المغرب للفطار مع بعضنا خاصة أن العمل فى شهر رمضان كان من الساعة السابعة مساء حتى الرابعة فجرا.
ويتابع المهندس أحمد عبدالناصر مقيم محافظة بنى سويف الذى يعمل مهندسا مدنيا بالمشروع:  أنا جئت إلى موقع المشروع قبل رفع التربة فى بداية ديسمبر 2014 ورأيت المشروع وهو يولد امامى حتى ان كبر وأصبح محطة ضخمة وكانت أسعد لحظات حياتى عندما شاهدت أول وحدة تعمل فشعرت بأننى شاركت فى انجاز فى وقت قياسى وهذا أضاع احساسى بالارهاق من ضغط العمل خاصة لشعورى بأننى فعلت شيئا للبلد وخدمة مصر وأهلها.
ويروى حمزة عفيفى حامد-  مقيم بقرية بنى غالب أسيوط مشرف خامات بالمكتب الفنى للمشروع - تفاصيل التحاقه بالعمل قائلاً: عملت بمشروع محطة كهرباء غرب أسيوط منذ البداية وكان للمشروع الفضل على فى أننى استطعت تكوين نفسى حيث قمت بتجهيز شقتى واشتريت سيارة وتقدمت لخطبة من أحبها وسوف اتزوج بعد تشغيل المرحلة الأخيرة من المشروع ، مشيرا إلى انه يقيم بقرية بنى غالب والتى تبعد عن المشروع بحوالى 10 كيلومترات وكان يحضر فى الساعة 7 صباحا للعمل وبسبب ضغط الشغل فى ايام كثيرة كان يطبق مع زملائه فى العمل لليوم التالى دون أى راحة.
وأضاف حمزة : تعبنا جاء بفائدة كبيرة وجنينا ثماره بتشغيل المرحلة الأولى وقرب الانتهاء من المرحلة الثانية وهذا أضاع احساسى بالارهاق والتعب وكشف معدن العامل المصرى عندما يحمل مسئولية يستطيع أن ينجز فى وقت قياسى خاصة عندما يشعر بأنه يعمل لصالح بلده
أما عبدالحميد سيد فنى لحام بالمشروع والذى يعول 4 أبناء أكبرهم فى الصف الثالث الابتدائى وجاء للعمل فى المشروع فى فبراير 2015 وعلى الرغم من صعوبة عمله إلا أن روح العمل من جميع العاملين بالمشروع لم تشعره بالارهاق بل بالحماس والتنافس فى الانجاز فى وقت قياسى.
وقال : إن أصعب أوقات العمل كانت فى فصل الصيف خاصة أن المشروع فى الصحراء وكانت درجات الحرارة مرتفعة جدا ولكن كنا نتغلب عليها بالعمل طوال الليل وحتى الصباح وكنا نستريح خلال فترة الظهيرة خاصة أن اللحام يولد ارتفاع درجات الحرارة.
فى حين بدأ مينا ميلاد سائق عمله فى المشروع مع بداية اعمال الحفر فى يناير 2015 وعندما رأى المنطقة التى سوف يقومون برفع التربة منها حسب قوله شعر بان الوقت سيطول ويأخذون وقتا لا يقل عن 4 أشهر فى عملية الحفر ونقل الرمال الناتجة عن أعمال الحفر ولكن فوجىء بأنه مطلوب منهم تسليم المرحلة الأولى من المشروع فى مايو 2015 عندها شعر بالقلق قليلا خوفا من أن يتأخروا عن الوقت المحدد ولكن انكسر خوفه عندما بدأوا العمل فى نقل الرمال لتسوية مكان المشروع كانوا يعملون على مدار الـ 24 ساعة  حتى يتمكنوا من انجاز العمل ونجحوا فى ذلك بالفعل وعندما نظر بعد انتهاء الحفر لم يصدق أنهم قاموا بذلك فى وقت قياسى خاصة وقاموا بنقل ما يقرب من مليون ونصف المليون متر من الرمال.
ويصف المهندس أحمد محمد عادل  - مقيم مدينة أسيوط  -  يعمل بقسم التخطيط بالمشروع أن ما قاموا به انجاز حقيقى فى وقت قياسى معبرا عن سعادته بالمشاركة فى هذا المشروع العملاق الذى يعد من المشروعات القومية التى تحظى بها أسيوط وسوف يسهم بشكل كبير فى بالقضاء على ظاهرة تخفيف الأحمال حيث رفعوا مليونا و 494 الف متر مكعب من الرمال فى المرحلتين بالمشروع منها مليونا و300  الف بالمرحلة الأولى و 194 الفا بالمرحلة الثانية وبلغت اعمال المواسير بالمشروع 132 ألف قطرية.
ويرى المهندس أحمد الفايد مدير المشروعات بالشركة المنفذة لمشروع محطة كهرباء غرب أسيوط أن هذا المشروع أحد أهم مشاريع تنمية الصعيد وذلك للتغلب على انقطاع الكهرباء إذ يعتبر هذا الإنجاز من حيث سرعة التنفيذ وكفاءة العمل من أكبر الإنجازات التى تمت بوزارة الكهرباء والطاقة ليس فى مصر وحسب بل فى الشرق الأوسط وساهم بشكل كبير على مدار  3 سنوات فى توفير فرص عمل حيث عمل بالمشروع 9500 ما بين مهندس وفنى وعامل عمل منها 5500 فى المرحلة الأولى واستطاعوا ان ينجزوا المرحلة فى أقل من 6 أشهر و 4  الاف فى المرحلة الثانية والتى أوشكت على الانتهاء عمل خلالها بنحو 26 مليون ساعة لانجاز هذا الصرح العملاق فى صحراء أسيوط تم خلالها صب 56 الفا و 388 مترا مكعبا خرسانة وتوصيل 834 الفا و 665 متر كابلات كهربائية فى المرحلتين.
ويؤكد المهندس إبراهيم الشحات رئيس مجلس إدارة شركة الوجه القبلى لإنتاج الكهرباء أنه تم الانتهاء من الاختبارات النهائية على المحولات الرئيسية والمساعدة والإشارات المتبادلة بين عنابر الجهد المتوسط ولوحة وقايات المولد الرئيسى وكذلك مفاتيح عنبر 220 ك ف بمحطة كهرباء غرب أسيوط فضلا عن وضع الجهد بنجاح على المحولات الرئيسية والمساعدة للوحدتين البخاريتين وعلى قضبان الموديول الأول والثانى وجار العمل فى الاختبارات النهائية (Hot Commissioning) على مواتير الجهد المتوسط والمنخفض.
وقال الشحات إن هذه المحطة صديقة للبيئة وتتميز بإستغلال مستخرجات عوادم المرحلة الأولى لتشغيل المرحلة الثانية بأن يتم إدخال هذه  العوادم فى أحواض مياه حتى تتحمص عند درجة حرارة 500 ويتم تشغيل المرحلة الثانية مما يجعلها تعمل ذاتيا بدون طلب وقود إضافى.