الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

2012..محطات هامه




يعد عام 2012م هو الأهم والأخطر فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928م على يد الشيخ حسن البنا عليه رحمة الله حيث استطاعت الجماعة ليس فقط أن تمارس دعوتها وانشطتها السياسية فى العلن فى كل أنحاء البلاد بل وصلت لأعلى منصب فى البلاد بفوز د.محمد مرسى - الرئيس السابق لـ«الحرية والعدالة»- مرشح الجماعة برئاسة الجمهورية فى 24 يونيو 2012م على منافسه الفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة بنسبة 51.73٪ وأصبح مرسى بذلك أول رئيس للبلاد بعد ثورة 25 يناير 2011.

جاء ترشيح مرسى لانتخابات الرئاسة كبديل لخير الشاطر نائب المرشد العام للجماعة خوفامن رفض أوراق ترشح الأخير بسبب المحاكمات العسكرية التى تعرض لها فى ظل النظام السابق وتم بالفعل رفض ترشيح الشاطر فى 14ابريل 2012 وقبول أوراق مرسى وذلك رغم تأكيد الجماعة منذ قيام الثورة على عدم إقدامها ترشيح أحد أعضائها لكنها بررت تراجعها فى القرار بعدم وجود مانع لدى الدول الغربية من وصول قيادات إخوانية لرئاسة الجمهورية.
ولم يكن فوز مرشح الإخوان بالرئاسة هو أول الأحداث السعيدة التى مرت بالجماعة فى هذا العام بل سبقه انتخاب د.محمد سعد الكتاتنى الأمين العام لحزب الحرية والعدالة لرئاسة مجلس الشعب فى 23 يناير 2012م حيث حصل على 399 صوتا من 496 صوتا صحيحا واعتبر مرشد الجماعة د.محمد بديع - وقتها - إن اختيار شخصية إخوانية ليكون الرجل الثانى فى البلاد بعد قيادات المجلس العسكرى يدل على المكانة التى تحتلها الجماعة.. لكن لم تكتمل فرحة الجماعة بالمجلس التى كانت نسبة تمثيلها هى 43٪ حيث تم حل  المجلس فى 14 يونيو 2012م.
 

وقد أصدر رئيس الجمهورية قرارا بعودة المجلس فى 8 يوليو وإلغاء قرار الحل الصادر من المحكمة الدستورية لكن عاد القضاء وقضى بحل البرلمان إلى غير رجعه.
كما حصلت الجماعة وحزبها على نسبة 58٪ من مقاعد مجلس الشورى التى انتهت انتخابات المرحلة الثانية له فى فبراير 2012 بنسبة مشاركة 7.2٪ ممن لهم حق فى التصويت ويترأس المجلس القيادى الإخوانى د.أحمد فهمى لكن نسبة الإخوان فى المجلس تراجعت أخير لتصبح 50٪ بعد تعيين 90 عضوا وكانت حصة حزب الجماعة منها 30 عضوا.
وترتب على حصول الجماعة على أغلبية مقاعد المجلسين تشكيلها الجمعية التأسيسية الأولى فى 24 مارس 2012 وتم التصويت على اختيار 50 عضوا من المجلسين و50 شخصية عامة وترأس الجمعية سعد الكتاتنى لكن تم حلها بحكم قضائى فى 10 ابريل ثم اتفق فى 7 يونيو على تشكيل الجمعية الثانية بنسبة 39٪ من الأحزاب الممثلة فى البرلمان واختير الغريانى لرئاستها ورغم انسحاب الأحزاب منها إلا أنها قامت بوضع الدستور الذى تم التصويت عليه مؤخرا.
كما أدت هذه الأغلبية البرلمانية إلى سيطرة الجماعة على المجلس القومى لحقوق الإنسان فضلا عن تمثيل الجماعة فى الحكومة التى ترأسها هشام قنديل، عودة لقاء الثلاثاء لمرشد الجماعة يعد من الأحداث البارزة فى مسار الجماعة فى 2012 حيث بدأ فى 2 أكتوبر بمسجد الخلفاء الراشدين بمدينة نصر اللقاء الأسبوعى الذى توقف منذ أحداث سبتمبر 1981م.
 

 
التنسيق بين مختلف فروع التنظيم الدولى للجماعة شهدا أيضا خطوة بارزة فى هذا العام حيث اجتمع قادة التنظيم الدولى فى موسم الحج وكان على رأس الحاضرين من القاهرة مرشد الجماعة محمد بديع ونائبه جمعة أمين ومحمود غزلان وسعد الكتاتنى وأحمد فهمى. وتم توسيع اللقاء فى نوفمبر حيث عقد بالخرطوم مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية وشارك فيه قيادات  الجماعة من مختلف البلاد وفى مقدمتهم خالد مشعل مسئول المكتب السياسى لحركة حماس.
كما شهد 2012 انفتاحا غربيا وأمريكيا تجاه جماعة الإخوان حيث انهالت وفود من مختلف الدول إلى مقر مكتب الارشاد بالمقطم ولعل أبرز هذه الزيارات هى زيارة جيمى كارتر الرئيس الأمريكى الأسبق فى 12 يناير واستقبله كل من محمد بديع مرشد الجماعة ونائبه خيرت الشاطر فضلا عن لقاء الأخير - الشاطر - بالسيناتور الأمريكى جون ماكين وتم فى أعقابه سفر الأمريكيين المتهمين فى القضية التى عرفت إعلاميا باسم «التمويل الأجنبى»، وبعدها وجه ماكين شكرا للشاطر لجهوده فى خروج الأمريكان.
رغم هذه المكاسب التى تحققت للجماعة لأول مرة منذ نشأتها إلا أن 2012 لم يكن كله مكاسب بل مر الإخوان فى نهايته بعدد من الأحداث المؤسفة أبرزها مقتل ثمانية من شبابها فى أحداث الاتحادية عقب إصدار رئيس الجمهورية للإعلان الدستورى الذى تسبب فى غضبة شعبية واسعة.
كما تم حرق 28 مقرا للجماعة فى مختلف المحافظات وعلى رأسها المقر العام فى المقطم وزعمت الجماعة أنها أبلغت الوزارة بالمخطط قبل وقعه متهمة الوزارة بالتقاعس.