الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أردوغـان يقود تركيـا للدمـار

أردوغـان يقود تركيـا للدمـار
أردوغـان يقود تركيـا للدمـار




حوار – خلود عدنان


أطماع أجرت الدماء، هوس مصحوب بأناشيد عثمانية لإحياء رميم سلطنة فاشية، لم تجر على المنطقة وشعوبها سوى الخراب والتخلف، هكذا يحاول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، محاكاة إمبراطورية آل عثمان، للتغطية على اخفاقاته، خارجيا من خلال مشاريعه التوسعية بالقارة الإفريقية، ونزعاته الاحتلالية فى عفرين، ورعاية الارهاب برفقة اعوانه قطر وإيران، أما داخليًا لم يكن الأمر أقل سوءا فبين الاغتيال والاعتقال والتعذيب والتشريد يعيش الشعب التركى تحت وطأة حاكمه، لاصقًا تهمة الارهاب بكل من يخالفه، ونصيب الأسد كان وما زال للأكراد، ومن يدافع عن حقوقهم أكثر من حزب الشعوب الديمقراطي، وهو ثالث أكبر الأحزاب المعارضة بالبرلمان التركي، ورغم قصر تاريخه 6 سنوات إلا انه اكثر الأحزاب عداوة لأردوغان وبدوره أكثرهم ذكرا فى قائمة اغتيالات الاستخبارات بحق المعارضة، للوقوف حول هذه المهزلة الحقوقية بتركيا، أجرينا حوارا مع أرطغرل كوروجو الرئيس الفخرى لحزب الشعوب الديمقراطى والنائب البرلمانى عن دائرة إزمير وممثل الحزب بالجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبى يرصد لـ»روزاليوسف» من داخل أنقرة انتهاكات النظام التركى لأعضاء الحزب والموالين لهم. 
■ بداية صف لنا الانتهاكات التى يتعرض لها أعضاء الحزب من إعلام أردوغان ؟
منذ إنشاء حزب الشعوب الديمقراطى ونحن نتعرض للتهديدات، خصوصا بعد النجاحات المكتسبة فى انتخابات 7 يونيو 2015، أصبحنا هدفا واضحا لدى أردوغان، ومع ازدياد نفوذنا جن جنون أردوغان وبدلا من التفاوض لإنهاء الأزمة بشكل سلمي، أطلق حملات عسكرية على المدن الكردية فى صيف 2015، مدعيا ملاحقة الإرهابيين، وبدورها اتخذت السلطة القضائية التى تعتمد على الحكومة إجراءات بشعة بحقنا واستعانت بعصابات الشوارع والخارجين عن القانون وفتحت الباب للجماعات الجهادية المسلحة لارتكاب مجازرها بحقنا، وحثت الأحزاب الأخرى للتآمر ضدنا من أجل إزالة حصانة أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي.
ومنذ صيف عام 2015 تعرض أكثر من 150 عضوا من حزب الشعوب الديمقراطى للعديد من التفجيرات والهجمات الانتحارية، وهناك 1000 شخص لقى حتفه لمجرد أنه تضامن معنا وحاول انتخابنا، وتم اعتقال 5000 من أعضاء الحزب ومديريه؛ أفرج عن 2000 منهم فقط، كما يحاكم تسعة من نوابنا البالغ عددهم 59 نائبا، بمن فيهم الرئيسان السابقان للحزب، وخمسة نواب آخرون فى المنفى هربوا من بطش أردوغان، ويتعرض النواب الباقون لتهديدات شديدة بالمقاضاة الجنائية.
وسجل الحزب بعد محاولة انقلاب 15 يوليو 2016، آلاف  من حالات الاضطهاد والانتهاكات التى تعرض لها الآلاف من المعلمين والموظفين الحكوميين والأطباء والأكاديميين بالفصل من العمل والسجن بالأحكام المؤبدة وصولا لأحكام الإعدام، فى حين يحاول إعلام أردوغان « ابشع إعلام فى العالم» إضفاء الشرعية على كل هذه الجرائم ضد الإنسانية، أما الصحفيون الذين لم يقبلوا بهذه الخيانة تم تسريحهم وسجنوا.
■ كم عدد معارضى أردوغان المعتقلين بالسجون التركية ؟
وفقا لإحصاءات وزارة العدل عام 2017، هناك 790,229 ألف سجين متواجدين فى 384 سجنا فى تركيا، منهم 60,242 ألف سجين تم تقييهم تحت فئة «المجرمين الإرهابيين»، وتعريف «الإرهاب» فى قاموس أردوغان، هو محاولة التعبير عن أفكار معارضة لسياساته إذا رأينا أن الدولة تستهدف المعارضة الكردية فى هذا السياق، يمكننا القول إن ما لا يقل عن 40000 من النشطاء الأكراد والمتعاطفين معهم معتقلون حاليا.
■ صف لنا الوضع الحقوقى للأكراد خاصة ديار بكر ؟
الأكراد فى تركيا محرومون من الحقوق الاجتماعية، ولا يوجد اعتراف رسمى بهم كجزء من المجتمع. وتقدر كثافتهم بحوالى 20 مليون نسمة، ولا يحق لهم الحصول على الخدمة العامة باللغة الكردية، وبالرغم من حصول وسائل الإعلام الكردية على حق حرية التعبير بلغتهم الأم بعد سنوات عديدة من النضال فى المحاكم، إلا أنه لا يمكن تطبيقها، وتم إقصاء جميع رؤساء البلديات الكردية وتعيين موظفى الخدمة المدنية فى أماكنهم، ومن خلال حالة الطوارئ تستمر حملات الشرطة والجيش فى تطبيق حظر التجوال وترويع الآمنين، والذى ازداد سوءا بعد حادثة «تحطم» المدرعة التابعة للشرطة، ما أدى إلى قتل العشرات من الأطفال، وکبار السن، والنساء فى العام الماضي.
■ هل تعتقد أن الأتراك يمكنهم تغيير النهج الديكتاتورى الذى يتبعه أردوغان؟
إذا لم نتمكن من إيقاف مسار أردوغان الديكتاتورى عن طريق الانتخابات لا يمكن أن نحقق بيئة حرة ونزيهة، إذ إن بيئة الأكاذيب والفساد والتزوير التى جاء بها أردوغان لا تفلح والدولة تنهار، لذا لن نسمح بتعريض شعبنا لهذة المأساة مرة أخرى، لأنه فى استفتاء 16 أبريل 2017، الذى عقد فى ظل حالة الطوارئ، قال أكثر من 50 فى المائة من الشعب «لا» للديكتاتورية، ولكن المجلس الأعلى للانتخابات كان تحت سيطرة أردوغان، حيث بدأ فى تغيير القوانين بعد البدء فى فرز الأصوات، ممارسا كل أنواع الضغوط لتكون نتائج الاستفتاء فى صالحه.
■ ما موقف الجيش والشرطة من سياسات أردوغان، خاصة بعد تصفية الآلاف منهم ؟
لن يستطيعوا الاعتراض، اردوغان الآن يحكم سيطرته على الجيش وجنرالات الجيش على أعلى مستوى موالين له، وبالنسبة للشرطة فهى موالية لأردوغان أيضًا، إذ إنه كان أحد افراد الفرقة الخاصة التابعة لوزير الداخلية محمد أغار عام 1990، وتستند قوات العمليات الخاصة سواء بالجيش أو بالشرطة إلى العديد من المرتزقة والمتطرفين.