الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«15 مايو».. قلعة طبية فى حضن الجبل

«15 مايو».. قلعة طبية فى حضن الجبل
«15 مايو».. قلعة طبية فى حضن الجبل




 تحقيق ـ بشير عبدالرؤوف


«الاستثمار فى البشر».. هكذا قال الرئيس، عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، انطلاقا من رؤيته بأهمية الموارد البشرية وضرورة تمتعها بالصحة والجسم السليم لزيادة الإنتاج، حيث كانت تلك الرسالة بمثابة تكليف رئاسى للاهتمام بالعمل على رفع مستوى الخدمات الطبية التى يتم تقديمها للمواطنين، من خلال إنشاء عدد  من المستشفيات الجديدة بالمحافظات، ورفع كفاءة وتطوير عدد آخر.
كان من بين تلك المستشفيات مستشفى مدينة 15 مايو، الكائن بطريقى الكريمات والأوتوستراد، الذى كان على مدى سنوات طويلة محط أنظار المناقشات فى المجلس التنفيذى لمحافظة القاهرة لبحث الحلول لإنقاذه، علاوة على أنه تم نقله لأمانة المراكز الطبية، وتم تطويره بتكلفة بلغت 316 مليون جنيه، وكان افتتاحه مفاجأة للمواطنين ليخدم 380 ألف مواطن.
لم تكن الاعتمادات المالية وحدها التى أقامت المستشفى وجعلته صرحًا طبيًا مميزًا بمدينة حلوان، لكن كانت هناك روح الإخاء فى العمل، دون تفرقة بين عامل أو طبيب أو حتى إداري، حيث إن الدكتور حسام الخطيب، مدير مديرية الصحة بالقاهرة، كان يشارك بنفسه فى نقل الأثاث وترتيبه داخل المستشفى، دون استجابة منه للعاملين بترك هذا العمل.
«روزاليوسف» انتقلت إلى «15 مايو» ورصدت الخدمات المقدمة على الطبيعة والتقت المرضى..

ففى قسم العيادات الخارجية، أكد الأهالى أنهم كانوا يعانون عدم القدرة على الحصول على الأدوية فى ظل ارتفاع الأسعار، إلا أن المستشفى يقدم العلاج بالمجان، كما يتم الكشف من خلال ترقيم للمترددين على العيادات ودون تدخل من أحد، كما أن العمل بالعيادات الخارجية، يقوم على إذاعة داخلية تحدد رقم المريض من خلال التذكرة التى يحصل عليها بقيمة جنيهين فقط، ليتم تحديد رقم الغرفة التى سيتلقى فيها الخدمة بحسب التخصص الراغب فيه، وتجاور تلك الغرف صيدليات صرف العلاج المجانى والعلاج على نفقة الدولة، إلى جانب وجود طبيب بين المرضى للاستماع لشكاوى المواطنين والتعرف عليها والعمل على حلها.
لم يختلف الوضع كثيرًا فى وحدة الغسيل الكلوى.. تقول أسماء عيسوى، إحدى المريضات بالمستشفي: كنا نعانى أشد المعاناة فى الحصول على أى خدمة طبية قبل تطوير المستشفى وافتتاحه من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث كنا نقوم برحلة «كعب داير» على مستشفيات حلوان الأمر الذى كان يسبب لها مشقة.
ولفتت إلى أنها قبل تطوير المستشفى وقعت فريسة لأحد المستشفيات الخاصة بحلوان، حيث أجبرها على توقيع بالحصول على المكملات من الأدوية التى يتم تقديمها لمرضى الغسيل الكلوى أثناء جلسة الغسيل، رغم امتلاكها قرارًا على نفقة الدولة، وكذلك تحصيل مبالغ مالية عن كل جلسة غسيل بالمستشفى دون وجه حق، وتقوم بشراء العلاج على نفقتها، والماكينات متهالكة وأكلها الصدأ.
وأكدت أن تلك المعاناة انتهت تماما بافتتاح مستشفى 15 مايو، حيث إنها أصبحت تحصل على خدمة طبية تليق بالمرضي، فضلا عن احتواء المستشفى على أجهزة طبية عالية، علاوة على أن هناك كوادر طبية ذات كفاءة عالية، وطاقم تمريض يسهر على راحة المريض، لدرجة أنها تشعر وكأنها بين أهلها.
وتقول فاطمة محمد، إحدى الأهالي: إنها تتلقى الخدمة الطبية بالمستشفى منذ عام 2006، وكان الأطباء وفريق التمريض يقدمون ما لديهم من إمكانات دون أن يكون هناك إهمال لمرضى الغسيل الكلوى، ولم تكن هناك لديها مشكلة فى الحصول على الخدمة سوى الإمكانات المحدودة للمستشفى قبل تطويره، بالإضافة إلى أنها أصبحت تحصل على الأدوية المكملة للجلسات دون تكاليف.
وتصف الحاجة عزيزة عويس، مريضة فشل كلوي، الوضع فى بعض مستشفيات حلوان بـ»المذري» حيث كانت تطوف على المستشفيات لتلقى العلاج، إلى جانب ضرورة اصطحابها مرافق من الأسرة ليكون دليلها فى رحلة عذابها، ناهيك عن أنها كانت مجبرة على شراء الأدوية على نفقتها الخاصة، مؤكدة أن تلك المشاكل انتهت بمجرد تطوير مستشفى 15 مايو، حيث أصبحت لا تتكلف أية نفقات وتحصل على الخدمة الطبية والعلاج دون عناء أو مقابل.
على مقاعد ماكينة الغسيل الكلوي، تجلس السيدة سهام عثمان خلف، إحدى المرضي، التى أكدت أنها تجرى غسيل كلوى منذ 8 سنوات، وسبق حصولها على الخدمة من مستشفى حلوان العام، إلا أنها لم تكن تحصل عليها بنفس المستوى الذى تحصل عليه حاليا من مستشفى 15 مايو، خاصة أنه ترك أثرا إيجابيا لديها بفضل طاقم الأطباء والتمريض الذين يحترمون آدميتهم، منوهة إلى أن الفارق قبل وبعد التطوير كالموجود بين «السماء والأرض».
وفى قسم الرجال بوحدة الغسيل الكلوى يتلقى الخدمة «سلامة أحمد»، من الصف، وأقدم مريض بالمستشفى، حيث دخله عام 2001، بل وفضل تحمل تكاليف وعناء السفر بحثًا عن الراحة لدى مستشفى 15 مايو، خاصة بعد تطويره، مشيدًا بحسن التعامل بالمستشفي، ودعمه بماكينات غسيل جديدة، تخدم نحو 20 مريض، الأمر الذى أعطاه الأمل فى الحياة.

 

أيضا فى قسم الأطفال المبتسرين، تجد هناك أطفالا تنحصر أعمارهم بين يوم و 30يومًا، حيث نجح ذلك القسم فى رسم البسمة على شفاه الآباء  والأمهات، بعد إنقاذ فلذة أكبادهن من شبح الموت، وضعف الإمكانات الطبية بالحضانات الموجودة فى المستشفيات والمراكز الخاصة.
قالت الدكتورة فاطمة بدوى، رئيس قسم الأطفال المبتسرين بمستشفى 15 مايو: إن القسم يشمل 18 حضانة، لكل منها جهاز لمتابعة حالة الطفل» ضربات القلب ـ الضغط ـ نسبة الأكسجين فى الدم»، بالإضافة إلى 6 أجهزة للتنفس الصناعى، و 4 للتدفئة، لتوفير جو ملائم للأطفال، بالإضافة إلى 6 أجهزة «Capa»لتنفس الأطفال دون أنبوبة حنجرية، وعلاج ضوئى لمنع حدوث أية مشاكل بالمخ، وكلها أحدث أجهزة بالعالم، وكنا نفتقدها فى القسم قبل التطوير.
وتحدث أطباء مناوبون، إسلام محمد ومحمد على، عن ازدحام الورديات المتتالية بالمستشفى بعد إعلان تطويره، مؤكدين أن متابعة حالات التردد على المستشفى تكون مستمرة رغم انتهاء مواعيد العمل بالعيادات الخارجية، فضلا عن أنهما اختارا تحمل مشقة الاغتراب والسفر من محافظتى الشرقية ودمياط، من أجل تقديم خدمة طبية للمرضى واكتساب الخبرة من الاستشاريين.
لم يكن «إسلام» و»محمد» وحدهما المغتربين، حيث إن «سارة طباغا» بنت «المحلة» التابعة لمحافظة الغربية، فضلت عناء السفر والغربة، لتنضم إلى فريق التمريض بالمستشفى بقسم الرعاية العاجلة، حيث كان مستوى المستشفى بعد تطويره عامل مساعد كبير لاستمرارها فى العمل بالمستشفي.
الدكتور أمين مكرم، المدير المناوب ورئيس وحدة العلاج الطبيعى، أكد أن هناك ريادة جديدة سوف يكون السبق فيها للمستشفى، خاصة بإنشاء قسم للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، نظرا لأن المناطق المجاورة بها مراكز ضعيفة المستوى لتأهيل ذوى الاحتياجات، ولتخفيف عناء السفر إلى مركز العجوزة، وسوف تكون الوحدة جاهزة لاستقبال الحالات، ونحتاج فقط للقوى البشرية التى تبذل الجهد العال مع الأطفال، قائلا: «ليس أى تخصص علاج طبيعى أو روماتيزم يمكن أن يعمل بالقسم لتأهيل الطفل لممارسة حياته بشكل طبيعى ويكون قادرًا على خدمة نفسه».

 

ولفت مكرم إلى أنه تمت مناقشة إدراج المستشفى بقائمة مستشفيات السياحة العلاجية، ويمكن أن تكون فى المستقبل وهناك مساحة كافية لذلك، وكانت السياحة العلاجية تأتى إلى المستشفى منذ 10 سنوات من دول عديدة للاستشفاء بـ»كبرتاج حلوان»، داعيًا الراغبين فى السياحة العلاجية بالتوجه إلى 15 مايو لما يتسم به من مناطق خضراء، مشيدا بحسن تعاون  وتعامل الأطباء النواب البالغ عددهم 102 طبيب مع النزلاء.
جدير بالذكر أن جماعة الإخوان «الإرهابية» كانت تسعى لتعطيل العمل بالمستشفى بعدة وسائل، حيث تم رصد عدد من السيدات اللاتى تنتمى للجماعة، مصطحبة كل منهن يوميًا 5 أطفال، للحصول على الخدمة الطبية، ويقوموا بصرف تذاكر العلاج المجانى، بعد التسبب فى إحداث طابور من الانتظار بغرض تكدس المواطنين، بالإضافة إلى استنفاذ إمكانات الدولة فى صرف علاج غير المستحقين.

قريبًا.. أشعة الرنين المغناطيسى  تدخل الخدمة


قالت الدكتورة إيمان حسين، نائب مدير «15 مايو»: إن المستشفى القديم كان يضم على مدى  8 سنوات عيادات خارجية واستقبال وحضانات للأطفال، وأن المستشفى الجديد يضم العيادات الخارجية أيضًا والاستقبال والحضانات، لكنها ذات مستوى عالٍ ومختلف، بالإضافة إلى معمل متكامل به جميع التحاليل وأشعة مقطعية وأشعة الثدى والموجات الصوتية على القلب، وجار إعداد مقر لأشعة الرنين المغناطيسى.
وأضافت: يضم المستشفى 8 غرف عمليات وقسم حضانات أطفال، ونساء وتوليد متكامل، حيث يضم العمليات الكبرى والصغرى، وإزالة الرحم واستئصاله، إلى جانب وحدة الغسيل الكلوى التى تشمل 22 ماكينة، ووحدة رعاية مركزة بها 20 سريرًا، ووحدة مناظير الجهاز الهضمى والكبد، و102 سرير بالقسم الداخلى» غرف وحجز العمليات والمتابعة«، وقسم لعلاج الطبيعى والتأهيل، ناهيك عن وجود 6 أجهزة للتنفس الصناعى بقسم الرعاية المركزة، و 6 آخرين بقسم الحضانات، و4  أجهزة متنقلة، و 8أجهزة للتخدير.