السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القدس والمصالحة




 
محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 07 - 10 - 2009

انفجار الأوضاع في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة في هذا التوقيت.. لا يصب إلا في مصلحة الخطط الإسرائيلية سواء الخاصة بالتوسع الاستيطاني غير الشرعي في القدس أو تلك التي تسعي للتأثير علي المقدسات الإسلامية في المدينة والمسجد الأقصي.. وقد قطعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أشواطا في هذا الاتجاه تحت دعاوي التنقيب عن الآثار أو فتح أنفاق لممرات تحت المسجد الأقصي وغيرها.
 

وفي هذا السياق فإن غاية ما تنتظره الحكومة الإسرائيلية هو انفجار الأوضاع واشتعال المصادمات العنيفة بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال .. لأسباب أهمها.. أولا استخدام هذه المصادمات المنتظرة كذريعة تتيح لها -الحكومة الإسرائيلية- الفرصة للتملص من مطالبات الامتناع عن توسيع المستوطنات غير الشرعية في القدس والدخول السريع في مفاوضات الحل النهائي علي أساس حل الدولتين، ودفع الحجة بعدم إمكانية الدخول في تفاوض بينما أعمال العنف تستعر علي الأرض.. وتسويق هذه الحجة بين دول العالم في محاولة لتغيير المواقف.

وثانيا: محاولة إحداث خلاف بين الفلسطينيين حول طرق مواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي في الوقت الذي توصلت فيه الجهود المصرية إلي مصالحة مصيرية بين الفصائل الفلسطينية طال انتظارها حيث من المقرر أن يتم توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة يوم 26 أكتوبر أي بعد أقل من ثلاثة أسابيع.. والذي من شأنه ليس فقط إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإنما أيضا إعادة صياغة معادلة الملف الفلسطيني.. بوجود صوت فلسطيني واحد يدير التفاوض القادم.. وجل ما تحلم به إسرائيل وتنتظره وتعمل علي حدوثه.. هو افساد هذه المصالحة الفلسطينية بخلق بؤرة توتر مفاجئة تعيد هذا الخلاف الفلسطيني الفلسطيني.

ومن ثم فإن التدخل العاجل من الرئيس مبارك وتوجيهه الأجهزة المعنية للتحرك الفوري للحفاظ علي المقدسات الإسلامية وتهدئة الأوضاع في مدينة القدس بعد استغاثة من مفتي القدس والقيادات الإسلامية بالمدينة.. وإجراء الاتصالات اللازمة علي أعلي المستويات حيث تمت الاستجابة للمطالب المصرية واحتواء الأزمة وتهدئة الأوضاع.

جاء ليحول دون تصعيد في مصادمات عنيفة كادت تقع بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية العسكرية.. وليقي المصالحة الفلسطينية من احتمالية خلاف طارئ بعد كل هذا الجهد المتواصل في التوصل إليها وإقرارها في اتفاق.

[email protected]