الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مقتل العجوز «العراقية» فى شارع الهرم

مقتل العجوز «العراقية» فى شارع الهرم
مقتل العجوز «العراقية» فى شارع الهرم




متابعة - سمر حسن وخالد كرم

بين طيات شارع الهرم، وفى أحضان حاراته تعيش شهامة وجدعنة المصريين، التى تجرى فى عروقهم مجرى الدم، ولن تفارقهم هذه الخصال حتى تفارق الروح أجسادهم، فى هذه الشوارع عاشت «علياء جاد فرج، 86 عاما عراقية الجنسية» بينهم، بعد أن توفت أسرتها بالكامل، احتضنها الأهالى هناك مثل أمهم.
لم تكن تتوقع الحاجة علياء أن يدور بها الزمان وتعيش على تلقى الصدقة من جيرانها بعد أن كانت من الأثرياء، وآخر ممتلكاتها كان مسجدًا فى محافظة الفيوم.

واظبت علياء على أداء الصلاة فى مسجد الحارة، وعطفت على من هم أكثر احتياجًا منها من هذه الصدقة، لم يضجر أهل الكرام من إنفاقها من أموال الصدقة على شراء السجائر، لأنهم يعلمون طبيعة أهل الشام وحبهم للتدخين «الأرجيلة» خاصًة الأثرياء من بينهم، وتعاملوا معها من منطلق «ارحموا عزيز قوم ذل».
 عقب صلاة العشاء، لاحظ الجميع تغيبها عن أداء فرض الله، قرروا التوجه إلى منزلها للاطمئنان عليها بعد إنهاء الصلاة، وبمجرد خروجهم من المسجد وقبل الوصول إلى منزلها، وجدوا حلقات النار الملتهبة فى استقبالهم، فهرول الجميع نحو البيت لمحاولة إنقاذها، وعلى الفور اتصلوا بالمطافئ وبشرطة النجدة، إلا أن روحها قد صعدت إلى خالقها، ولا يعرف أحد سبب اشتعال النيران بمنزلها.
انتقلت «روزاليوسف» إلى مكان الواقعة، الحزن خيم  على أهالى المنطقة بعد وفاة جارتهم أو كما يسمونها «بركة الحتة».

«مش قادرة أصدق أنها ماتت وفارقتنا حتى هذه اللحظة» بهذه الكلمات بدأ محمد رجب، جار المتوفاة حديثه، وتابع: لا نعلم ماذا حدث، ولكن أول ما قيل إن الحريق سببه سقوط السيجارة من يدها على الأرض فاشتعلت فى الأريكة التى كانت تجلس عليها، إلا أننى لا أظن ذلك، ومن وجهة نظرى أن وراء الحريق شبهة جنائية، فهذه السيدة كانت تمتلك مصوغات ورثتها عن أمها ولم تفرط فيها رغم احتياجها للمال، وهى «4 خواتم، 2 غويشة، وسلسلة» إضافة إلى مبلغ مالى موجود بشنطة يدها، وفور وصولنا إلى مزلها وجدناها مسجاة على الأرض وذراعها ملتوية خلف ظهرها، ومنزوع منه المصوغات التى لم تخرجها من يدها إلا بالعنف بسبب السمنة التى تتمتع بها حيث تركتها معى مرة واحدة كأمانة خوفًا من سرقتها أثناء سفرها لزيارة مسجدها بالفيوم.
وتابع جمال على  جار المتوفاة: أنها سيدة فاضلة، وكانت بمثابة واحدة من الأسرة، وكان الجميع يعلم الفقر الذى وصلت له بعد الثراء الفاحش فكانوا يقدمون لها النقود والطعام، من باب الرحمة عليها وقطع الصدقة عنها.. وأضاف كلً من « عادل زكي، صاحب محل فى ذات الحارة، وسعيد عبده» أنهم لا يعلمون سبب الوفاة حتى الآن، رغم ترجيح الطب الشرعى لأن الحريق سببه ماس كهربائي، وتابعوا: عندما ذهبنا لمعمل البحث الجنائى عقب الحريق أوضحوا لنا أن الحريق سببه سقوط السيجارة من يدها وأنها وراء احتراق أثاث المنزل، وتساءلوا كيف للسيجارة أن تشعل الشقة بالكامل فى لحظات، وطالبوا بتدقيق التحقيق لاستعادة حق هذه السيدة المتوفاة، فالحالة التى وجدوها عليها تؤكد أن شخص ما سرقها وحرق المنزل لإخفاء جريمته.

 

كان المقدم سامح بدوى رئبس مباحث قسم شرطة الطالبية قد تلقى بلاغٍا من النجدة، بنشوب حريق بالعقار رقم  21 بشارع رجب خليفة بمنطقة الأريزونة بالهرم، على فور انتقل العقيد محمد امين مفتش المباحث والنقيب أحمد ممدوح ، وقوة من الحماية المدنية، وبعد الفحص تبين نشوب حريق بشقة فى الطابق الأرضى، وتمت السيطرة عليه ومنع امتداده، ونتج عنه وفاة صاحبة الشقة بعد إصابيتها بحروق متفرقة بالجسد، ووجه اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتشكيل فريق بحث لمعرفة أسباب الواقعة، وقرر اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بإخطار النيابة لمباشرة التحقيق.