الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حلم واحد

حلم واحد
حلم واحد




كتب ـ أحمد إمبابى والرياض ـ صبحى شبانة

شركاء فى العروبة والدين والإنسانية

أجواء الترحاب التى أحاطت زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر عكست متانة العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين القاهرة والرياض، مؤكدة أن هناك اتفاقا وتطابقا بين رؤى البلدين حول القضايا الإقليمية، فى علاقات تاريخية قوية لا تشوبها شائبة، وتزداد قوة وصلابة. وبعثت زيارة «بن سلمان» إلى المؤسستين الدينيتين الأكبر فى مصر («الأزهر» و«الكاتدرائية») إضافة إلى حضوره عرضا مسرحيًا بدار الأوبرا المصرية، رسالة استثنائية تؤكد إيمانه بالاعتدال والتعايش ونبذ التطرف.
ففى اليوم الختامى للزيارة افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى والأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية، بالأمس، أعمال الترميم الجديدة للجامع الأزهر الشريف بعد الانتهاء منها، حيث كان فى استقبالهما الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقيادات المشيخة والجامعة.
«السيسي» و«بن سلمان» تفقدا الجامع الأزهر بعد انتهاء أعمال الترميم، التى تمت بمنحة من خادم الحرمين الشريفين الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ورعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
شملت تغيير وتحديث البنية التحتية للجامع الأزهر بشكل كامل، بما فى ذلك الأرضيات والفرش وشبكات الإضاءة والمياه والصرف والإطفاء والتهوية والصوت، وذلك وفقا لأحدث المعايير العالمية، وبخامات تماثل المستخدمة فى الحرم المكى.
واستمع الرئيس وولى العهد السعودى إلى شرح من الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، عن تاريخ الأزهر الشريف.
ووجه «السيسى» الشكر للسعودية على الدعم المقدم لإعادة ترميم الأزهر، كما وجّه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، الشكر إلى المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا، على مساهمتها فى ترميم الجامع الأزهر، مشيرًا إلى «أن الشركات السعودية المشاركة فى أعمال الترميم كانت أسرع من تفكيرنا».
الأمير محمد بن سلمان قال فى كلمة له: «أن هذا واجبنا، وكل سعودى يطمح ويتمنى المساهمة فى تطوير أو بناء الأزهر وسعيدين بأن تقوم الشركات السعودية بدورها فى مصر العزيزة والغالية».
وخلال استعراضه مراحل تاريخ الأزهر قال وزير الآثار: «إن منطقة الأزهر، هى أحد المواقع السبعة المسجلة على قائمة التراث العالمى منذ 1979، موضحا أن مساحتها تبلغ 32 كيلو مترا مربعا، وتضم أكثر من 600 مبنى آثرى و3 آلاف مبنى بطراز معمارى متميز».
أعمال ترميم الجامع الأزهر استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، وتعد من أكبر وأوسع عمليات الترميم والتطوير التى شهدها الجامع الأزهر على مرّ تاريخه الذى تجاوز ألف عام.
وتميزت عملية الترميم الجديدة بمراعاة الطبيعة الأثرية للجامع، فجميع الخطوات أجريت تحت الإشراف الكامل لوزارة الآثار، كما جرى توثيق جميع مراحل الترميم، بحيث أصبح هناك ملف شامل لكل حجر وركن وزاوية داخل المسجد، يتضمن وضعها قبل وخلال وبعد عملية الترميم.
وفى اليوم الثانى من الزيارة التقى ولى العهد السعودى عددا من رؤساء تحرير الصحف المصرية، فى منزل السفير السعودى بالقاهرة، أكد لهم خلال اللقاء: «أن العلاقات السعودية ـ المصرية قوية ومنيعة وصلبة سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، وأنها عصية على أى محاولة للتخريب».
وحول الدور المصرى فى نهوض المنطقة، عبّر «بن سلمان» عن إعجابه الشديد بالمشروعات العملاقة التى زارها برفقة الرئيس قائلا: «إن الرئيس السيسى أطلق الهمة الفرعونية فى شرايين الشعب المصري، وأوجد حالة عمل كبيرة، الأمر الذى انعكس إيجابياً على معدل النمو الذى ارتفع بشكل فاجأ العالم وفاجأنى شخصيا».
«بن سلمان» أضاف: «كنت فاقد الأمل تماماً فى أن تقوم مصر، وكنت أدعو الله ألا تنهار، وما رأيته أكد لى أن الله استجاب لدعائي، فقد رأيت تفاعلاً كبيراً فى مستقبل المنطقة، لأن مصر عندما تقوم فالمنطقة كلها تستطيع أن تنهض».
وفيما يتعلق بمشروع «نيوم» قال ولى العهد السعودى خلال لقائه الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف المصرية: «إن المشروع مقدر له أن يضخ به استثمارات بقيمة 500 مليار دولار، ويشهد تعاونا مشتركا بين مصر والسعودية وسيؤدى إلى رخاء البلدين، على الصعيدين السياسى والاقتصادي، وستشارك مصر مع المملكة فى أحد جوانبه من خلال الأراضى المصرية. مضيفا «بن سلمان»: «مشروع «نيوم» سيجذب ملايين السائحين، وسيكون الانتقال بين ضفتى المشروع بين الجانبين السعودى والمصرى على مسافة ثلاثة كيلومترات فقط بعد إنشاء جسر الملك سلمان، مؤكدًا أن المشروع سيسهم فى دفعة جديدة للشواطئ المصرية فى خليج العقبة.
فى سياق متصل، قال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إنه تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين للتعاون المشترك فى إقامة المشروعات الاستثمارية، وكذلك فى مجال حماية البيئة والحد من التلوث. 
وذكر المتحدث الرسمى أن الاتفاقات التى تم التوقيع عليها فى مجال الاستثمار تهدف إلى دفع التعاون الثنائى فى القطاع التنموى من خلال المشروعات الاستثمارية الضخمة بين البلدين، وتأسيس صندوق استثمارى مصرى سعودى بإجمالى مبلغ ١٦ مليار دولار لضخ الاستثمارات السعودية فى تلك المشروعات فى عدد من محافظات مصر، على أن يتم اختيار المشروعات من خريطة مصر الاستثمارية التى أعدتها وزارة الاستثمار والتعاون الدولى بالتنسيق مع باقى الوزارات والهيئات الحكومية.