الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«بنى سويف العام» من «مقلب» قمامة لصرح طبى يجرى أدق العمليات الجراحية

«بنى سويف العام» من «مقلب» قمامة لصرح طبى يجرى أدق العمليات الجراحية
«بنى سويف العام» من «مقلب» قمامة لصرح طبى يجرى أدق العمليات الجراحية





بنى سويف – مصطفى عرفة   

 

مستشفى بنى سويف العام كان يوما يمثل عبئا نفسيا على مرتاديه من المرضى نتيجة سوء حالته فلا أجهزة طبية والقمامة تتراكم فى كل جنباته حتى حل عام 2014 وانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا للجمهورية وبدأ تطوير المستشفى بتكلفة 700 مليون جنيه وبانتهاء أعمال التطوير فى المرحلتين الأولى والثانية بتكلفة  185مليون جنيه افتتحهما الرئيس عبدالفتاح السيسى  فأصبح المستشفى  من أفضل المستشفيات الحكومية على مستوى الجمهورية


«أهالى بنى سويف» يروون كيف تحولت الخدمة الصحية بالمستشفى العام من سيئة إلى أرقى وأجود خدمة طبية لم يكونوا يحلمون بها  يوما حسب تعبيرهم  
السيدة «منيرة» والدة الطفل «مازن أحمد قرنى  «5 سنوات الذى صدمته سيارة مسرعة أثناء لعبه فى الشارع فدخل عليها الأهالى يحملون الطفل غارقا فى دمائه وفاقدا النطق تماما فأسرعوا به الى الوحدة الصحية فطلب الطبيب اجراء اشعة مقطعية على الفور والتى اثبتت إصابة الطفل بـ«بنزيف حاد فى المخ و كسر مضاعف منخسف بعظام الجمجمة و تهتك بالأم الجافية للمخ وكدمة مدممة بالمخ «وبعرضه على أحد أطباء المخ والأعصاب ببنى سويف أقر بوجوب إجراء جراحة دقيقة فى المخ فورا  تتكلف 35 ألف جنيه داخل احد المستشفيات الخاصة.
ولم يكن لدى والدة مازن فى ذلك اليوم سوى300 جنيه استلفتها من جارتها وشعرت أن الدنيا دارت بها فابنها يموت بين يديها وأمام عينيها وقتها تمنيت الموت قبله وبسرعة جمع  أهل الخير  1400 جنيه هيهات توفير المبلغ الذى طلبته المستشفى الخاص  فتوجهوا للمستشفى العام وهناك أبلغها الدكتور هانى همام مدير المستشفى أن نجلها سيجرى العملية الجراحية الدقيقة بدون مقابل لم تصدق ما سمعته حتى تم إعداد ابنها  للعملية فى سرعة وتم استدعاء فريق طبى برئاسة الدكتور أحمد على محمد خليل أستاذ جراحة المخ والاعصاب بكلية الطب جامعة بنى سويف.  
 وعلى مدار 4 ساعات أجريت الجراحة  لمازن والتى قضتها وكأنها دهرا عندما دخلت غرفة الافاقة الملحقة بالعناية المركزة وجدت نجلها يتوجع قائلا: «آه» وقتها أحست  إن روحها ردت إليها.
وظل مازن 5 أيام فى العناية المركزة  ثم خرج منها تحت الملاحظة الطبية حيث تصطحبه للمتابعة أسبوعيا وكل مرة يطمئنها الدكاترة بأن حالته تتحسن ويتعافى ومن فرحتها بنجاة ابنها عرضت الأم التبرع بـ1400 جنيه التى  جمعها أهل الخير للمساعدة فى إجراء العملية ولكن الدكتور هانى همام  مدير المستشفى أكد لها أن الخدمة الطبية بالمستشفى مجانا
«رياض محمود سلامة» مواطن من أهالى بنى سويف تعرض لحادث سير نتج عنه كسور فى عظام الوجه وفقد جزءا من العظام   وعقب الحادث توجه لاحد المستشفيات الخاصة وطلب منه 16 ألف جنيه نظير إجراء العملية فلجأ للمستشفى العام الذى تمكن أطباؤه من تثبيت الكسور بواسطة المسامير والشرائح الدقيقة وعمل رقعة من عظام الأنف بواسطة فريق من الأطباء قاده الدكتور محمود عبدالرحمن استشارى جراحة التجميل.
هذا النوع من عمليات كسور الوجه والفكين السفلى والعلوى وكسورالجمجمة والأنف لم تكن موجودة بالمستشفى ولكن تم توفيرها بعد تطويره مجانا لصالح غير القادرين من أبناء بنى سويف.
أما  المواطن محمد على رمضان فلقى معاناة كبيرة فى إيجاد حضانة  لطفله الرضيع  « أحمد « الذى هاجمته الصفراء بعد 5 أيام من ولادته اضافة الى صعوبة فى التنفس وكانت أم الطفل ترقد مريضة  جراء عملية ولادة قيصيرية فاضطر للذهاب إلى جميع حضانات مستشفيات بنى سويف العام والمركزية ولم يسمع إلا جملة واحدة «لاتوجد حضانـات» ما اضطره للجوء لاحد المستشفيات الخاصة مقابل 300 جنيه فى الليلة ولو احتاج الطفل وضعه على جهاز تنفس صناعى فى الليلة الواحدة كان يدفع   500 جنيه ولم يجد أمامه شيئا يوفر منه المبلغ المطلوب يوميا سوى  بيع «ثلاجته»  ليوفر المال اللازم لعلاج ابنه الذى مكث 3 أيام كلفته 2000 جنيه.
ولما تم تطوير المستشفى العام ببنى سويف وتم افتتاحه أصبح فى مقدرته أن يذهب به إلى المستشفى فى أى وقت ويجد بدلا من الحضانة اثنين ومنذ أسبوع نقله الى حضانة قسم الاطفال ومكث فيها 5 أيام بالمجان وخرج فى صحة جيدة   
بينما حكاية عم احمد محمود «60 عاما» مع مراكز الأشعة  الخاصة  تعبر عن مدى أهمية تطوير المستشفى العام وتوفير الاجهزة الطبية المطلوبة داخله.
وكان عم أحمد قد سقط من إحدى سيارات السرفيس أثناء نزوله منها ولم يرفق السائق بسنه المتقدم فلم يوقف السيارة بشكل كامل فوقع على الأرض وجاءت قدمه أسفله ما أدى لاصابته بقطع فى الرباط الصليبى.
وطلب منه الطبيب المعالج ضرورة اجراء اشعة مقطعية على الركبة   فوجد جهاز الاشعة فى المستشفى العام معطلا ومطلوب تكهينه ومن المؤسف أن عم أحمد ليس لديه تأمين صحى لاجراء الاشعة على نفقته ومستشفى الجامعة به قائمة انتظار 3 شهور ولا يوجد سوى مركزى أشعة خاص  يمتلكهما القيادى الإخوانى الدكتور نهاد القاسم الهارب  فى تركيا  والقيادى السلفى الدكتور مجدى عبد السلام  الأول طلب منه 450 جنيها والثانى أكثر رأفة  طلب 430 رغم أنه مظهره أمامها يؤكد انه رجل فقير ولا يستطيع دفع المبلغ فاضطر للانتظار حتى تم افتتاح تطوير المستشفى العام وعرف  انه تم استقدام جهاز أشعة مقطعية جديد وهناك طلبوا منه 150 جنيها رسوما وعندما وجدوه رجلا فقير على باب الله وليس له مصدر رزق ولا يتقاضى أى معاش تم اعفاؤه من الرسوم وتحدد له يوم لإجراء عملية الرباط بالمجان ودله أهل الخير أن يتقدم بطلب لمديرية التضامن الاجتماعى للحصول  على معاش تكافل وكرامة.
الحاجة «سعاد جمعة» شقيقة المريضة « فاطمة « 47 سنة كانت قد أصيبت بنوبة سعال شديد وضيق فى التنفس ودخلت فى غيبوبة تامة على أثرها نقلها أهلها إلى أحد الاطباء فأجرى لها عملية تنفس صناعى  وقرر تحويلها للعناية المركزة فورا بعد ان اكتشف ارتفاعا  شديدا فى ضغط الدم وأصابتها بالتهاب رئوى  وقضى أهلها  ليلة كاملة يبحثون عن غرفة عناية مركزة ولم يجدوا سوى في أحد المستشفيات الخاصة الذى طلب ايداع مبلغ  3 الاف جنيه تحت الحساب وعندما ذهبوا إلى المستشفى العام لم يجدوا  سرير عناية فى قسم القلب  وتدخل احد الاطباء وحجزها فى قسم عناية الباطنة رغم انها غير مجهزة لمرضى القلب و ظل بجوارها طوال الليل بالادوية وقياس الضغط و المحاليل حتى خلا سرير فى عناية القلب وتم نقلها لاستكمال علاجها وحدثت المعجزة لتتحسن حالتها بعد 4 أيام فى العناية المركزة وبدأت تأكل وتشرب وتتكلم فلولا الأسرة الجديدة التى تم توفيرها بعد تطوير المستشفى العام ربما كانت قد فارقت الحياة.