الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روح أكتوبر





محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 05 - 10 - 2009

عزيمة التحدي وإرادة الانتصار علي كل جبال المستحيلات.. أو ما اعتدنا وصفه بروح أكتوبر.. والتي يري البعض أننا في حاجة إلي استرجاعها.. لم تتوقف للحظة واحدة عن السريان في جسد الوطن.. حين قرر الرئيس مبارك ومنذ اللحظة الاولي إعادة بناء هذا الوطن مهما كانت جبال الصعوبات ومهما بلغ حجم التحديات ومهما تطلب اعادة البناء من عمل مستمر وجهد شاق وإنكار للذات.

فحال البلد الاقتصادية وما وصلت إليه بعد سنوات انتهت بهزيمة 1967 وسنوات أخري في الإعداد للحرب وقبلها سنوات أخري في اقتصاد موجه.. لم يكن حالا سريا.. ولم يكن حالا سعيدا مبشرا بأي حال من الأحوال.. وقد كانت تفاصيل الحياة اليومية في ذلك الوقت تتعايش مع بنية اساسية مهترئة.. أحياء وشوارع في غرق يومي في مياه الصرف الصحي.. كهرباء لا تدوم في المنازل أكثر من ساعات قليلة فما البال حين تحتاج إلي مشروع في مصنع صغير يفتح ابوابا للرزق.. خط تليفوني تمتد له قوائم الانتظار لسنوات عشر.

كيلو تفاح هدية العائد من السفر إلي زوجته وأبنائه.. فرخة مجمدة مستوردة يطول انتظارها في طابور جمعية استهلاكية.. أزمة العاصمة المرورية في شارع رمسيس الذي يحتجز السيارات وعباد الله لساعات طويلة.

وغيرها من تفاصيل الصورة القاتمة والتي لا تسع هذه المساحة من المقال إلي عدها وحصرها.. وهي صورة كانت تحتاج في تغييرها إلي جهد جبار وإصرار تليد وعمل شاق وامكانات مادية هائلة لا حد لها.. ولكنها تغيرت بروح أكتوبر.

روح أكتوبر في اختيار المقاتل الطيار حسني مبارك وإصراره علي إعادة بناء هذا البلد بما يليق باسم مصر وتاريخها ومكانتها.. فمن حق هذا الوطن أن تقام علي أرضه المشروعات العملاقة التي توفر فرص العمل لشبابه وتفتح لهم أبواب الرزق.. ومن حق ابناء هذا الوطن أن تتاح لهم كل الوسائل العصرية في عالم متطور.. ومن حق البسطاء أن تقام لهم الطرق والكباري ومترو الانفاق. نظرة موضوعية واحدة لتفاصيل حياتنا اليومية تعبر عن كيف أصبحت ألوان الصورة وتفاصيل رتوشها التي تحققت بروح أكتوبر.. نظرة واحدة تفسر اختيار الرئيس مبارك الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم في متابعة وتنفقد وافتتاحات مشروع عملاق في شرق التفريعة ببورسعيد.. هي روح اكتوبر وعزيمة التحدي وإرادة الانتصار.