السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نوجين ديريك القائد العام لوحدات حماية المرأة فى عفرين لـ«روزاليوسف»: «أردوغان» تحالف مع داعش والجماعات الإرهابية لإبادتنا وسط صمت المجتمع الدولى

نوجين ديريك القائد العام لوحدات حماية المرأة فى عفرين لـ«روزاليوسف»: «أردوغان» تحالف مع داعش والجماعات الإرهابية لإبادتنا وسط صمت المجتمع الدولى
نوجين ديريك القائد العام لوحدات حماية المرأة فى عفرين لـ«روزاليوسف»: «أردوغان» تحالف مع داعش والجماعات الإرهابية لإبادتنا وسط صمت المجتمع الدولى




حوار- أمانى عزام

عادت صور الفتيات المقاتلات تتصدرعناوين الصحف العالمية  بعد أن وقفت المرأة السورية كتفًا بكتف إلى جانب الرجل السوري؛ لتؤكد أنها طرف أساسى فى الحرب التى يخوضها السوريون لمواجهة الإرهاب والغزو التركى فى عفرين، لذلك أجرت «روزاليوسف» هذا الحوار مع نوجين ديريك، القائد العام لوحدات حماية المرأة YPJ فى عفرين، للتعرف على العقبات التى تواجه المقاتلات الكرديات فى سوريا، وكيف يتغلبن على وحشية  قوات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التى تحاول التمدد فى سوريا وتستهدف المدنيين العزل والأطفال والنساء دون احترام للقوانين والأعراف الدولية.

■ بداية كيف تشكلت قوات حماية المرأة؟
- قواتنا نظمت نفسها عسكريًا كقوة خاصة لحماية المرأة باسم وحدات حماية المرأة YPJ، عنما اندلعت المعارك فى روج آفا وعموم سوريا، وتزامن ذلك مع بدء الحراك الثورى فى الشرق الأوسط واندلاع الثورات العربية، ونسقنا مع وحدات حماية الشعب YPG لاستمرار مسيرتنا النضالية فى وجه الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الاحتلال التركى.
 ■ ما سن التجنيد  المناسب للمقاتلات الكرديات؟ وكيف ينضممن لصفوف القتال؟
ـ وحداتنا تقبل الفتيات والنساء الراغبات فى الانضمام عقب تجاوز أعمارهن 18 عامًا، من خلال تقديمهن بإحدى مقراتنا المنتشرة فى عموم روج آفا و شمال سوريا.
■ هل هناك شروط للالتحاق بقوات حماية المرأة غير السن؟
- يشترط أن تلتزم الفتاة بالخضوع للدورات والتدريبات اللازمة لصقل معارفها وتنمية مواهبها فى الجانب الفكرى والمعرفى والعسكرى.
■ هل تواجهون صعوبة أو معارضة من الأهل لانضمامكن؟
- فى بداية الثورة واجهنا صعوبات وتحديات كبيرة، إذ رفض البعض انضمام بناتهن للحرب، والبعض لم يكن يتخيل أن تكون المرأة مقاتلة، لكن فيما بعد وحينما أثبتت مقاتلاتنا القدرة والكفاءة وأبدين شخصيتهن القيادية أصبح أمرًا اعتياديًا وظاهرة طبيعية فى مجتمعنا.
■ ماذا بشأن الجماعات الإرهابية المنتشرة فى سوريا؟
- سيطرة الإرهاب المدعوم من حزب العدالة والتنمية على الأراضى السورية يتعارض مع مصلحة الشعب السورى لأن طبيعة هذه الفصائل الإرهابية وطبيعة حزب العدالة والتنمية تتعارض مع بناء نظام ديمقراطى.
■ ماذا عن دور المقاتلات فى مواجهة الجماعات الإرهابية المندلعة فى سوريا؟
-قواتنا تكافح منذ 4 سنوات ضد وحشية الفtصائل الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش المدعوم من تركيا، وقد أبدينا مقاومة أسطورية قل نظيرها ضد هذا التنظيم الإرهابى، ولا أحد ينكر أن المرأة كانت طليعة هذه الحرب والمقاومة وخاضتها دون خوف أوتردد، هذا النموذج المشرف من الإرادة والعزيمة والإصرار فى مكافحة الإرهاب وقفت خلفه الكثير من رفيقاتنا المقاتلات اللاتى ضحين بأنفسهن ضد الإرهاب مثل»آرين ميركان» و«بارين كوبانى» و «كولان» وغيرهن من مئات المقاتلات الائى لايتسع السياق لذكرهن ممن حاربن ببطولة فى كل ميادين القتال ضد داعش بدءًا من كوبانى مرورًا بمنبج والطبقة والرقة و ديرالزور وصولا إلى عفرين.
■ هل التنكيل بجسد بارين كوبانى دفع المقاتلات الكرديات للتراجع من صفوف المعركة؟
-  قواتنا لعبت دورًا محوريًا فى التصدى للهجمات الوحشية التركية والنظام الإرهابى الذى يحاول رجب طيب أردوغان بناءه فى شمال سوريا، متعاونًا مع كل الفصائل الإرهابية، وعادت صور المرأة المقاتلة تتصدر المشهد القتالى، وتصدرت صور شهدائنا مثل «آفيستا خابور» و«بارين كوبانى» المشهد العالمى لتعبر عن إصرارنا على التصدى للعدوان والإرهاب التركى حتى النهاية، وتظهر إيماننا المطلق بالنصر والتحرر.
■ ماسبب تمثيل قوات أردوغان بجثمان المقاتلات عقب وفاتهن مثل «كوبانى»؟
- تمثيلهم بجثمان الشهداء يعبر عن هويتهم الإرهابية وأفعالهم الوحشية، لكنهم يجهلون أن هذا المشهد المقزز حسم الموقف لدى جميع النساء الكرديات خاصة المقاتلات فى صفوف قواتنا وزادهن إصرارًا على المضى فى هذه المقاومة حتى النهاية لدحر الإرهاب التركى وإلحاق الهزيمة به.
 ■ كيف تصمد المرأة الكردية أمام كل هذه الصعاب والتحديات؟
- ثقة المرأة الكردية بنفسها وإيمانها بحريتها وآمالها المنشودة فى النصر تجعلها صامدة وقوية أمام التحديات التى تتعرض لها، وهو ما أهلها لأن تكون طليعة لقيادة المرحلة النضالية فى كفاح فكرى قبل أن يكون مسلحًا لبناء وطن حر يؤمن بجميع أبنائه ومكوناته.
 رغبة المرأة الكردية فى عدم الاستسلام لممارسات الفصائل الإرهابية التركية يزيد قدرتها على التحدى لمواجهة الغزو التركى رغم حداثة أسلحته.
■ الحب والزواج والانجاب والحياة الأسرية الهادئة حلم كل فتاة عربية فأين هو من قلوب الكرديات؟
- المرأة الكردية تخوض هذه الثورة دفاعًا عن هوية شعب مضطهد، ولأن العائلة يجب أن تكون متسمة بالترابط  والحرية فلابد أن تكون المرأة السورية حرة لتبنى عائلة حرة تفضى إلى شعب حر، وهذا ما ترفضه قوات تركيا الإرهابية، لذلك فإننا كمقاتلات فى صفوف وحدات حماية المرأة لن نتزوج ونؤسس أسرًا حتى نحرر شعبنا من هذا الاضطهاد التركي، ولذلك فإن الفتاة الكردية وفق هذه القناعات عندما تنضم لصفوفنا تقرر أن مستقبلها هو بحثها عن حريتها وقتالها لنيل حريتها وتتخلى عن كل الحسابات الشخصية لبناء مستقبل منفرد.
■ ما أبرز الصعوبات التى تواجهكن كفريق عسكرى نسائى؟
- لا يوجد صعوبات تذكر فى حياتنا العسكرية لأننا نعى طبيعة المهام الملقاة على عاتقنا، مسئوليتنا قائمة على المعرف، واندماجنا داخل هذا المنحنى قائم على الاختيار بكامل قناعتنا.
■ كيف ترين الوضع فى عفرين  خلال الفترة الحالية؟
- ما يجرى فى عفرين ليس حربًا عادية، فنحن مسلحون بـ»بندقياتنا» فقط وإرادتنا وعزيمتنا وإيماننا بقضيتنا، لنصارع عدوًا وحشيًا لا يعترف بالأعراف الإنسانية ولا يلتزم بأخلاقيات الحروب، ويمتلك أقوى ترسانة عسكرية ومدجج بأحدث تقنيات القتال ويستخدم أسلحة حلف الناتو لإبادة شعبنا وسط صمت عالمي، ورغم ذلك مقاومتنا تلحق به الهزائم يوميًا.
■ ماذا عن تهديد أردوغان باجتياح منبج؟
- أردوغان يستمد مشروعيته من الصمت الدولى إزاء تحالف الدولة التركية مع كل الجماعات الإرهابية وقادتها دول العالم، ومثلما نحن نخوض مقاومة العصر الآن فى عفرين، فنحن على يقين بأن الجيش التركى سيواجه مقاومة مشابهة فى منبج.
■ هل تهديدات أردوغان باجتياح منبج تعنى انتصار القوات التركية فى معارك عفرين؟
- أردوغان يستطيع أن يدعى الانتصار إذا أخذنا التقنية العسكرية الحديثة لقواته بعين الاعتبار، لكن تحديد هوية المنتصر وفق نتائج الحروب يؤكد انتصار عفرين.
■ كم يبلغ عدد القتلى الأكراد والقتلى الأتراك فى حرب عفرين المندلعة الآن؟
- لا شك أن أعداد شهداءنا وجرحانا مرتفعة للغاية ويصعب حصرها نظرًا لاستمرار الحرب، ولكن هذه طبيعة المعارك وسنواصل نضالنا حتى ننتصر على أردوغان وحلفائه من الجماعات الإرهابة وعلى رأسها الإخوان المسلمين.
■ ما أبرز الانتصارات والنجاحات التى حققتموها؟
- حتى الآن حررنا شمال سوريا من تنظيم داعش عدو الإنسانية، وحررنا مدينة الرقة عاصمة خلافته المزعومة، ولا أحد ينكر أن مقاومتنا التاريخية لا نظير لها فى العالم أو التاريخ، ومهما بلغ صمت العالم أمام تضحياتنا فإننا مصممون على المضى قدما، ليس لتحرير الكرد فقط ، بل لتحرير كل الشعوب، وبناء أرضية حقيقية لتعايش مشترك بين الجميع.
■ كيف ترين مستقبل سوريا فى ظل الحرب الأهلية المندلعة بها؟
- الفصائل الإرهابية المسيطرة على سوريا تحاول منع تطور أى نظام ديمقراطى وتخلق العراقيل، خاصة أن بناء نظام ديمقراطى يتعارض مع مصالح رجب طيب أردوغان والفصائل الإرهابية.
■ برأيك ما مستقبل الأكراد فى هذه الحرب؟
- للأسف لا يوجد أصدقاء للشعب الكردي، ورغم ذلك نحاول بذل كل الجهود لمحاربة الإرهاب ودحره  من كافة المناطق.


 

C.V

نوجين ديريك

■ الاسم الحقيقى شاها عبدو مواليد سنة 1973   ■ قيادية فى وحدات حماية المرأة YPJ منذ العام 2011 ■ تشغل الآن منصب القائد العام لوحدات حماية المرأة YPJ فى مقاطعة عفرين