القاهرة - الرياض.. صمام أمان الشرق الأوسط

كتب - أحمد إمبابى 

 انطلاقًا من دور القاهرة المحورى فى المنطقة العربية، ومساعيها القوية فى خلق الاستقرار فى الشرق الأوسط بل والعالم، اختار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولى عهد المملكة العربية السعودية، مصر لتكون أولى زياراته الخارجية بعد توليه منصبه الجديد، فى جولة تشمل عددًا من الدول الأوروبية، وتستمر زيارته للقاهرة ثلاثة أيام، وهى أطول زيارة له بعد مبايعته لولاية عهد المملكة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى استقبل ولى العهد أمس، لتجرى مباحثات «تتناول أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات، وعددًا من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، على رأسها تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربى المشترك» ، وذلك بحسب السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية.
«راضى» أوضح فى تصريح صحفى: « أن زيارة ولى عهد السعودية لمصر، محطة مهمة فى مسيرة العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين البلدين الشقيقين التى تجسدت خلالها مواقف تاريخية وصلبة للمملكة فى دعمها للقاهرة منذ حرب أكتوبر المجيدة حتى الآن».
وتأتى الزيارة فى توقيت دقيق، تشهد فيه المنطقة العربية مخاطر عديدة، وتطورات متلاحقة على نحو يستوجب تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين، باعتبارهما ركيزة التعاون والعمل المشترك لكل من العالمين العربى والإسلامى.
«راضى» أكد: « أن الزيارة ستتضمن إجراء مباحثات بشأن الشق المصرى السعودى، إضافة إلى بحث التطورات الإقليمية فى المنطقة والعالمية أيضًا، كما ستشمل زيارة ولى عهد السعودية بعض مناطق التنمية فى مصر»، لافتا إلى أن السعودية من أكبر المستثمرين بمصر على المستوى العربى وهى تستضيف أكبر عمالة مصرية بالخارج.
ويبحث «السيسى» مع الأمير محمد بن سلمان استعدادات انعقاد القمة العربية فى دورتها العادية نهاية شهر مارس الجارى، فى الرياض، وأجندة مباحثات القادة العرب فى تلك القمة.
الرئيس سيبحث أيضا مع «بن سلمان» مستجدات الأوضاع فى عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وآخر التطورات على الساحة السورية بعد الهدنة، ومحاولة الحد من الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى عدد من المناطق والمدن السورية.
وتشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، فى مجالات استثمارية واقتصادية، وتدشين عدد من المشروعات السعودية فى مصر، منها بدء المرحلة الأولى من جامعة الملك سلمان، والمدينة السياحية فى الجيزة، وزيارة إلى كل من الجامع الأزهر والكاتدرائية المصرية بالعباسية، وزيارة لمقر مجلسى النواب والوزراء، كما سيحضر ولى العهد عرضًا مسرحيًا بدار الأوبرا المصرية، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة.
وتكتسب الزيارة أهمية قصوى، خصوصًا أنها تستبق جولة خارجية يبدأها ولى العهد السعودى بزيارة العاصمة البريطانية لندن، الأربعاء المقبل، وتشمل أيضا كلًا من فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية.