الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السعيد يفتح باب التطبيع التركى

السعيد يفتح باب التطبيع التركى
السعيد يفتح باب التطبيع التركى




كتب – وليد العدوى   


تفرغ نجم الكرة المصرية عبد الله السعيد لإدارة مفاوضاته بشأن تمديد عقده مع ناديه الأهلي، التى فشلت خلالها جميع المحاولات، رغم تخلى مسئولى القلعة الحمراء عن كبريائهم المعتاد، وأبدوا تنازل عن بعض الشروط  بالموافقة على دفع 8 ملايين بدلا من 6 ملايين جنيه فى الموسم، لكل من السعيد وأحمد فتحى، والرقم الأخير محدد من قبل الإدارة كسقف لتجديد عقود نجوم الفئة الأولى، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، ليتسلح النجمان الكبيران بعروض خارجية من أندية خليجية، عرضت الملايين عليهما بالدولار، حيث تلقى السعيد عرضًا من أهلى جدة لمدة موسمين مقابل 50 مليون جنيه -مبدئيا قبل التفاوض- فيما عرض الشباب السعودى استعارة فتحى لمدة 3 أشهر مقابل مليون دولار أى 18 مليون جنيه.
حتى هذا يعد الأمر مقبولا، حيث يتفاوض النادى مع لاعبيه بشأن تمديد عقديهما فى إطار العرض والطلب، وسبق أن خرج نفس الثنائى من عباءة ناديهما الأول الإسماعيلى بنفس الطريقة تقريبا للذهاب إلى الأهلى، إلا أن السعيد خرج على النص بالتلويح بعرض تركى متناسيا الأزمة السياسية القائمة مع هذا البلد الذى يكنّ كل عداء لمصر وللمصريين قيادة وشعبا، كما هو الحال مع قطر التى تصنع مع تركيا ثنائيا واضحا لتمويل الإرهاب والإرهابيين فى المنطقة.
المثير أن العرض التركى الذى لم يكشف عن هويته أو قيمته المالية جاء على لسان وكيل أعمال عبد الله السعيد وهو تامر النحاس الذى تربطه علاقات مختلفة برياضيين فى قطر وتركيا، كما أشيع عنه فى العهد السابق بأنه منتم إلى جماعة الاخوان المسلمين، ليضرب بالسعيد عرض الحائط فى حربه مع الأهلى والتى يلخصها الكثيرون بأنها محاولات لتحقيق أكبر مكاسب مادية ممكنة، وإلا ما زج باسم الزمالك المنافس التقليدى فى مرحلة من مراحل التفاوض عبر إشاعة طلبه للاعب مقابل 25 مليونا فى الموسم، رغم استحالة انتقال السعيد للبيت الأبيض، لأسباب كثيرة أهمها عدم خسارة الشعبية الأكبر والأضخم فى القلعة الحمراء وعدم تحقيق ربح مالى أفضل مما كان فى الأهلي، خصوصا أن من المعروف أن الزمالك محجوز على أرصدته، وأخيرا غياب الزمالك عن دائرة المنافسات والبطولات.
النحاس غلف العرض التركى المدمر بعروض أخرى مستحيلة مثل أندية صينية وأمريكية والتى رفضها اللاعب فى الحال كونه من العناصر الأساسية فى المنتخب المصرى وقريبا سيتوجه مع الفراعنة ضمن القائمة الأساسية فى كأس العالم المقبل فى روسيا فى حين تأتى العروض الصينية والأمريكية فى الغالب لنجوم أوشكت على الاعتزال إلا أن الهدف كان واضحا لترويج العرض التركى الغامض الذى اكتفى النحاس فقط بوصفه أنه عرض قوى وكبير دون الإفصاح عنه وفى حال تحقيقه عمليًا على أرض الواقع سينتقل السعيد من خسارة جمهور الأهلى كرويًا إلى خسارة مصر والمصريين جميعًا سياسيًا بعد أن فتح باب التطبيع مع دولة عدو.
سبق أن فتح باب الاحتراف فى تركيا على مصرعيه قبل عشرين عاما وتحديدا بعد أن فازت مصر بكأس الأمم الأفريقية الأولى خارج البلاد عام 1998 فى بوركينا فاسو على يد الجنرال الراحل محمود الجوهرى، حيث تجاوز عدد المصريين فى الدورى التركى الـ15 لاعبا لدرجة أنه اعتبر وقتها الدورى التركى ملحق لنظيره المصرى قبل أن تتوتر العلاقات الدبلوماسية والسياسية فى الوقت الحالى.
صحيح يتواجد المحترف المصرى محمد حسن «تريزيجيه» ضمن صفوف فريق قاسم باشا التركى، إلا أنه وافق على العرض فى وقت حساس بالنسبة له كلاعب خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة والتى جاءت قبل لحظات من غلق باب القيد الشتوى الأخير ليضطر تريزيجيه مرغما على قبول عرض الإعارة من ناديه اندرلخت البلجيكى بدافع الحفاظ على مستواه الفنى والبدنى للحفاظ على مكانه فى المنتخب المصرى ليتسبب تألقه فى تلقيه عروضا من جالطة سراى زعيم الأندية التركى الذى يرغب فى شراء عقده من ناديه البلجيكى ليبقى اللاعب موضع اختبار سياسى كما هو الحال مع السعيد.  
خلافات الأهلى مع فتحى والسعيد مستمرة وممتدة رغم الموافقة على التجديد لمدة ثلاثة مواسم بناء على طلب اللاعبين بدلًا من موسمين لكن خلاف مازال قائمًا على طبيعة فرض الضرائب، بالإضافة إلى عدم إعفائهما عند التجديد من نسبة المشارَكة فى الموسم الثالث بحجة أنهما ليسا من أبناء الأهلى مثل حسام عاشور وشريف إكرامى، وكذلك الخلاف على الضرائب، والأخطر المقارنة بأحدث الصفقات الأخيرة وعلى رأسها صلاح محسن القادم من إنبى مقابل 35 مليون جنيه، ليلمح مدير التعاقدات عدلى القيعى لغلق الملف من جانب الأهلى.