الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يوم مصر والمصريين





محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 04 - 10 - 2009

يوم 6 أكتوبر من كل عام ليس فقط احتفالا بانتصار جيش مصر العظيم.. ولا هو فقط فرصة تتكرر لتحية رجال العسكرية المصرية البواسل الذين تحدوا كل المستحيلات.. الفنية والطبوغرافية والنفسية.. التي سعت الي كسر الارادة المصرية واغراقها في مشاعر اليأس و مرارة الهزيمة.. فانتصروا عليها.

فما من مصري يستطيع للحظة واحدة في زمن عشناه أو نعيشه أو سيعيشه أولادنا واحفادنا وإلي ان ينتهي الزمن.. أن يتوقف عن تحية رجال العسكرية المصرية والاعراب عن التقدير والعرفان بالجميل لهؤلاء الرجال الذين قدموا للوطن وبسطائه أغلي الانتصارات في تاريخه.. ومازالوا يقدمون.

وإنما هي ذكري يوم عظيم في التاريخ المصري لا يمكن أن تتوقف تفاصيله عند حدود صفحات في كتاب مدرسي ولا نغمات أغنية وطنية او مشاهد فيلم سينمائي .. وإنما تحققه جاء انعكاسا لارادة صلدة وعزيمة لم تكل ولم تمل عن إثبات قدرة الشخصية المصرية وطبيعتها والمكونات التي شكلت نسيجها علي مدي الآلاف من السنين.

الشخصية المصرية التي ما كان يمكن أن تقبل انكساراً مهما كانت درجة القتامة وألوان السواد الزاحف في يونيو من العام 1967 .. ولا أن تتعايش مع فكرة الاستسلام لأمر واقع وأنه ما باليد حيلة.. مهما كانت إرادات الآخرين وكبر موقعهم علي خريطة العالم و نفوذهم علي البشرية.

هي ذكري يوم عظيم علينا ان نتعلم تفاصيله وأن ندقق فيها لنعلمها إلي أولادنا وأحفادنا.. لتنتقل هذه اللحظات العظيمة في التاريخ المصري إلي أجيال قادمة لم تعرف كيف كانت جبال الصعاب والمخاطر والمخاطرة.. جبال عالية مصمتة كجبال الجرانيت.. لم تستطع هز يقين المصريين وثقتهم في أنفسهم مثقال ذرة واحدة.

لم تعرف كيف جاءت القراءات الصحيحة في حسابات الممكن من القدرة و المتاح من الأدوات.. المكسب والخسارة و فداحة حجم التضحيات.. كيف كان حجم التحدي لكل المقدمات والمؤشرات.. داخليا و خارجيا.. وإلي مدي وصلت إرادة الاصرار علي الانتصار.

من حق مصر الأولاد والأحفاد علينا أن ننقل تفاصيل المعني والمضمون و التأثير الذي أحدثه يوم 6 أكتوبر 73 .. يوم مصر والمصريين.