الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

375 مليون يورو تنسف وباء «كتشنر»

375 مليون يورو  تنسف وباء «كتشنر»
375 مليون يورو تنسف وباء «كتشنر»





كفرالشيخ ـ محمود هيكل 

 
يخترق مصرف كتشنر محافظتى الغربية وكفر الشيخ بطول 85كيلومترا منها 45 كيلو مترا بزمام محافظة كفرالشيخ وتنتشر داخله كل المخلفات الزراعية والصناعية والملوثات الأخرى من جيف الحيوانات وغيرها مما يجعل مأوى للأمراض القاتلة والفيروسات المتنقلة، والتى حتما تؤدى بهم إلى الموت المحقق، وخصوصًا الفلاحين الذين يتعاملون بشكل مباشر مع مياه «كتشنر» بسبب رى الأراضى الزراعية الخاصة بهم الموجودة على ضفافه، وليس لهم بديل آخر غيره، ولم يقتصر فى انتشار وبائه على هؤلاء الفلاحين فحسب، بل يمتد إلى جميع محافظات الجمهورية من خلال تصدير المحاصيل والثمار والأسماك إليهم من كفرالشيخ، ناهيك عن إتلاف المحاصيل الزراعية بشكل كبير.
  لم ينته الأمر عند هذا الحد فقط، بل إن الكارثة الأكبر تتحقق سنويا عند قيام المسئولين بضخ مياه « كتشنر» فى جميع الترع والمراوى بكفرالشيخ لسد عجز مياه الرى خصوصا فى موسم زراعة الأرز، الأمر الذى يهدد أطفال كفرالشيخ بكارثة حقيقية وهى زيادة انتشار العديد من الأمراض الوبائية فى مختلف نطاق المحافظة، والتى تصيب الإنسان، والحيوان، والنبات، وحتى التربة الزراعية لم تسلم منها هى الأخري.
 «روزاليوسف» رصدت «كتشنر»، وأضراره الواقعة على كفرالشيخ وباقى محافظات الجمهورية، والأمراض التى انتشرت بسبب هذا المصرف، والخطوات التى اتخذتها الدولة لتفادى تلك الكارثة،   
 يقول رضا حسني، إن مصرف « كتشنر » تسبب فى إتلاف التربة الزراعية الموجودة على ضفافه من الجانبين، بالإضافة إلى دوره البارز فى التأثير على إنتاج المحاصيل بصورة كبيرة، مؤكدا أن أهالى مركز الحامول ليس لهم أى وسيلة أخرى لرى الأرض الزراعية غير مصرف «كتشنر» الأمر الذى جعلهم يناشدون المسئولين مرات عديدة بسرعة اتخاذ إجراءات ملموسة على أرض الواقع لأنها تلك الكارثة التى تهدد مستقبل الإنتاج الزراعى فى محافظة كفرالشيخ.
 ويشير ماهر البيلى، إلى  أن مصرف « كتشنر » لم ينقل الأمراض لأبناء محافظة كفرالشيخ فقط بل إلى جميع محافظات الجمهورية، وذلك من خلال الخضروات والفاكهة والقمح والأرز، التى تروى بمياه «كتشنر» وأيضًا الأسماك التى تتم تربيتها فى المزارع التى لم يكن لها أى مصدر مياه آخر غير هذا المصرف، ويتم تصديرها إلى المحافظات الأخرى، فالمعروف أن كفرالشيخ تتنج 40 % من إنتاج الأسماك والمحاصيل الزراعية على مستوى الجمهورية، وذلك يؤكد انتشار ونقل الأمراض إلى 40 % من أبناء الجمهورية بسبب مصرف «كتشنر».
 ويشدد على أبو ريه، أن أهالى مركز الحامول لا يأكلون  من المحاصيل الزراعية التى نحصدها من الأرض لأنها مروية بمياه مصرف «كتشنر »، وذلك حتى لا يتعرضون للامراض ولكن يبيعون هذه المحاصيل فى المراكز والمحافظات المجاورة،  بأثمانها محاصيل أخرى من أماكن تروى بمياه عزبة ونظيفة،  
 ويرى اللواء إبراهيم عبدالعزيز القصاص، عضو مجلس النواب عن دائرة الحامول، أن مصرف «كتشنر» آفة من آفات الزمن منذ إنشائه  عام 1907  حيث كان المصرف زراعيًا، ولكن للأسف مع مرور الوقت تحول من صرف زراعى إلى صرف مخلفات المصانع، وصرف صحي، وهذا مخالف تماما لقانون البيئة، لأن مصرف «كتشنر» يعتمد عليه فى رى الأراضى الزراعية عدد من مراكز ومدن المحافظة وعلى رأسها مركز الحامول بالكامل. 
من جانبه يؤكد اللواء السيد نصر، محافظ كفرالشيخ، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية شخصيًا مهتم اهتماما بالغا بحل مشكلة مصرف «كتشنر»، ويتابع عن كثب الخطوات التى يتم hتخاذها لمعالجة مياه هذا المصرف حتى تكون صالحة لرى الأرض الزراعية، منوها إلى أنه يسخر كل الجهود للتخلص من مشكلة «كتشنر» حتى تتم الاستفادة منه بشكل أكبر وفعال.
 وأضاف نصر لـ « روزاليوسف » أنه تم عقد بروتوكول مع بنك الاستثمار الأوروبى بتكلفة مالية بلغة 375 مليون يورو لعمل محطات تحلية لمياه مصرف « كتشنر »، بالإضافة إلى أن هناك تعاونا مشتركا بين عدد من الوزارات المختلفة وهى: البيئة، والاسكان، والرى، والبحث العلمي، والتنمية المحلية، لعمل تلك المحطات من أجل القضاء على مشكلة « كتشنر» نهائيًا وإلى الأبد.