الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوزيرة.. ونقاب الطفلة




 
محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 12 - 10 - 2009

تري د.مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان في ارتداء الطفلة صغيرة السن للنقاب نوعاً من الظلم والجور علي حق الطفلة.. والقت بالمسئولية عن هذا الظلم والجور علي عاتق الأسرة والمجتمع.
 

حسنا.. أما الأسرة فهي الأب والأم اللذان قررا فرض ارتداء النقاب علي طفلتهما.. لتحجب الطفلة الصغيرة عن كل مقومات الحياة الطبيعية وفرض الإغلاق علي عقلها ووجدانها بالضبة والمفتاح.. فلا تري الدنيا إلا من خلال ثقبين صغيرين يسمحان لعينيها بالنظرات المشوشة.

وقد انفردت روزاليوسف منذ أسابيع قليلة بنشر صورة شديدة القسوة علي النفس البشرية، صورة تفاصيل مضمونها تغني عن أي تعليق.. وفيها أوقف أب طفلته علي مقعد أمام كورنيش النيل ليقوم بالتقاط صورة لها بالنقاب وفي الخلفية نهر النيل.. لا يكاد طول الطفلة يجاوز ظهر المقعد.

صحيح بدا الأب في الصورة سعيدًا بشوشاً بالنقاب الذي فرضه علي طفلته الصغيرة.. وبدا أكثر سعادة وهو يلتقط لها الصورة.. إلا أن انطباع الطفلة في الصورة لم يتحدد.. وكيف لنا أن نحدده أو نلاحظه.. إذا كانت كل علاقتها بالحياة من حولها ونظرتها للمجتمع المحيط لا يتجاوز "الخرمين" أمام عينيها.

صورة.. كان يجب أن تقوم لها الدنيا ولا تقعد في الوزارة المعنية بالأطفال وحقهم في الحياة الآمنة بعيدا عن كل اجبار أو فرض يلوث هذه البراءة الطفولية ويزرع في عقلها ونفسها قيما متطرفة تمنعها من التعامل السلس مع محيطها ومجتمعها الذي ستنشأ فيه وتكبر بين جنباته لتصبح أماً مسئولة عن أسرة كاملة قادمة.

صورة.. كان يجب أن تهز ضمير قانون الطفل الجديد فتستخدم آلياته التنفيذية لإعادة براءة الطفلة وغيرها من الأطفال في وجه هذا الأب ومثله من الآباء الغارقين حتي النخاع في وهم صورة التدين الكاذب فسمحت لهم أفكارهم المتطرفة ونفوسهم المريضة في عزل طفلة صغيرة لا تفهم فارقًا بين "صح" و"غلط" أو حلال وحرام أو حتي فرقاً بين "أنثي" و" ذكر".

ولكن لم تقم الدنيا ولم تقعد.. ولم تهتز شعرة في قانون الطفل.. لصورة هذه الطفلة.. ولا لمشاهد الأطفال المجبرين علي ارتداء النقاب التي لم تصبح سراً مخفياً علي العيون وإنما هي في الشوارع وبين الطرقات والفصول المدرسية.

وهنا دور المجتمع ممثل في وزارة الأسرة والسكان.

[email protected]