عندما اعتذر المستشار الخضيري "2"

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 29 - 09 - 2009

لم يقدم المستشار الخضيري استقالته في الوقت الذي وجب عليه فيه تقديمه للاستقالة من موقعه كشيخ من شيوخ القضاء.. حين لم يتمسك بما قاله وصرح به في إهانة لمجلس الشعب ونواب الشعب باعتباره رأيا معارضا في أداء المجلس ونوابه.

وكان يجب أن يصر حتي النهاية علي رأيه المعارض وموقفه مهما كانت النتائج حتي لو أدت إلي تقدمه بالاستقالة في مواجهة مطالبات شيوخ القضاء الذين رفضوا تورط السلطة القضائية والمستشار الخضيري واحد من رموزها في توجيه إهانة للسلطة التشريعية.

وكان عليه -المستشار الخضيري- أن يتحمل بكل شجاعة الآثار القانونية لما أقدم عليه من إهانة للسلطة التشريعية حيث كانت المسألة القانونية له علي الأبواب بتهمة إهانة السلطة التشريعية كما لوح رئيس مجلس الشعب د.فتحي سرور في هذا الوقت.

استقالة المستشار الخضيري في هذا الوقت كانت واجبة تمسكا منه برأيه في مجلس الشعب ونواب الشعب.. أو علي الأقل دفاعا عما يردده من أن موقعه كقاض وشيخ من شيوخ القضاء لا يمنعه من العمل بالسياسة والحديث في الشأن العام برأي سياسي.. ووقتها كان لاستقالته من موقعه معني حقيقي في أنه ثابت في رأيه متمسكا به مهما كانت الآثار والنتائج.

ولكنه - المستشار الخضيري- بدلا من الاستقالة للحيثيات التي ذكرتها.. قدم اعتذارا عندما قال رأيا سياسيا في أداء نواب الشعب وتراجع عن موقفه السياسي من مجلس الشعب.. مفضلا البقاء في موقعه.. متجنبا للمساءلة القانونية التي كان من الممكن أن يتعرض لها بتهمة إهانة مجلس الشعب.

وفي معرض أحاديثه الصحفية أمس عما أعلنه من تقديم استقالته من موقعه كشيخ من شيوخ القضاء قبل تسعة أشهر إلا أيام من وصوله إلي سن المعاش.. وفي إجابته عن سؤال الاعتذار الشهير لمجلس الشعب ولرئيس المجلس.. ليس في مكتبه وإنما في منزله الصيفي حيث اعتاد قضاء إجازته.. رفض المستشار الخضيري التعليق وأجاب بكلمة نادمة واحدة.

ولكنه فاض في توزيع الاهانات للجميع في الأسرة القضائية متهما إياها بالسماح بالتدخل في اعمالها.. مما يحتم علي الأسرة القضائية أن تفند وترد علي ما قاله المستشار الخضيري وأعلنه صحفيا وفضائيا.. بشتي الصور والأشكال حتي ولو كانت ملاحقة قضائية.

ووقتها.. من المؤكد أن المستشار الخضيري سيسارع بتقديم الاعتذار.. فقد فعلها من قبل.. ولا مانع من التكرار مرة أخري بعد الاستقالة قبل الخروج علي المعاش بتسعة أشهر إلا كام يوم.

[email protected]